الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشهد الشيخ البكاري وعاش أهل الرفيد

ربحان رمضان

2009 / 9 / 2
حقوق الانسان


الشيخ محيي الدين (أبو يحيى ) البكاري رحمه الله كان يمشي في الحي كالسيف الذي ليس فيه عوج .. لم يحني ظهره ، ولم بطأطأ رأسه حتى استشهد بطلا في حرب حزيران عام 1967 .
كان الشيخ أبو يحيى حافظا ً للقرآن ، يرتله ترتيلا ، محبا ً للنبي (ص) اعتقادا ً منه أن النبي كردي من سلالة ابراهيم بن آزر الكردي عليهما السلام .
ويؤكد بأحاديثه لنا نحن الأطفال في ذلك الوقت : أن أول لغة تحدث بها الإنسان بعد طوفان نوح هي اللغة الكردية لأنها رت على سفح جبل جودي الممتد علوا ً في السماء على أرض كردستان ..
في أمسيات الشتاء كان الشيخ البكاري يزور والدي وبصحبته الحاج يونس ديركي رحمهم الله ، يتابعوا أخبار ثورة الحادي عشر من أيلول من إذاعة "دنكي كردستان" التي كانت تبث برامجها ً من كردستان الشرقية يوميا ً من الساعة الثامنة مساء حتى العاشرة ليلا ً ، وكان المرحوم أبو أنس مارديني القاضي في محكمة النقض يشاركهم في الاستماع .
تنفرج أساريرهم عندما يسمعوا أخبار النصر لقوات البيشمركة التي كانت تضم إلى جانب المقاتلين الأكراد ، مقاتلين آشوريين وعرب ، وكثير من أبناء الأقليات المتعايشة في كردستان ، وتتقطب وجوههم إذا سمعوا خبر استشهاد بطل من البيشمركة ..

هذا الشيخ البطل لم يدون اسمه المدونون والمؤرخون ، ولا كتـــّاب البلاط ..
في صباح يوم مشرق طرق باب بيته في قرية الرفيد بالجولان الذي احتل بعد استشهاده عام 1967 .
جنديان سوريان طلبا ً لشربة ماء ، فدعاهما الشيخ لتناول طعام الفطور معه ومع رجل آخر كان يرعى له أغنامه اسمه (صعيو) .
توقفت سيارة عسكرية ترجل منها ضابط وثلة جنود اسرائيليين ، فما كان من الشيخ إلا أن طلب من ضيفيه السوريين إطلاق النار على الدورية ، وجرت مناوشة بين الطرفين حتى نفذت ذخيرة الجنيان السوريان ، ففتح لهما الشيخ الباب الخلفي وطلب منهما الفرار .
طرق الصهاينة الباب ، اختبأ (صعيو) تحت سرير الشيخ ، لم يفتح لهم ..
كسروا الباب ودخلوا عليه ، ثم أمسكوه وذبحوه ذبح الخراف .
أحبائي القراء .. قولوا هذه الحكاية لأولادكم ، قولوا لهم أن كرديا تعاطف مع ثورة الحادي عشر من أيلول وحمل شعارها ، صمد في قرية الرفيد في حين نزح ســــكانها العرب إلى حوران ودمشق ونواحيها ..

قولوا هذه الحقيقة لأولادكم :
استشهد الشيخ ، وعاش أهل القرية بأمان .
= = = = = = = =
* كتبت هذه الحادثة التاريخية بعد أن قرأت الكثيبر من تفاهات القومجيين العرب ، وخاصة في رسائل مايسمى مجموعة (واتا) ضد الأكراد .
.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي