الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيْ اِتْشْ وانْ إن وانْ... و الدَمْعُون

محمد بوزكَو

2009 / 9 / 4
كتابات ساخرة


كلما قرأت العنوان أعلاه إلا وتبادر إلى ذهني ذلك الاِزري القديم : " الله يهنيك آمامي اِنو اِهْرْشَيي الدمْعون" فالدمعون كما نسمييه نحن في الريف أو أَرْواحْ كما يُسمى عند أهل قلعية تغير كثيرا هو الآخر سيرا على درب التطور المجتمعي... فلا يعقل أن يظهر البلوتوت والجي بي اِسْ، ويبقى الدمعون يتفرج. كما لا يعقل أن تتغير مدينة مثل الناظور، تتغير في شكلها لا في كنهها، ويبقى أُرْواحْ هو ذارْواحْ، ها الكورنيش ها ماكدونالد، ها مرجان ... لايمكن بتاتا للدمعون أن يبقى مكتوف الأيدي... لذلك تراه يتغير من تقنية لأخرى، ومن وسيلة لوسيلة، بعد الطيور والدجاج ها هو الحلوف يفعل فعلته. هكذا سيستغل الدمعون أسماء جديدة لا تمت بصلة لا بالشخص المصاب ولا بهويته وأرضه.. "اِيْ اِتْشْ وانْ اِنْ وانْ"؟ هكذا يدعى الدمعون من إنتاج بالحلوف أما الدمعون المنتج من الطيورفله عدة تسميات " H2N2 , H3N2, H1N1, H1N2 "
المهم أن الدمعون يتطور مع تطور البشرية وتقدمها... فلا غرابة إذا إن تمكن "اِيْ اِتْشْ وانْ اِنْ وانْ" من الانفلات من المراقبة الحدودية ووجدناه يَتَسارا على الكورنيش أو لقيناه غدا في ماكدونالد أو في مرجان... أضف لذلك باب الناظور على مليلية التي تظل فاتحة، يدخل منها أنواع وأصناف الأمراض...أما إذا تمكن هذا الداء من استغلال تقنية البلوتوت والاِم س ن للانتقال فانتقلوا لقاعة انتظار الساعة..
هذه الأمراض الحيوانية المصدر سرعان ما تتطور لكن سرعان ما تخبو أيضا مع اجتهاد العلماء، علماء العلم طبعا، واكتشاف الدواء للداء.. وليس مع اكتشاف التخليطات العشبية وترتيب كلمات الأدعية...
لكن سبحان الله، أمراضنا تتفتق بيننا وتكبر بيننا إلى أن تموت هي بيننا، نكثر من الصلاة وتكبر الأمراض، نعوذ بالله ونعود للمرض.. نخلط الحنظل مع رأس الحانوت وورقة موسى ودماغ الضبع.. نشرب ما طاب لنا منها وتْكَولْ .. المرض هو المرض. أمراضنا سريعة البداهة، تتكيف مع أي دواء مثلما نتكيف نحن مع أي مخدر... أمراضنا لازمة شخصية، أليفة، ومألوفة، واضحة، ومَرْضية.. لذلك فهي غير قابلة للتشخيص ولا تحتاج لِروسيتا...
الحمد لله ولا يحمد على مكروه سواه، لدينا مرض التبوحيط، أو حين يتصنع الإنسان الجهل كي يخترق القانون.. مرض التحلوين.. أي تنميق الكلام وتعسيله من العسل والإكثار من "بارك الله فيك" لأكل الكتف... مرض الصواب الزائد المتمثل في الاكثار من "نعام أسيدي"، "الله ياودي"، "مْرْحبا"، "ماكَلْتي عيب"... وهو مرض مشتق من مرض النفاق الذي لا يوجد شخص إلا وفيه كمية تتغير حسب كمية الحقد والكره الذي ينخره...زد على ذلك أمراض النميمة وخيانة الأمانة والزور... إلى أن نصل لقمة أمراضنا: الكذب... شي كيكذب على شي والدنيا بخير... ومريضنا ليس به بأس...
هذه هي أمراضنا اليومية... أمراض تلازمنا، تعايشنا، وربينا عليها الكبدة إلى أن عجزنا عن فراقها بل وأضحت ضرورية لاستمرار حياتنا بشكل طبيعي... فهي على كل حال أمراض بقدر ما هي خطيرة ومدمرة بالقدر نفسه هي ضرورية لتحقيق التعايش والتوازن المجتمعي بل والتطور للأمام على درب التقدم والازدهار والنماء... ألسنا دولا سائرة في النمو؟؟؟
نخاف من الأنفلوانزا أو "الأنف وأنزا" ومن أسمائها الغريبة وهي مجرد "دمعون- أرواح" ولا نخاف من كل أمراضنا الفتاكة التي ذكرتها...
نخاف من ارتفاع درجة حرارة الجسم ولا نخاف من ارتفاع انعدام الثقة بيننا، نهاب من السيولة الأنفية ولا نهاب من تناسل الكذب بيننا حد السيولة... نخشى الإسهال في الأمعاء ولا نخشى الإسهال في النفاق...
أنفلوانزا "إيْ اِتْشْ وانْ إن وانْ" تحتاج لقليل من المراقبة وبضعة أدوية... فماذا تحتاج أمراضنا..؟؟
حتما لا تحتاج لأعشاب... ولا لدعاء... ولا حتى لدواء...
فمرحى بالدمعون وأرواح... والله يخليها سلعة... النفاق والنميمة والكذب...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف


.. فرحة الفنانة أمل رزق بخطوبة ابنتها هايا كتكت وأدم العربي داخ




.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل