الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طغاة جدد جدا ً

رشيد كرمه

2009 / 9 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في 9 نيسان 2003 ظن الناس أن نظام البلطجة وكتابة التقارير, ودهاليز السجون , وأقبية التعذيب والتغييب والإرهاب والنفي ومصادرة حق الفرد في الفكر والرأي قد ولــــــى إلى غير رجعة , غير أن الأمر ليس كذلك علــــى الإطلاق, نعم فلقد إختفى ( صدام حسين ) وبعضا ًمـــــن أزلامه , غير أن بصمته فـــــــي قهر وإذلال البشر وأساليبه القمعية لازالت تضرب بأطنابها فـــــي كــل مفاصل المجتمع العراقــــي , ناهيك عـن أن هناك كما كبيرا ً مــــن القوانين والأوامــرالأدارية التي سنها نظام البعث لازالت سارية المفعول في أغلب دوائر الدولة , لابل أن جمعا غفيرا ًممن تملقوا, وساهموا وعاونوا ( الحزب الواحد , والقائد الأحد ) هُــم مــــن يعمل حاليا ً فــــي تيسير معاملات الناس سواء في المحاكم ودوائر الطابو والجنسية وما شاكل , ولـــــم يجهد ( رفاق ورفيقات ) الأمس في مجاراة الوضع الجديد سوى إبدال لغة التخاطب وليضحى الجميع متحدثاً بلغة (مولانا نسألكم الدعـــاء ) هذا كل مـا في الأمر , لقد إرتهن زمن ما بعد ( صدام حسين ) ــ العهد الجديد ــ بنمطية لا تقل خطورة عن سابقها في أكثر من حيز ومنها تشويه الحقائق وتزييف الواقع واللجوء إلى رشاوي الناس والأرهاب بقسوة أكبر وعنف أشمل ولكن هذه المرة بواعز ديني فــــي حين لجأ ( صدام حسين ) بادئ الأمر بهوس مزدوج , سيطرة مطلقة علـــى ( الحزب والعراق والمنطقة ) بواعز قومــي وكلا النظامين القديم والجديد دُعما ولا شك فــي ذلك من زعيم النظام العالمي الرأسمالي ,( الولايات المتحدة الأمريكية ) ما يثير قلق الناس في هذه المرحلة ولادة غير عادية ,أي نشوء طبقة جديدة إن صح التعبير ــ أريفة المدينة ــ وتلاشي أو ضعف تأثير إبن المدينة وبالتالي ــ المدينة ــ لصالح رجل الدين الذي وجد في ابن الريف كنزا ً مادياً ومعنويا ً من جهة وعدم وجود مرجعية قضائية ــ رادعة ــ ( حكومية ــ حزبية ) مــــــن جهة أخرى توقف هذا التدني المريع في العنف سواء فــي الشارع من عمليات إغتيال وقتل وما شابه أو العنف المنزلــــي ضد الأطفال والمرأة على وجه الخصوص ولاشك في أن السبب الأرأس فـي تدني أخلاقيات المجتمع العراقـي يعود إلــى خضوع وخنوع مطبقين لأشرس حملة " لا أخلاقية " نفذها حزب البعث العربي الأشتراكــي على مدى خمسة وثلاثون عاما ً,إنحسرت فـــي خلالها الثقافة بشكل عام , ثقافة التسامح والتآخي والسلام والمحبة والتعايش والمساواة , لتحل محلها ثقافة التجسس والحرب والإلغاء وثقافة " الراشي والمرتشي " وثقافة الصمت المطبق , ومقارنة لما يجري بعد إزالة نظـــــــام ( صدام حسين ) سنجد أن التجسس قد تطور عند الطغاة الجدد الــــى تجسس على الزوجات حتى وإن بعد الطلاق والجاسوس هـــــذه المرة طفل العائلة ذو العشر سنوات يؤدي عمله الجاسوسي من ( لندن )إلى ( السويد أو بغداد ) لحساب أبيه تحت طائلة العنف والترغييب !! ولايهم طاغ ٍ اجديد آخر مــــا يردعـــه إذ هو في مأمن ٍ طالما ضمن العمل بواسطة حزب ديني , أوواجهة إسلامية ٍ مذهبيةِ المنهج أو يختبأ وراء " المرجعية الرشيدة "!!!!! والأسلوب القمعي الصدامي باق كما هو بالأمس وما أشبه اليوم بالبارحـــة فالقبضة أو ( الصـوندة ) التــي إستخدمها ( الطغاة الجدد )ضد مناوئ حزب سلطة ( صدام) أيام زمان هي نفسها ( الصوندة ) التي تُضرَب بها المرأة العراقية سواء كانت بنت أو أخت أو زوجه أقدم النظام القديم على إعدام أبيها , وشرّدَ ذويها , ثم حجز شبيبتها ولفظها الـــــــــــــى خارج الحدود والأمثلة كثيرة فـــي النجف والكاظمية وكربلاء تحديدا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
فهل هناك شك في ولادة طغاة جدد فــي زمن يقال له ( زمـن ديمقراطـــــــــــي )؟
ملاحظة لابد منها : مفارقة أن يعمل الطغاة الجدد الذين يسومون أهلنا شر العذاب والهوان بحرية تامة وتحت غطاء شرع الدين والمذهب والعشيرة والقبيلة وبمباركة ( دولة القانون ) إذ لايجوز أن تشتكي الزوجة المظلومة وإذا ما فعلت فان حضانة الأطفال ستكون للرجل !!!
رشيد كَرمـــــة السويد 5 أيلول 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج