الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناقضات الإعلام العراقي في الأربعاء الدامي

غسان سالم

2009 / 9 / 4
الصحافة والاعلام


تباينت وسائل الإعلام العراقية في تغطيتها للعمليات الإرهابية يوم الأربعاء الدامي، حيث افرز هذا الحدث الأليم نوعين من وسائل الإعلام:
الأول تجاهل الحدث، وحاول أن يقلل من شانه، كي لا يؤثر على الانجازات الأمنية للحكومة، ولم يستطع مدير تحرير غرفة الأخبار اتخاذ أي قرار، فاستمرت الوسيلة الاعلامية في بث برامجها المعتادة دون أي تغيير، خوفا من رد فعل المسؤولين، وسيناقض الترويج الذي قام به للحكومة خلال الشهرين الماضيين بشكل فاق حد المعقول! وتلك التصريحات التي أكدت على سيطرة الأجهزة الأمنية بعد الانسحاب الأمريكي من المدن العراقية.
الثاني نقل الحدث بخبث وحمله بعدا سياسيا، بحيث خسر مصداقية السبق الصحفي الذي تفرد به، وتعامل مع الحدث بأسلوب أسوأ من الإعلام الدعائي، لقد استغربت عندما كنت أشاهد صور الدمار التي رافقتها الأغاني الوطنية والحماسية كأننا في إحدى معارك حرب ألثمان سنوات، وقد عادت هذه المشاهد بي لأيام الهزائم التي كان يصورها تلفزيون العراق إنها انتصارات!
النقيضان لم ينقلا الحدث بمهنية، فالأول كان يحابي الحكومة، فظهر بعيدا عن الحدث، وحاول التقليل من هول الفاجعة التي حصلت صباح ذلك اليوم.
والثاني تعامل مع الحدث كفرصة للتشهير بالحكومة وفشلها الأمني، وبدا يسوق بأسلوب المعادين للعملية السياسية البعيدين عن الكراسي.
متى يمكن مشاهدة إعلام عراقي يتعامل مع الإحداث دون أن يلبسها أفكارا مسبقة؟ إعلام يكون قادرا على نقل الأحداث وتقديم التحليل الموضوعي لها، لا أن يغذيها بالشعارات، ولا يكون (مروجا للحكومة أو معارضا لها) في الخير والشر.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمود ماهر يخسر التحدي ويقبل بالعقاب ????


.. لا توجد مناطق آمنة في قطاع غزة.. نزوح جديد للنازحين إلى رفح




.. ندى غندور: أوروبا الفينيقية تمثل لبنان في بينالي البندقية


.. إسرائيل تقصف شرق رفح وتغلق معبري رفح وكرم أبو سالم




.. أسعار خيالية لحضور مباراة سان جيرمان ودورتموند في حديقة الأم