الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ائتلاف مشؤوم

حيدر سهر

2009 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اعلن قبل ايام قلائل عن تشكيل الائتلاف العراقي الوطني الموحد والذي ضم فيه العديد من القوى السياسية العراقية التي تروم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة , ويعد هذا الائتلاف امتداد للائتلاف السابق الذي حصد الغالبية البرلمانية في الانتخابات الماضية والذي انشأ الحكومة الحالية , وقد ولد هذا الائتلاف الجديد بعد مخاض عسير وبعد مشاورات طويلة دارت بين القوى المكونة له في السابق , وكان من اسباب تأجيل اعلانه هو الاختلاف في وجهات النظر والمصالح الشخصية الضيقة لقادة الكتل السياسية المنضوية تحت الائتلاف والتي تريد تحقيق اكبر المنافع قبل الدخول فيه، ولهذه الاسباب ولد الائتلاف ولادة قيصرية مشوهة , بعد ان تناسى قادة الكتل المكونة له المصالح الوطنية والالتفات فقط للمصالح الشخصية الضيقة .
الملاحظ في اعلان الائتلاف العراقي الوطني الجديد هو وجود نفس الشخصيات السياسية التي كونت الحكومة الحالية ,فهذه الوجوه الصفراء المتعرقة خجلا من المواطن بسبب عدم ايفاءها بوعودها السابقة له وعدم قدرتها على رفع معاناته في هذه الحكومة الحالية، بأعتراف الدكتور الجعفري حين القى كلمة الائتلاف نيابة عن باقي القوى السياسية وقوله بأن معظم الشعب العراقي يرزح تحت خط الفقر على الرغم من اننا نمتلك ثروات هائلة وعلى الرغم من ان ميزانية الدولة تجاوزت الستين مليار دولار. فهنا لا أعرف ماذا كان يقصد الدكتور الجعفري بتصريحاته هذه وعلى من يقع اللوم في معاناة الشعب العراقي ؟!الم يكن الائتلاف العراقي هو المكون الرئيسي للحكومة الحالية الم تكونوا ضمن هذه الحكومة ؟! ولما لم تستطيعوا الايفاء بالالتزامات والوعود التي قطعتموها للناخب ام ان اللوم في هذا يقع على المواطن نفسه!
ان سبب اعلان الائتلاف بهذه الصورة القبيحة هو نتيجة لشعور قادة الكتل المكونة له بوجود تحركات ومؤامرات تدار من دول اقليمية لتغيير لون الحكم في العراق , وهم بهذا الاعلان ساهموا بطريقة غير مباشرة بأكساء الطريق امام هذه المؤامرات لأنهم يعلمون جيدا بأن مؤيديهم لن ينتخبوا هذا الائتلاف مرة اخرى بسبب عدم ايفائهم بوعودهم والتزاماتهم التي قطعوها للناخب العراقي , فكان الاحرى بهم ان يفسحوا المجال امام قوى سياسية اخرى لكي تأخد حقها بالظهور على الساحة العراقية (عسى ان يحالفها الحظ بكسب ود الغالبية والايفاء بالالتزامات ورفع معاناة المواطنين) هذا ان كانت هذه القوى المكونة للائتلاف تهمها المصلحة العليا لا ان تبقى نفس الوجوه المحترقة سياسيا في هذا الائتلاف .
لقد افرز الائتلاف الجديد ظاهرة جديدة قي اللعبة السياسية العراقية وهي سرقة الاسماء الحزبية , مثلما فعل النائب عبد الكريم العنزي والذي اقحم اسم حزب الدعوة الاسلامية تنظيم العراق في هذا الائتلاف رغم ان الحزب وقياداته المعروفة لم تشارك في تكوين الائتلاف الجديد ،فبداية المشكلة تكمن بأن العنزي يؤمن بأقصاء الاخر وعلى طريقة (صدام المقبور) عزل الكل ونصب نفسه امينا عاما للحزب بعد ما اختلف مع قيادات هذا الحزب, فخرج العنزي يغرد خارج السرب بسبب مصالحه الشخصية الضيقة , وهنا نهمس في اذن العنزي ونقول له من باع مبادئه وقيمه واخوته في العمل السياسي لايصلح ان يكون ممثلا للشعب لانه سيبيع من انتخبه بثمن بخس.
هناك معطيات ومؤشرات تدل على ان الائتلاف الجديد لن يحقق الغالبية البرلمانية في الانتخابات المقبلة ولا ترتبط هذه المعطيات فقط بحادثة وفاة السيد الحكيم الذي تزامن مع اعلان الائتلاف والذي يعد نذير شؤم للائتلاف، وانما هناك معطيات واسباب اخرى من ضمنها الاختلافات السياسية بين مكونات الائتلاف والمصالح الحزبية الضيقة لقادته اضافة الى انخفاض شعبيته في الشارع العراقي بسبب عدم التزامه بوعوده والتزاماته، وهذا كله يدل على ان الائتلاف لن يحصد اغلبية مقاعد البرلمان هذا ان لم يكن هو الخاسر الاكبر في الانتخابات المقبلة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة