الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاتف ليلي

غادة السمان

2009 / 9 / 2
الادب والفن



آه صوتك صوتك !

يأتيني مشحوناً بحنانك

وتتفجر الحياة حتى

في سماعة الهاتف القارسة.

آه صوتك صوتك !

_ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _

كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة

أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده

الساعية بيني وبينك

مع كل همسة شوق ؟!

كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة

هذا الزلزال كله

وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفة

ومطر الهمس المضيء

المتساقط في هذه الأمسية النادرة ؟!

آه صوتك صوتك !

صوتك القادم من عصور الحب المنقرضة

صوتك نسمة النقاء والمحبة

في مدينة الثرثرة وأبواق السيارات الضحكة

والنكات الثقيلة كالأسنان الاصطناعية

مدينة بطاقات الدعوات إلى الحفلات

وورقات النعوة وشركات التأمين

مدينة المقاهي والتسكع والكلاب المرفهة وزيت الشعر

والتثاؤب والشتائم وحبوب منع الحمل

والسمك المتعفن على الشاطئ ...

آه صوتك صوتك !

صوتك الليلي الهامس طوق نجاة

في مستنقع الانهيار.

آه صوتك صوتك !

مسكون باللهفة كعناق

يعلقني بين الالتهاب والجنون على أسوار قلعة الليل...

وأعاني سكرات الحياة

وأنا افتقدك

وأعاني سكرات الحياة

وأنا أحبك أكثر.

آه صوتك صوتك !

ترميه من سماعة الهاتف

على طرف ليلي الشتائي

مثل خيط من اللآليء

يقود إلى غابة ...

وأركض في الغابة

اعرف انك مختبئ خلف الأشجار

واسمع ضحكتك المتخابثة

وحين ألمس طرف وجهك

توقظني السماعة القارسة.

آه صوتك صوتك !

وأدخل من جديد مدار حبك

كيف تستطيع همساتك وحدها

ان تزرع تحت جلدي

ما لم تزرعه صرخات الرجال

الراكضين خلفي بمحاريثهم ؟!

آه صوتك صوتك !

وهذا الليل الشتائي

يصير شفافاً ورقيقاً

وفي الخارج خلف النافذة

لابد ان ضباباً مضيئاً

يتصاعد من زوايا العتمة

كما في قلبي

آه صوتك صوتك !

وكل ذلك الثراء والزخم الشاب

تطمرني به

وأشتهي أن أقطف لك

كلمات وكلمات من أشجار البلاغة

ولكن ...

كل الكلمات رثة

وحبك جديد جديد ...

الكلمات كأزياء نصف مهترئة

تخرج من صناديق اللغة المليئة بالعتق

وحبك نضر وشرس وشمسي

وعبثاً أدخل في عنقه

لجام الألفاظ المحددة !

آه صوتك صوتك !

يولد منك الفرد والضوء

والفراشات الملونة والطيور

داخل أمواج المساء الهارب

لقد احكمت على نفسي

إغلاق قوقعتي

فكيف تسلل صوتك الي

ودخل منقارك الذهبي

حتى نخاع عظامي ؟!

آه صوتك صوتك !

واتوق إلى احتضانك

لكنني مقيدة إلى كرسي الزمان والمكطان

بأسلاك هاتف

ومطعونة بسماعته !

آه صوتك صوتك !

وانصت إلى قلبي ...

يا للمعجزة : إنه يدق !









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحبّ أولاً وأخيراً
خيري حمدان ( 2009 / 9 / 2 - 11:32 )
آه صوتك صوتك !

واتوق إلى احتضانك

لكنني مقيدة إلى كرسي الزمان والمكان

بأسلاك هاتف

ومطعونة بسماعته !

آه صوتك صوتك !

وانصت إلى قلبي ...

يا للمعجزة : إنه يدق !

مفهوم الزمان والمكان باقٍ كما دقّات القلب التي لا تعرف راحة. وسماعة الهاتف نداءٌ مرتبط ينبض بالحياة. الأديبة غادة السمان مخلصة للكلمة ووفية لقرائها. أذكر في السبعينيات الماضية بأنني كنت أشتري جميع ما يصدر عن الأديبة غادة وأكتب ملاحظاتي فوق الكتاب مباشرة. وكنت أعير الكتب وأستعير. واضطررت لسماع محاضرة رجولية قاسية محورها كان -كيف تتعامل مع هذا النوع الرخيص من الأدب!- والغريب أنّهم كانوا يقرؤونك. مجتمع ذكوري غير قادر على تقبل فكرة انفجار امرأة وإبداعها دون قيود. وبعد كلّ هذا الزمن يتركني النت وحيداً مع أشعارك وقلمك! تقبلي محبتي عزيزتي المبدعة. لعل إبداعك لا ينضب، لعل قلمك يدوم.


2 - تحية مسائية إلى غادة السمان
غـسـان صـابـور ( 2009 / 9 / 2 - 21:48 )
أحـيـيـك يا سيدتي الرائعة أينما كنت, لأنه مهما تغير الزمان والمكان, تبقين السيدة الجميلة الرائعة الذي سحرني صوتها وأنار لــيــالـي الدمشقية. مهما تغير الزمان والمكان, ما زلت أشعر دفء كلماتك التي كانت تهز العمائم وتثير الدهشة والغضب تحت ذقون الجهلة. كنت عروس دمشق. دمشق التي لا يتغير سحرها مثلك, رغم تغير العابرين في مضاجعها.. كلماتك وسحرك يا سيدتي, رغم الزمان والمكان الذي حطت به اليوم سفينتك المهاجرة..أبديان.. آملا أن من يسمع صوتك كل مساء, أينما كان, سوف يأتي إليك.. ومن يستطيع مقاومة سـحـر صوتك وكلماتك.. رغم الزمان والمكان؟؟!!
مع تحية مسائية مهذبة…
غسان صابور ليون فرنسا


3 - إعادة وتصحيح .. رجـاء
غـسـان صـابـور ( 2009 / 9 / 3 - 07:20 )
أحـيـيـك يا سيدتي الرائعة أينما كنت, لأنه مهما تغير الزمان والمكان, تبقين السيدة الجميلة الرائعة الـتـي سحرني صوتها وأنار لــيــالـي الدمشقية. مهما تغير الزمان والمكان, ما زلت أشعر دفء كلماتك التي كانت تهز العمائم وتثير الدهشة والغضب تحت ذقون الجهلة. كنت عروس دمشق. دمشق التي لا يتغير سحرها.. مثلك, رغم تغير العابرين في مضاجعها.. كلماتك وسحرك يا سيدتي, رغم الزمان والمكان الذي حطت به اليوم سفينتك المهاجرة..أبديان.., آملا أن من يسمع صوتك كل مساء, أينما كان, سوف يأتي إليك.. ومن يستطيع مقاومة سـحـر صوتك وكلماتك.. رغم الزمان والمكان؟؟!!
مع تحية مسائية مهذبة…
غسان صابور ليون فرنسا
________________________________________

اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو