الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع حياة أطفال العراق

غازي الجبوري

2009 / 9 / 2
ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟


الأطفال في كل زمان ومكان يعدون الثروة الحقيقية في أي مجتمع من المجتمعات لأنهم قادته في المستقبل ولذلك تبذل الحكومات الوطنية كل مافي وسعها من اجل إعدادهم الإعداد الصحيح وتوليهم الموقع الأول في أولويات اهتماماتها وخططها وتخصيصاتها المالية بل إن مقياس وطنية أية حكومة أصبح مرتبطا بمدى اهتمامها بالأطفال.

وفي العراق وبرغم الثروات الهائلة التي يمتلكها إلا أن أطفاله يعانون الفقر والمرض والجهل والجوع والتشرد وانتهاك بشع وفضيع للحقوق والحريات في مقدمتها حق الحياة بسبب الحروب التي أقحم فيها منذ عام 1980 ولحد الآن فضلا على العقوبات الاقتصادية الجائرة التي أدت إلى انهيار تام للبنى التحتية والخدمات.

وبرغم تغيير النظام عام 2003 ونشوء نظام يحمل اسم النظام الديمقراطي إلا أن المعاناة تضاعفت آلاف المرات بدلا من أن يلمس الأطفال أي تحسن على أي مستوى من المستويات.

فأصبح من الطبيعي أن نجد أطفالا بعمر الورود يهيمون في الشوارع مرتدين الملابس الرثة في حر صيف العراق المحرق أو في برد شتاءه القارص وهم وقد تركوا مقاعد الدراسة ليمارسوا مختلف أنواع الأعمال التي لاتتناسب مع أعمارهم كصبغ الأحذية أو تنظيف السيارات أو كمساعدين لأصحاب محلات البيع والتصليح والصيانة أو بيع مختلف السلع البسيطة على الأرصفة وبين السيارات المارة للإنفاق على أنفسهم أو عوائلهم التي غالبا ماتكون فاقدة لمعيلها بسبب القتل أو العوق من جراء الحروب والعنف ناهيك عن الذين هجروا داخل وخارج البلاد فأي قادة ينتظر العراق؟

إننا نعتقد أن الحل العاجل لهذه الكارثة تكمن في تخصيص نصف واردات البلاد كرواتب شهرية للمواطنين العراقيين من اجل توفير حد أدنى من العيش الكريم لهم وفي نفس الوقت تقوم الحكومة برفع الدعم عن السلع والخدمات وإلغاء التخصيصات المالية لشبكة الحماية والرعاية الاجتماعية والشروع ببناء وحدات سكنية للمواطنين بأقساط مريحة وطويلة الأمد وبالتالي القضاء على حالات الفساد المستشرية والبطالة المقنعة وانخفاض أعمال العنف بنسب كبيرة مما يتيح الفرصة للحكومة أولا لترتيب الأوضاع الاقتصادية تدريجيا وتوفير فرص عمل حقيقية للعاطلين عن العمل وعند ذاك بإمكان الأطفال أن يتركوا العمل والعودة إلى مقاعد الدراسة التي يستوجب الإسراع بتأهيل بنيتها التحتية وإعادة النظر بمناهجها الضخمة التي تثقل كاهل الطلبة وتوفير تغذية ورعاية صحية عالية المستوى للطلبة فضلا على بناء دور رعاية للأطفال المحرومين من الرعاية والأيتام والمشردين.

وفي التزامن مع هذه الإجراءات فان على الحكومة أن تبذل أقصى جهودها لمناشدة الأمم المتحدة والدول الصديقة للوقوف مع الشعب العراقي لمساعدته في النهوض من واقعه المنهار كما على منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات المهنية أن تسعى لمناشدة المنظمات المماثلة لكي تتظافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لتخفيف معاناة أطفالنا وعموم أبناء شعبنا بالسرعة الممكنة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف