الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خروف في المنطقة الخضراء..

خدر خلات بحزاني

2009 / 9 / 5
كتابات ساخرة


خدر خلات بحزاني
لإنه ساذج جداً، وعلى نيّاته، إستعد الخروف الأبيض الصغير للتنقل إلى ما سمع إنها منطقة خضراء.. وتصوّر خروفنا إنها منطقة فيها المروج الخضراء وكل أنواع البرسيم والحشائش والأزهار اللذيذة.. دخل الخروف للمنطقة الخضراء بعدما توّسط له أحد الثيران مع إتفاق لاحق بإرسال كم (سطل) لبن من أم الخروف إلى دار رئيس حراس البوابة الرئيسية..
مرّ الخروف أمام كل أجهزة الكشف عن المتفجرات بسلام، ولكن في المحطة الأخيرة دق جرس الإنذار لينبّه إلى وجود مادة مشبوهة، وبعد الفحوصات تبيّن إن الخروف يوشك أن يقذف بعروره الذي تجمع في مؤخرته لا أكثر..!
جلس الخروف تحت ظل إحدى أشجار النخيل، فأتاه أحدهم وسأله عن سبب وجوده في هذا المكان، فقال الخروف إنني أبحث عن الكلأ.. فقال المسئول: بإمكانك أن ترعى وتأكل ما تشاء، ولكن أنصحك بأن ترسل لي صوفك عندما تجزه في فصل الربيع.. فوافق الخروف.. وقبل أن يباشر الخروف بالرعي، أتاه مسئول ثاني بوجهٍ بشوش جداً جداً وعرض على الخروف أن يجهزه ببطانية ومدفأة نفطية و السماح له بالرعي في المنطقة الخضراء مقابل الحصول على الأفخاذ وحبل الظهر عقب ذبح الخروف، لكن الخروف قال لا مانع من ذلك لكنه ليس بحاجة للبطانيات والمدفأة، بل إنه يطمح للحصول على (نخالة) وكمية من التبن، فقال له المسئول، حسناً سنزودك بذلك، فمخازن وزارة الإستيراد مملوءة بهاتين المادتين..
وبدأ الخروف يبحث بين أشجار النخيل عمّا يأكله من جديد، فشاهده مسئول ثالث وسأله عن سبب وجوده، وبعدما عرف غاية الخروف، قال المسئول له: إنني مولع بالفن والموسيقى، وأتمنى أن تكتب في وصيتك إن مصارينك سيكونون من حصتي بعد وفاتك، كي أصنع منها أوتاراً موسيقية للعود الذي أعزف عليه.. فوافق الخروف..
وتلاشت رغبة الخروف تماماً بالرعي عندما أتاه مسئول آخر، وحصل على تعهد بأن (كبد) الخروف سيكون من نصيب السيد المسئول مقابل السماح له بالرعي.. ثم كان المسئول الخامس على عجالة من أمره أثناء لقاءه العاصف فطلب من الخروف أن يوقع على ورقة تعهد بأن (كل ما له علاقة بالباجة سيكون من نصيب السيد المسئول)..
أما المسئول السادس فكان نباتياً، وإحتار ماذا يأخذ من الخروف بعد مصادرة الصوف، فتفتق ذهنه على أن يرعى الخروف في المنطقة الخضراء مقابل حضور الخروف مرة واحدة شهريا إلى فيلا المسئول من أجل أن يرعى في حديقته كي يحز الثيل الزائد في الحديقة فقط وبدقة متناهية.. فوافق الخروف كعادته..
أما المسئول السابع، فوجد أنه لم يبقى غير البعرور من الخروف، فإضطر إلى أخذ تعهد بأن كل منتجات الخروف من البعرور يتم تجميعها وإرسالها إلى أحد مخازن الشركات التي يمتلكها الأخ المسئول..
وعندما حضر المسئول الثامن والأخير لينال حصته، لم يجد شيء يذكر، فقال للخروف أرجو أن تعطيني وعداً بأن أحصل على صوتك الإنتخابي في الإنتخابات القادمة.. فإعتذر الخروف عن عدم امكانية حدوث ذلك لكونه تحت السن القانونية ولا يحق له التصويت.. فقال له المسئول: لا تقلق من هذه المسألة التافهة وسأزودك بهوية تسمح لك بالتصويت حينها..
وعقب نصف ساعة من الرعي أحسّ الخروف بأعراض الإسهال بسبب طراوة أعشاب المنطقة الخضراء، فخرج مسرعاً إلى الطبيب..
وفي الطريق إنفجرت سيارة مفخخة على مقربة منه وتطايرت أشلائه ولم يبقى منه شيء سوى بقع من الدماء واللحم الطري المثروم المتناثر..
وبعد أربع سنوات من ذلك اليوم، ما زال أشقاء الخروف وأقربائه وبني جلدته يدفعون الفواتير للإخوة المسئولين في المنطقة الخضراء بسبب تعهدات الخروف المدوّنة خطياً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??