الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الأضداد ضد الشعب العراقي..

عزيز الحاج

2004 / 5 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أذكر أن هذا كان أيضا عنوان مقالة لي في فترة ما قبل الحرب. في تلك الفترة كانت المظاهرات ا
ليسارية الصاخبة تجوب شوارع أوروبا تحت عنوان "لا للحرب."وشعار لا للحرب كان يعني من حيث النتيجة "لا لسقوط نظام صدام"، أي "نعم لبقائه

في تلك الفترة، وفي الوقت ذاته، كانت صرخات الإسلاميين المتعصبين في العالم والقوميين العرب المهووسين والشارع الفلسطيني أجمع، تتصاعد في حمى جنونية داعية للجهاد مع صدام، وكانت سوريا وإيران تضخان دعايات التهييج والتحريض ضد الخطة الأمريكية الرامية لإزاحة النظام الفاشي في بغداد. ومن ينسى مثلا فتاوى القرضاوي والأزهر وفضل الله، وشرائط بن لادن والظواهري من قناة الجزيرة، التي تنادي بالجهاد المقدس في العراق ضد "الصليبيين، أعداء الإسلام والمسلمين"؟

كانت تلك "تشكيلة" من طراز جديد لم يعرف من قبل مثيلها؛ تشكيلة تجمع اليسار الأوروبي وأقصى اليسار بغلاة العنصريين الغربيين، أمثال جرونوفسكي ولوبين وهاديدر النمساوي، ومعهم كل فرنسا وكل ألمانيا في محور ثنائي يقود الحملة نفسها في المحافل الدولية وأولها مجلس الأمن. كان هؤلاء في تحالف واقعي مع قاعدة بن لادن وحماس فلسطين وغلاة المتعصبين الإسلاميين الداعين للعنف باسم الجهاد، ومعهم الفضائيات العربية المغرضة ذات السموم.

أجل كان تحالفا للأضداد، ممن التقت مصالحهم المتضاربة وأفكارهم وإيديولوجياتهم المنغلقة وعقدهم في معاداة أمريكا، [أمريكا التي أنقذ جنودها مع الإنجليز فرنسا وإيطاليا وألمانيا من كابوس الهتلرية الغازية]، لقاء موجها نحو هدف واحد، وهو إفشال حرب سقوط الفاشية العراقية؛ أي عمليا من أجل إنقاذها من القوة الكبرى التي كانت الوحيدة القادرة على تحرير العراقيين منها بعد فشل المحاولات والجهود الوطنية في إسقاط النظام.

واليوم، أجل اليوم! لقد أضيفت للتشكيلة المعادية لشعبنا في عمليات قتل وتفجير "هيئة علماء السنة" وجيش المهدي، وقوات الزرقاوي الإرهابية، التي تسللت للعراق من إيران ودول مجاور أخرى.

مقتدى يخصص "الجوائز"[ الممولة إيرانيا]، لقتل رجال مجلس الحكم، والمجرم الزرقاوي ينفذ التفجير مع ضباط مخابرات صدام كما فعلوا أمس مع الشهيد عز الدين سليم؛ وجيش المهدي يستبيح الجوامع والمراقد المقدسة، ويروع السكان، ويعطل الأرزاق، و"أعيان الفلوجة ورجال الدين فيها" يسارعون لمباركة الصدر بشحن سيارات نجدة وبالإعلان عن دعمه "بكل الوسائل".

لقد منعت الوساطات العراقية المتعددة والصيحات العربية المغرضة قوات التحالف من القضاء على البؤرة الإرهابية في الفلوجة، فتمت تسوية عرجاء دون تسليم الإرهابيين العرب ودون جمع الأسلحة الثقيلة. ونرى اليوم كيف يتعمد هؤلاء "الأعيان ورجال الدين" استفزاز التحالف وسكان النجف وكربلاء الداعين لانسحاب قوات الصدر، وذلك حين يقوم هؤلاء القلوجيون بعملية النجدة العلنية للصدر، والتلميح بمد عصاباته المسلحة بالسلاح. ومن حسن الحظ أن معظم سكان المدن الشيعية المقدسة، ناهيكم عن أكثرية العراقيين قد اكتشفوا مخاطر استفزازات وعمليات الصدر وجيشه الصدامي ـ الإيراني، المدعوم من إيران وعدة دوائر خليجية، مما أفشل مساعي بعضهم من أجل تسوية عرجاء مماثلة لتسوية الفلوجة تعطي الصدر متنفسا لتجديد قواته. أما الجزيرة والعربية فتواصلان نشر الأخبار التحريضية والمعلومات المختلقة دفاعا عن مقتدى الصدر لحد تلفيق خبر قيام قوات التحالف بالتمثيل بجثث قتلى جيش المهدي. وغرض هؤلاء هو محاولة طمس ما جرى في الفلوجة من تمثيل بالجثث المحروقة الأربعة والرقص على الأشلاء، وما فعله المجرم الزرقاوي بقطع رأس الضحية الأمريكي المدني ـ [ بالمناسبة نعود لما طالبنا به عشرات المرات من وجوب غلق مكاتب الفضائيات المغرضة في العراق طوال المرحلة الانتقالية، ولنا عودة طويلة لهذه النقطة في مقال تال].

يرفع الزرقاوي والصدر والصداميون علم القتل والتفجير والدم من العراق، فيرفع العلم نفسه من باريس "مؤتمر دولي لدعم المقاومة العراقية"، أي لدعم تفجيرات وعمليات الصدر والزرقاوي وعصابات صدام، التي يذهب من العراقيين ومؤسساتهم المدنية والعسكرية أضعاف الضحايا من قوات التحالف. لقد كان اليسار الألماني هو السباق لجمع التبرعات لهذه "المقاومة" الإرهابية، ويجيء مؤتمر باريس تطويرا لتلك المبادرة. ولكن: من يا ترى دفع، أو دفعوا، نفقات هذا المؤتمر؟!

إن العمليات الإجرامية تتصاعد، ومعها تنشط نشاطا محموما داخل العراق وخارجه مليارات الدولارات التي نهبها صدام وعائلته من الشعب العراقي الذي استباحوه وامتصوا دمه.

إن حرب تحالف الأضداد ضد الشعب العراقي الحاقد تتأجج مع قرب نقل السلطة في العراق، ولكل جهة في هذه التشكيلة حساباتها وغاياتها. ولكن عداءها المشترك لقضية شعبنا لئيم وشرير! وللشر عاقبة و من الخيبة والفشل، وللبعض يوما ما عقاب عادل أكيد!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #