الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث في سلسلة طويلة... أنا رجل (الحلقة 7)

سعد الغالبي

2009 / 9 / 4
الادب والفن


حين بدأ الصوت الأوحد يأخذ صداه في فضاء البلاد ، رغم معرفتي لاحقاً من أنه الصوت ( الغير شرعي ) والخارج عن كل قوانين الصوت الفيزياوية المعروفة ،لكنه أصبح هو الأوحد !وكل الأصوات الأخرى بدأت تخفت أو تتلاشى ، ولكن... لماذا حصل هذا ؟
بالنسبة لي ، وكوني مواطن بسيط ، لم أكن لأعرف الإجابةحينها ، ربما ثمة عوامل خارجية كانت تناصر هذا الصوت كي يكون هو الأوحد ، وفي حينها وبعدها وإستمرت لحد وقتي هذا كثرة الأقوال التي تساند وجود وجود تلك العوامل كعامل مساعد ، ولكن بالنسبة لي وللآخرين من بسطاء الفكر آنذاك لم نكن لنعلم أيضاً .
كنت والكثيرمثلي ، نظن إنها سياسة بلد يحاول أن ينهض ، ونحن نسمع أناشيد البطولة تنشد في كل مكان بصوت (عرّاب المرحلة ، أو عراّب الثورة ) داوود القيسي ، وأن شباب مثلي قد كبروا ، لابد لهم أن يستمعوا لتلك الأناشيد ،وهي تنشد في المدرسة والشارع ومعسكرات بناء القرى والتي كانت محط إهتمام صاحب الصوت الأوحد ، حيث كان دائم الزيارة ومواظب عليها ، لذلك فأن شباب مثلي قد كبروا لا لهم من بلد معروف بين دول الأنحاء ، كي نشير له ونقول هذا بلدي ، رغم عِلم من علّمنا ، إنه بلد كان قاسياً على مواطنيه .. ففي تاريخ بلدي حصل العجب ، إذ في يوم واحد - وقبل أن يأتي الصوت الأوحد كي يكون هو المسموع – حصلت أربعة إنقلابات عسكرية ، ودون أن نعلم كيف حصلت ، رغم أن بغداد لم تبعد الكثيرعن كل مدن الناس الساكنين في بيوتهم آنذاك ، لذلك أصبحت الحياة في بلدي (بلاضمان ) . ولكن إنه كان بلدنا على كل حال .
ففي ليلة من ليالي المعسكرات التي تقام لفتية صغار ، وعندما كان الجميع نيام بعد نهار طويل من التدريب العسكري ، وحفلة مشبعة بأفكار صاحب الصوت الأوحد ، إستيقظ جميع الصغار على صوت البنادق الآلية ، ليقولوا لهم خبر إن مؤامرة قد أحبطت على أرض الوطن ، كانوا منفذيها على إتصال مع حاكم سوريا ، وكأن اولئك الفتية قد أصبحوا تلك الليلة هم الحكم .
ولكن ما الذي يفعلوه أولئك الفتية الصغار في تلك الليلة حين سمعوا بتلك المؤامرة ، وإن من قام بها جميعهم قد أعدموا .. فجاء الجواب على تساؤلهم ، غنوا ، أو إنشدوا :
لاحت رؤوس الحراب ..تلمع بين الروابي
هاكم وفود الشباب .. هيا فتوه للجهاد ..
وفي الصباح أغلق المعسكر ، وتسرح الفتية نحو بيوتهم ،ولم يتذكروا من أيام معسكرهم سوى أصوات البنادق وقد جلبت لهم الأرق لليالي قادمة من حياتهم .

وللحديث بقية.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح