الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار مفتاح المعرفة

سعاد الفضلي

2009 / 9 / 3
الادب والفن


الحوار مفتاح المعرفة
في مقال للشاعر وليد حسين في جريدة المنتدى الصادر في 12 آب 2009 العدد 48، مقالا بعنوان
( الأدب النسوي) جاء فيه :
( لا يختلف اثنان في حقيقة أن الأدب النسوي وما يصدر عن نون النسوة وتاء التأنيث هو بعض إفراز أدب الرجال) وكأن الأستاذ وليد حسين في هذه المقولة يصادر الأدب النسوي العراقي برمته ويسنده للرجال (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) لقد نسى شاعرنا بان الحوار البناء عادة يهدف الى استنتاج افكار جديدة وتوليد افكار أخرى واستنباط حلول لمشكلات الإنسان وتحريض الفكر والحوارالفعال يفتح نوافذ العقل لاستقطاب روح الإبداع في مسائل جديدة وحلول مبتكرة ، وهو الوسيلة الأهم للتعبير عن الذات وإظهار مافي العقل من خزائن الفكر , وهذه عوامل أساسية لتوكيد الذات الإنسانية واحترامها وإثبات وجودها وتنميتها. وتوفير انطلاقة جديدة للمرأة تضفي عاى حياتها تجددا وحيوية وتهدم حواجزالحزن والكآبة بإضفاء أجواء لطيفة ملونة محببة مفعمة بالحيوية والنشاط..‏ الحوار البناء في تحليل شخصية المراة وتشجيعها يعطيها الثقة بالنفس، ويمنحها الإيمان بقدرتها على فعل الأشياء وتحقيقها، الحوار يجب ان يهدف إلى رفع كفاءة تفكير المرأة في كل المجالات لا استخدام الرموز للتعبير عن كيان يمثل نصف المجتمع .
استاذنا الفاضل نحن الان بالعراق بحاجة الى تاسيس ثقافة معاصرة تساهم في بناء ما فقدناه لحد الان حتى لو كانت هنال معوقات كبيرة تقف عائقا وراء نهضة العراق في كل المجالات, ما زال المثقف العراقي دؤبا في تمثيل نفسه والاصرارعلى الحضور الدائم في المشهد الثقافي العربي والذي قدر عليه ان يكون مغتربا فيه وبعيدا عن وطنه الام لان الابداع سمة لم تستطع سنوات الغربة ان تمحيها فالعراقيون بمن فيهم (تاء التأنيث ونون النسوة ) يتذوقون الجمال والإبداع والسمو الإنساني مؤمنين بفلسفة الحياة لا الموت الأسود الذي تزرعه مافيات الفساد, فلسفة الجمال الإنساني لا فلسفة الخراب والتدمير فلسفة الأمل وعبق الماضي وحيوية الاحتفال بالذات الإنساني وتكريم الإنسان ,لا فلسفة الاحباط والانكسار والاستهزاء بنون النسوة وتاء التانيث فلسفة الفرح والمسرات والحزن والالم تملأ حياة الناس تجتاح اعماق الانسان وليس الرجل فقط بعيدا عن النسوة !
كما يقول ( هناك محاولات خجولة لبعض النسوة لكنها لم تقف صامدة كالطير في ثورة العاصفة في مواجهة الناقدين وكذلك غياب الوعي الحقيقي لدى الكثير من النساء اللواتي حاولن الخوض في عالم الأدب والإبداع في القصة والشعر) ، وبهذا ينفي صفة الإبداع عن المرأة العراقية ويجعل الأدب لزما على الرجال فقط وهو لا يكتفي بهذا القدر فقط بل يجعله حقيقة ثابتة لا يختلف عليها اثنان حين يتجاهل الأدب النسوي العراقي ولا يذكر أسماء كثيرة استطاعت أن تثبت مكانتها في مجال الأدب النسوي العراقي والأسماء التي ساهمت فيه كثيرة ألا تعتقد إن مجرد امتلاك المرأة لقلم مبدع هو وعي بحد ذاته هذه هي الأديبة ميسلون هادي تصف الاديبات العراقيات " بأنهن على درجة كبيرة من الثقافة.. وهذه الثقافة تتعدى حدود الموهبة والتخصص الى معارف اخرى فترى الواحدة منهن متابعة للفن التشكيلي والعلوم والسينما وباقي مجالات الابداع، هذا بالاضافة الى كونها إنسانة متواضعة مرهفة وحنونة، ولكنها مع الأسف لم تأخذ حقها من الانتشار من حيث الحضور في المحافل الدولية , وهذا مرتبط بالمشهد الثقافي العراقي بشكل عام، حيث يتراجع الاهتمام بالمثقف يوماً بعد يوم ".
هل هذه توجهات حديثة لطمس المرأة أم مجرد هجوم غير مدروس لا يمت للحقائق بصلة .على مااعتقد إن هناك محاولة جادة من قبل الأستاذ الشاعر لتغييب الحقائق وطمس الأسماء يا أخي هناك معايير للثقافة في كل مجتمع لم تخص المراة أو الرجل كل على حده بل ثقافة لها نكهة وهوية يقول الناقد محمد عبد الحافظ ناصف: هناك العديد من المعايير، التي توضع في الإعتبار عند قراءة أى عمل ابداعي نسائي، منها الأمور المتعلقة التي تهتم بها المرأة، وكذلك كيفية تناولها للعمل الأدبي، وعلاقة الرجل بالمرأة، وطريقة كتابتها للعمل الأدبي، هل كتبته بطريقة تقليدية أم بطريقة كلاسيكية، مع الأخذ في الاعتبار، أن وراء هذا العمل، خبرة أنثوية بمعنى أن المرأة حينما تكتب عن الحب، فلها مشاعرها الخاصة، التي لا يستطيع الرجل التعبير عنها، مع النظر للعمل من حيث هل الأدب الذي كتب، ذو قيمة أم هش وسطحي؟،مؤكدا على أن النص عنده هو المعول عليه بعد وضعه على مشرحة النقد، وأن معايير النقد، لا تختلف عنده سواء عند قراءة عمل أدبي رجالى، أو نسائي، لأن الفيصل للحكم على العمل الأدبي، وجودته، هو النص ذاته، بغض النظر عن جنس الكاتب.
اما الناقد سمير الفيل فأكد على أنه لا يوجد هناك ما يسمى، بأدب نسائي، وأدب رجالي، مشيرا إلى أن هناك سيدات يكتبن أعمال أدبية متميزة، ولا نستطيع فصل أدبهن عن الأدب وتابع:الأدب أدب بوجه عام، وهو يعبر عن مشاعر الإنسان، ويعكس وجهة نظره في الذات. وعن الفرق بين المرأة كمرأة، والمرأة كمبدعة، يقول الفيل: بالطبع هناك فرق بين المرأة كمرأة، والمرأة كمبدعة، لأن الثقافة، التي تتمتع بها الأديبة، تمنحها أفاقًا ورؤى، تختلف عن المرأة العادية، بل قد تساهم في تحررها من أوهام كثيرة، يقع فيها المجتمع .
وقد جاء في جريدة لندن: «الشرق الأوسط» عن تنظيم جامعة كرنيل بولاية أيوا في اميركا، مؤتمرا عن الادب وفن العراقيين في المنفى عرض اعمال 33 رساما ونحاتا، منهم فيصل لعيبي ونعمان هادي وحميد العطار وميسلون فرج ومها مصطفى وضياء العزاوي وصادق طعمة وعفيفة لعيبي وصلاح جياد وآخرون. وافتتح المعرض بحضور الفنان لعيبي والشعراء فاضل العزاوي، ودنيا ميخائيل، وفاضل السلطاني. وفي اليوم الثاني قدم الشعراء قصائد شعرية بالانجليزية والعربية، واليوم الثالث كان مكرسا لمحاضرات عن الآثار الاجتماعية التي احدثتها الحروب والحصار على وضع المرأة في العراق .
وأخيرًا، فإن المسألة التي أجد من الملائم النظر اليها فض هذا الاشتباك القائم على الحديث عن الذات وننظر الى ما يخص الإبداع الأدبي، بمساهمة النساء في إنتاج المعرفة. فإذا كنا نتحدث عن الأدب، فلابد أن نتحدث عن كيف لنا ان ننهض بمتسوى يليق بنا كعراقين أصحاب حضارة وتاريخ قديم قدم الدهر أن نعزز مساهمة المراة المبدعة وتفعيل دورها وترسيخ مكانتها في الثقافة حين نتكلم عن الأدب في العراق ا النسوي الذي يعتمد جله على جهود فردية في جميع المجالات الثقافية إذ ليس هناك عطاء ابداعي مخطط له من قبل المؤسسات الثقافية أو منظمات المجتمع المدني لتفعيل دور المراة الحقيقي حتى لا تتهم بالتبعية الفكرية للرجل .
د.سعاد الفضلي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعات وفاته


.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع




.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في