الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منير دباغ : القصيدة مجنونة أيها الشاعر

مروان علي

2009 / 9 / 4
الادب والفن




لاأتذكر كيف ومتى تعرفت على منير دباغ ،فجأة باغت حياتي التي تشبه فخارا فينيقيا وانهمر شعرا
كان شاعر ونبيلا وانسانا كبيرا لايجيد غير الشِعر والزراعة ، يحدثك عن الشعر والقمح ورامبو والاستعمار الفرنسي وماردين البعيدة ونوري الجراح وأسود ولكنه أزرق و الشام طبعا .

كنا نمشي معا في شوارع القامشلي نستمتع بأناسها واشجارها القليلة ونهر الجغجغ كما لو انها ستغادرنا قريبا

لم يخرج منير دباغ من عباءة أحد ،ليس له أب شعري ، أمه الشعري الحياة ،التي علمته النبل والشعر ، تنقل كثيرا بين عامودا وقامشلي والشام وتعرف على عدد قليل من الشعراء، لم يهتم بالنشر أبد ، لكنه ظل يكتب الشعر بأخلاص واتقان شديدين
كان بارعا في صوره الشعرية المرتبطة بحياته التي هي بحد ذاتها قصيدة رائعة تمزج بين تفاصيل الحياة اليومية برؤية فلسفية هي فلسفته الخاصة ، كان يكتب على كل شيء يصادف امامه حين يباغته الشعر .. لانه لم يكن يريد ان يتعب القصيدة الجميلة لايريد لها ان تنتظر أكثر
القصيدة عنده طازجة دائما .
غادرنا القامشلي وبقي هناك مع عائلته الصغيرة ونصوصه الجميلة المبعثرة هنا وهناك يحرس الاحبة وظلالهم .










قصيدتان


منير دباغ






بائع الضباب

اِبْنِ حوائط سميكة على ذرى الأنهار
و قدّم خطوات العملاق إلى السماء
لابحر متنفِّذ
هذا :رغم أنني حاولت السباحة فغرقت .
في جعبتي أحذية
و في حمل حماري سكاكر
امضِ ياحماري!!!
لبيع الضباب و سراويل السحاب
سنسحب وراءنا أرضاً منبسطة .
ابنِ هواجس
في الطريق ستتبعنا الكلاب
و تغني ,
كان ياماكان طفلٌ كبير مع حماره
و أنت ياصديقي
ارسم لوحة عن الدواب
فامرأة جميلة لاتكفي
فغدا بقوة السحر
سننفذ إلى الغابات
و نغير لونها الأصفر
ابنِ حوائط سميكة و عالية
حول بيتك
و اجعله بلاباب
فلايدخلن بيتك
سوى العصافير و الطيور المهاجرة من الجبال
اكتبْ,إن خانتك يدك.
اركض حول العالم
أيها المجنون
اصنع معجزتك
ستقلِّد الأوسمةَ
الأبطالَ و الشجعان
في غابات الغد المسحورة
حيث يرتفع علمك على الماء
ابنِ جدرانا أينما ذهبت
حطمْ الجدران الملكية
فتتْ آخر الأسوار
و ارمِ روثك أنّى ذهبتِ أيتها الدواب.
العالم ناعورة
تدور نحو اليمين و نحو الشمال
ترمي علينا القار .
ابنِ الموسيقى
لا مجد لعازفٍ
إن لم تكن الريح وتره
و لتكن القصيدة مجنونة أيها الشاعر
ياصديقي ,أسرِعْ لبيع الضباب ,
أسرع!!!!!!!!

عودة من لم يَغِب

يحدث أن أكون غائباً و حاضراً
في نفس الزمان و المكان,
يسيل المكان بين يديّ كالماء
ثم أنصب فخّا للزمان
فأكتشف أنه عصافير تتجه في كل اتجاه
يحبو ليل ٌ أخضر بكرات ذهبية
ثم يلقي الفجر عليّ
و يمضي على عكازه البنفسجي
إلى المستحيل الذي لن يستطيع أن يتخطاه.
أغيب سنين طويلة
ثم أحضر
تسأل عني الجدران و الكتب المُغبرة
و أشعاري المستنفرة دوما
أبكي بمراراة في الغياب الكثيف
إذ أنني قلما اجلس
و كرسيّ الذي أجلس عليه قمر يدور حول الشمس .
لقد خُلقت لأحترق في التنانير
من أجل خبز الإنسان ,
يسيل عرقي بينما أفكر في اللانهايات كحقيقة ذهبية .
تمطر عليّ السماء الياقوت و الزمرد
و يصطفّ حولي النسيان الأعرج
و الذهول الأعمى و عربات تطلق البخور
أعمى و أرى
كسيح و أمشي
أفجر نفسي و لا أموت
و تنبذني حبيبتي لأنها لا تطالني أبداً
ثم تركع عند قدمي قائلةً:
أيها القرصان!!.
يحدث أن أكون حاضراً ثم أغيب
و هناك أكتشف في المكان الغريب
أنهم ينتظرونني.
لقد أقمت ما لاتقوم له قائمة .

لمن يهمه الامر منير دباغ شاعر سوري من اجمل وأهم الاصوات الشعرية في المشهد الشعري الثمانيني لم ينشر حتى الآن عملا شعريا مطبوعا ولكنه نشر عشرات القصائد في الصحف والدوريات السورية والعربية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب