الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من لهُ مصلحة في إغتيال السيد عز الدين سليم ؟

حازم الحسوني

2004 / 5 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يعد المرء أن يفاجئ من سلسلة الجرائم التي ترُتكب بحق الوجوه الوطنية والشعب العراقي عامة ً , فالجريمة الأخيرة بإغتيال السيد عز الدين سليم تأتي كحلقة ضمن تلك السلسلة التي تنتحل صفة مقاومة الاحتلال , وهيّ في حقيقة الأمر تكُرس هذا الاحتلال وتُديمهُ الى أجلٍ غير مسمى , وتجعل منهُ حقيقة قائمة , ولو بأستخدام أقذر الوسائل والأساليب , ومن بينها الأغتيال السياسي .

من هيّ القوى ذات المصلحة الحقيقة بإغتيال السيد عز الدين , أي بكلمة أخرى من هيّ القوى التي لها مصلحة في أستمرارية الفلتان الأمني , وأستمرارية العنف والعنف المضاد , وعرقلة المسيرة السياسية في العراق ؟ ومن ثم َ ماذا بعد إغتيال السيد عز الدين سليم ؟

هذهِ الأسئلة وغيرها تؤرق بلاشك كل العراقيين المهتمين , والمتابعين لمسيرة الشأن العراقي , وأفاق تطورهِ , ولكي لا ندخل في دائرة الغموض والضبابية نُشير بأصبع الإتهام الى القوى التي لها مصلحة حقيقة في إدامة دوامة العنف والعنف المضاد, والفلتان الأمني , ومنها :

أولاً : قوى الإجرام السلفية العابرة للحدود , الساعية لتصفية حساباتها مع امريكا على الساحة العراقية بعد أن حُصرت أو سُدت أمامها منافذ الصراع في بلدانها أو بكلمة أصح تلك القوى التي خشت أن تواجه حكامها ومن ورائهم أمريكا في بلدانهم , و وجدوا في الساحة العراقية ملاذاً لنزعاتهم المريضة , وتفريغاً لعقدهم النفسية .

ثانياً : قوى الإجرام الصدامية وعصابات ماتبقى من مرتزقة النظام البعثي السابق التي تحاول جاهدة ً أثبات وجود لها في الساحة السياسية , ولو بأقذر الوسائل لكي يتم الحساب لها في المستقبل العراقي , فهذهِ القوى لن تتورع عن إرتكاب أبشع الجرائم لغرض الوصول الى غاياتها , ولنا في عبرة الأربعة عقود من تاريخ هذهِ العصابات خير دليل على ذلك .

ثالثاً : قوات الاحتلال التي لها مصلحة في إستمرارية الوضع الأمني المنفلت لكي تبرر وجودها غير المحدود في العراق بحجة عجز القوات العراقية عن إدارة شؤون العراق , بعد أن حددت صلاحيات ومقدرة قوى الأمن الداخلي العراقية على الحركة والتجهيز , ولكي يتم تمرير المبررات التي تقول أنهُ من الممكن أن يتحول العراق الى ساحة لتصدير القلق والإرهاب الى دول الجوار والمنطقة , وخاصة ً إسرائيل , وإحتمال أن يتم تكتل عراقي إيراني سوري في عراق المستقبل يصعب التحكم بهِ , أي لابد من التواجد المستمر في العراق , والتحكم في وضعهِ الأمني والعسكري بل ومنعهِ من أي محاولة لبناء قواتهِ المسلحة دون الإشراف الأمريكي , فلذلك هناك مصلحة أمريكية ومخابراتية إسرائيلية في إستمرار الفلتان الأمني , وتصفية الوجوه الوطنية العراقية التي ترفض الاحتلال الآن ومستقبلاً , وما إغتيال السيد عز الدين ألا أستمرار لهذا المنهج , ندعوا كل الوجوه الوطنية والرموز الدينية الى الحذر من محاولات التصفيات القادمة , ولنتخلص من حالة الخدر التي تصُيب البعض .

رابعاً : قوى سياسية عراقية تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في أستمرار الفلتان الأمني وعرقلة العملية السياسية , وبطبيعة الحال أن لهذهِ القوى أجندتها السياسية التي سعت الى فرضها بالقوة على الشعب العراقي , والتي أعطت المبرر تلو المبرر الى قوات الاحتلال الى إستثمار هذا السلوك لديمومة العنف والعنف المضاد بل أستجابت بحكم قُصر نظرها الفكري والسياسي الى الأستفزازات الأمريكية , وجعلتها في موقف معارض لمسيرة العملية السياسية التي تسير على حقل من الألغام .

أما ما بعد عملية إغتيال السيد عز الدين التي أرُيد منها أن تكون رسالة موجهة بالأساس الى كل القوى الوطنية الحريصة على مستقبل العراق التي لم تُساوم الدكتاتورية الصدامية الساقطة , والهادفة الى إستنفاذ كل الوسائل السلمية لأنهاء الاحتلال , وإعادة السلطة الى العراقيين في الثلاثين من حزيران , فهذهِ العملية الأجرامية بلا شك سوف لن تكون الأخيرة , وخصوصاً مع أقتراب موعد تسليم السلطة , فلهذا لا بد من القوى المشتركة في مجلس الحكم والقوى الوطنية والقومية الديمقراطية خارج مجلس الحكم , والإسلامية المعتدلة من الوصول الى صيغة من الأتفاق تضع مصلحة الوطن فوق كل الأعتبارات الحزبية والدينية والطائفية والقومية الضيقة , صيغة تحترم حقوق الإنسان , وحريتهِ في المعتقد والتفكير , وتُعجل بأنهاء الاحتلال الأمريكي للعراق .

السويد 17-5-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا