الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائحة حلم

ازهار علي حسين

2009 / 9 / 5
الادب والفن



لا زالت رائحة الشهوة تنطلق من بقايا حلمي المسفوح على بلاطات الرصيف الملتهب بصباح صيف مسعور، حلم صبي يسبح في لجة جسد لم يذق بعد شراسة لذته. لا بد أن شيئا لا يستحق الاهتمام به في ذلك الشارع المفتوح على بقايا الاحلام، ولا بد أن إزدحام الوجوه المكررة لايعمل بجد على شدي من عمق خدر ملتاع الى حيث زمن يقف منتظرا بمنهج تكراره في محطة الباص .
تضيع حدود الاشياء أمام عيني العائمة في دوامة ضباب ملتهب ويتلاشى الكثير ممن حولي في خضم رائحة انثوية أجهل مصدرها تتسرب بخجل في الهواء.
أعلم أن ساعات اليوم ستمر ثقيلة رتيبة لا تعلق لحظاتها في الذاكرة، كما أعلم أن جملة من الدروس لن تكون مفهومة لدي ولن أجهد دماغي في الرحيل من وهج الاحلام اليها، مثلما هي أغلب الايام التي يفور فيها جسدي بشهوتي المراهقة.
لا أجد من دافع يحثني على ركوب الباص المتوجه صوبي بوجوه مغلقة على جدية الملامح، أدعه يمر بسلام يسحق بإطاراته السميكة زمن العجلة التي يفترض أن أركبه لألتحق بالوقت المعلوم لرنة جرس المدرسة، ينسحب بهدوء يفترس إسفلت الشارع بعد توقف مضغوط بسرعة نزولها منه ويذهب، ينسحب عن وجهها المرتبك بالانتظار على الشارع المقابل لي، أشم رائحة جسدها رغم المسافة الفاصلة بيننا، يستعر جسدي بأنوثتها الموجعة، يربكني صلف ما بين فخذي فأسارع لستره بطرف القميص المندى بفائض عرقي، يرسب جسدي على مقعد الانتظار يسابق أنفاسه، ترمي بشِباك النظرة باتجاهي دون محاولة الاقتراب، تشدني إليها، تضغط الكتب بثقلها على مرفقي وقدماي تسابقان عبور سيارة يفرمل سائقها مزمجرا بعصبية أمام إندفاعي على الطريق، أنزلق غير عابيء به صوبها وما يفصلني عنها نفس وخطوتان، أتأمل تقاطيع فتنتها، عنقها العاجي وسط أكتاف مسترخية على جبلين يتنفسان نهمي يميدان بي لأترنح على إلتفافة خصر منحوت ينزلق بي دون تمهل على لعنة فخذين يلتمع بينهما لهب موجع يفتت آهاتي، هكذا وبهدوء قليل ستمشي ربما أو ستركب، ولا أتركها، لن أسمح لثراء هذه الغواية أن يغادرني، سأمشي أو أركب معها، بعدها، خلفها، ستنزعج كثيرا لنظراتي الشبقة كما هي الآن، وستتأفف مضطربة من وجع حرماني الذي يحاصرها، سأراها تدلف الى شارع ضيق بعد أن تنزل مسرعة في محاولة هرب من ذئب عيني الشرس الذي سيظل مرابطا خلفها، وتحرص أن لا تنظر صوبي، وإفتعال لا مبالاتها بي يشعل حرائقي ويوقظ كل خلية في جسدي.
يلتمع الحلم منسفحا أمامي مختزلا تلك المسافة بيني وبينها فأحتضنها، أجذب جسدها بشراسة إليّ، وأشد بقوة على مؤخرتها المتهربة، لن أفكر حينها بما سيكون بعد لحظة من لحظتي تلك، ولن أعمل على إشغال دماغي بما سيكون بعد أن تدخل دارا ما وتتوارى عن ناظري، كل ما سأفكر به حينها أنني أشتهي جسدا يتهادى أمامي بلعنة الأنوثة المحرمة، لن تترك لي شهوتي المختنقة أن أتحسس مقدار ضجرها لوجودي المطارد ذاك خلفها، ولن تمهلني رغبتي المجنونة فيها لأتأمل ما تبيحه ملامحها منها، من عمقها، ذاتها وحقيقتها، فحين تجوع البطن، لا يكون من معنى لجمال الزهور أمام فتنة الخبز المضطهِدة، كل ما سأسعى اليه حينها هو أن أحاول معها بكلمة أو بأخرى عساها تستجيب...
وتنزعج مستقبحة كلماتي أخيراً، تدفع بابا متهالكة بقوة لتدلف الى عمق دارها ناظرة لي بشزر، وأقف لدقائق متفحصا ملامح الدار قبل أن أغادر المكان عائدا حيث أرسب على مقعد الأنتظار ينبهني زعيق الباص المتوقف أمامي خائر الموعد كما هو جسدي الذي يتقدم بخطوات متهالكة إليه، تاركا على المقعد حلم مراهق كفيف يرسب على رائحة الحرمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??