الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر الخرب والذهنيات المعتلة !!

فوزية الحُميْد

2009 / 9 / 6
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


لايمكن فصل العنف عن منابع التأثر ببيئات مختلفة مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والجامع والشارع والجماعات و الأحزاب والفرق ..الخ. ومنها بيئات مهمة لصناعة التربية والثقافة كالأسرة والمدرسة والجامعة ومنها من يشتغل على الأفكار الموجّهة كالجماعات والأحزاب والفرق التي ما أنزل الله بها من سلطان. وللأفكار التي تتبناها سطوة على الذهنية ومن ثم اختطافها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. هذه السطوة قد تتسع في غياب وفقر التكامل التربوي والثقافي في مؤسسات المجتمع المدني المعنية بذلك. وفي عدم التوظيف و الاستفادة من فكر و قيم الحداثة العربية ومابعدها, ومن المنهج الفكري لرموز النهضة والتنوير في المجتمع العربي والإسلامي, مقابل الأفكار الموجّهة للعقل المدبر للدمار, وقد يكون جلّ الضحايا من العوام السذج ,وأصحاب الثقافة المبنية على الموروث الهمجي, والمؤسسة على العنف والقسوة. وقد يدخل ضمن هذا الوعي أيضا حملة شهادات عليا ! للفرق الشاسع بين التعليم والثقافة فلو أخذنا على سبيل المثال رب أسرة يقبّح ويلعن أهل بيته فلا نستبعد تربية العنف وفقدان القدوة في بيئة هذه ثقافتها ! وحيث تنتقل إيديولوجيا العقل المعتل لتفريخ عقول مشابهة لعقلية غير قادرة على مناقشة الأفكار المتّبعة .حيث يصبح العقل مغتصباً ومنفذاً فقط لأفكار تعمل بشراسة في تحويله إلى عقل مسلوب الإرادة والتفكير !!و العنف قد يوجد في أي مكان في العالم ويعبر عن أزمة تربوية وثقافية, تنمو في حضانة همجية تفتقر لأسباب التمدن والحضارة في أهم أسسها تربية وتهذيب الذهنية, لكون الذهنية من وجهة نظري تكونها الأفكار سواء كانت الأفكار إيجابية أم سلبية . ولكنني أقف كثيراً أمام إعمال العقل لذهنية مغتصبة تسطو عليها الأفكار دون مناقشة ! وفي حضانة العنف لا يستبعد الإرهاب كونه حصيلة طبيعية لوحشية العقل المستتر المدبر والمدمر في آن . حيث يعمل على نشر أفكاره المريضة الحاقدة ويترك التطبيق لتلاميذ الخيبة من اتباعه الفاشليين ! وقد ينعم هو بأربع نساء ويمتلك قصراً فاخراً و سيارة فارهة ويتقاضى راتباً محترما وأملاكاً وجالية من الحشم والخدم ولكن من كثر هيامه بالنساء يدفع بتلاميذه للحور العين كما يزعم التفكير المعتل في تحوير بليد للمعنى المقدس! والدعوة لتأسيس قواعد التضليل, والضياع الفكري ,والتوهان الذهني! والسؤال لماذا لا يسارع العقل المدبر لذلك !!هذا السؤال المهم من وجهة نظري يحتاج أن يفهمه الدراويش والإمّعة من اتباع خوارج العصر الحديث ! إنه الاستهتار بأهداف الدين , والانحطاط المعرفي والأخلاقي في أبشع صوره.
- وقد يبقى هذا العقل الخرب في نشاطه من حيث لا نعلم , وقد يعيش في بيوت الغرباء منا ! العنف هذا الخطر النائم بيننا, والخارج من وعي مجتمعاتنا , وفي الوعي بالمشكلة لا بد من قراءة ما يحدث في مشهدنا الاجتماعي من فساد في العقول وفي الرؤية , وانحسار للمثقف العضوي الذي يستهدف القاعدة الاجتماعية مقابل ثقافة التزمت والاقصاء وحسابات الإيديولوجيا القذرة. وهي ثقافة ناقصة ومضللة يتداولها بعض مدعي العلم والمعرفة وما أكثرهم , وحيث المثقف العضوي في المجتمع الناهض يؤسس لعقل مستنير وفق منهجية علمية مدروسة تعمل على بناء مجتمعات التقدم والتغيير لا مجتمعات الخرافة والجهل ! وبما أن التربية والثقافة صناعة مهمة تحتاج إلى إعداد استراتيجيات لتحليل المحتوى التربوي والثقافي الراهن في المجتمع العربي بكافة آلياته وكوادره ومناهجه والعمل على التطوير والتعديل. و بقراءتنا الكثير من التحليلات السياسية والفكرية في ثقافة العنف والإرهاب المرتبطة بفكر القاعدة وطالبان والخلايا النائمة والموقوتة , وغياب التسامح والحوار البناء في معناه الحضاري. نتساءل عن حال الاستراتيجيات الثقافية لمحاربة الفكر التكفيري المتخلف الضال والمضلل .
و في حادثة محاولة اغتيال / الأمير /محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية سلمه الله ويسلم وطننا من كل شر وغدر , وفي أحداث إرهابية سابقة راح ضحيتها أبرياء . نسأل الخوارج الجدد هل الإسلام علمكم الاستهتار بسفك الدماء , والاستهتار بأمن الوطن .قاتل الله شرهم ,ورد كيدهم في نحورهم ,وفي هذه الحادثة لا يمكن لعاقل أن يزايد على أمن واستقرار وطنه وسيظل العقل المستنير فاضحاً للفكر الخرب والذهنيات المعتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة