الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستبداد والمستبدين بالأرض والطاغين في حكمهم

سامي فودة

2009 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كثير ما يصاب من بني البشر بعقولهم وخاصة الذين يتبؤون مناصب حكومية أو ملكية أو حزبية أو تنظيمية أو مهنية..الخ من هذه المسميات فكثير منهم هؤلاء أشباه الرجال المستكبرين المتغطرسين الظالمين بالحكم مصابين بأمراض عديدة لا حصر لها. فمنهم من يصاب بـجنون العظمة:.وهذا المرض من الأمراض العقلية المعروفة والذي ينتاب بعض الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم وهو عبارة عن اضطراب عقلي يصيب الإنسان نتيجة الشعور بالنقص ويعتبر جنون العظمة علامة من علامات مرض فصام الشخصية (الشيزوفرينيا).
ففي القرن المعاصر فقد ظهر أكثر من حكم وحاكم دكتاتوري. وقد أثبتت البحوث والدراسات إن معظم هؤلاء الطغاة قد أصابهم جنون العظمة وذلك يعود السبب إلى نتاج نشأة وتربية هؤلاء منذ نعومة أظافرهم فتجد إن معظم الطغاة يشتركون في قواسم مشتركة ويمتازون بصفات منها حب السيطرة والتسلط والتملك والمفاخرة وحب الذات والظهور أمام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة منها.
فماذا يحدث حين يصاب مواطن ما من عامة الشعب بلوثة عقلية أليس صحيح سرعان ما نجد أهل المريض يتكفلوا بوضعه في مصحة للأمراض العقلية ,وأما حين يصاب حاكم من حكامنا بجنون يا عفو الله فماذا يفعل؟! لا يفعل سوى أن يضع أبناء شعبه بأكمله كبش فداء في سجن محاصر من جميع المداخل لا يخرج منهم أحد للأسف إلا وهو يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة كل ذلك من أجل إرضاء جنونه وتقوية نفوذه ويصول ويجول ويحضر ما يعجز عنه اللسان من ذكره .باسم الشعب المحاصر وباسم دماء الشهداء وتضحيات السجناء وصمود الأوفياء من أبناء شعبنا الصامد أمام جبروت الموت.
وطني أبناء شعبي في كل مكان... أقول كم يبكيني قلبي ويحز في نفسي على وطن ليس فيها رجال.. أقول كم يبكيني قلبي ويحز في نفسي على وطن يحتاج إلى أبطال .، أقول كم يبكيني ويبكيني ويبكيني ويحز في نفسي ويقتلني الصمت القاتل المتخاذل على وطن يحكمه طاغية مستبد لا تقف له حتى الرجال...يخنق الحريات ويكمم الأفواه والأبصار ويصادر الكلمة ويخدش الحياة ويدجن العقول. سأصرخ وأقول من قاع قلبي من أنت أيها المجنون حتى تعيدنا إلى أساطير وخرافات العصر المجهول .وهذا ما يجعل هذه الثلة الحاكمة بقانون البلطجة أن تعتقد أنها مختلفة عن غيرها من الآخرين فيصيبها الخبل والغرور بالاعتقاد أنهم دائماً هم الأفضل في كل شيء.
ولهذا نجد بعض المخبولين المتوهمين بـ جنون العظمة يعتقدون في تصورهم بأنه من خلال مراكزهم مواقعهم الوظيفية أنهم يمتلكون زمام الأمور وفرض سيطرتهم على العالم بلوي ذراع أبناء شعبهم ولديهم مواهب وقدرات خارقة استثنائية لا يتصف بها أحد سواهم فالموت والحياة والحركة والسكون بأيدهم والأدهى من ذلك أنهم يشبهون أنفسهم بالأمراء والملوك والسادة الوزراء. والأكثر من ذلك فقد تقودهم الهلاوس والضلالات إلى أن يدَعوا أنفسهم بالنبوة وأن لديهم رسالة في الأرض من رب العالمين لتحقيقها . وهذا ما يمكن أن يقودهم ويقود شعبهم للقيام بأعمال غير عاقلة تدلل على عدوانية تفكيرهم ما يعني ذلك تطرفهم وجنوحهم نحو فرض سياسة الأمر الواقع وسيطرتهم على الآخرين بالقوة ,دون مراعاة لخصوصيات وحرمات وثقافات وكرامة حقوق الآخرين. لهذا نجد إن المصابون بهذا الداء يشكلون خطر حقيقي على مجتمعهم وذلك كلاً حسب موقعه وأهميته بالمجتمع فكثير من المآسي وقعت في العالم جراء قيادات كانت مصابة بداء جنون العظمة فصنعت لشعبها الكوارث والحروب والدمار والحصار والفقر والتجويع والتسول...... والتاريخ شاهد على ذلك0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغريم المجر بسبب سياسة اللجوء | الأخبار


.. وصول الفرنسي لوي أرنو إلى باريس بعد الإفراج عنه في إيران




.. الحوثيون يؤكدون استمرار عملياتهم بالبحر الأحمر إلى أن -تتوقف


.. انقسامات في اليمين الفرنسي.. سيوتي يطعن بقرار طرده وزمور يست




.. الدبابات الإسرائيلية تتوغل غرب رفح.. ليلة أخرى من الرعب