الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفاء الشيوعيون للزعيم

أمير الحلو

2009 / 9 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أحاول (جاهداً) أن أبعد كتاباتي عن القضايا (المتنازع عليها) لان أكثر الردود والمناقشات تفتقد الى الموضوعية وتلجأ الى الطعون والشتائم،ولكن ما قرأته في مختلف الصحف عن ثورة 14 تموز 1958 جعلني أحاول طرح بعض التساؤلات التي قد تزعج أصدقاء وقوى أحترمها وأقدرها .
لقد عشت يوم 14 تموز 1958 وأنا (أتعاطى) السياسة لذلك فقد تابعت مجرياته وما بعده،ولست هنا بصدد الحديث عن خلافات قادة الحدث وهما جناحا عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف (وهما الذين فجرا الثورة بمعزل عن الآخرين)،ولكني وجدت(تركيزاً) أكثر من اللازم على المرحوم عبد الكريم قاسم ،وقد يكون مستحقاً لذلك بعد الطريقة التي أنتهى بها... ومن حقي أن أتساءل أمام الاقلام(العاطفية) التي كتبت بطريقة وردية عن تلك الفترة،ترى هل حللتها بموضوعية ووجدتها خالية من الشوائب،وأن الامور يمكن اختصارها بوجود قائد شجاع ونصير للفقراء وزاهد من جهة وقوى شريرة ومتأمرة ورجعية وعميلة من جهة أخرى؟
باعتقادي لم تكن الامور كذلك فالجميع ارتكب هفوات وأخطاء بعضها كان خطيرا منذ البداية أدى الى الانقسام داخل المجتمع والوضع السياسي،وأريد أن أتساءل وأنا أجد العديد قد كتب منزهاً المرحوم الزعيم من أي خطأ:هل كان الحكم ديمقراطيا ومن هي الاحزاب (الشكلية) التي أجيزت على حساب الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي،وهل كانت هناك حرية صحافة،وهل كان الوضع في كردستان مستقراً أم أن الجيش بدأ هجومه على المنطقة في أيلول 1961 وخرج الشيوعيون بمظاهرات صاخبة أحتجاجا على ذلك،ألم تجر تصفية الحسابات بين(الثوار) أنفسهم عبر المشانق والاعدامات بالرصاص والسجون والتشهير والمحاكمات (المضحكة)المبكية ؟
ما لفت نظري هو موقف الحزب الشيوعي العراقي المناضل،وأنا أحترمه وأعتبره من أعرق الاحزاب ثورية ووطنية،ولكني سألت نفسي وأنا أرى أعلامه الحمراء تحتفل بثورة 14 تموز ،وذلك حق وموقف وطني ملتزم،هل الدفاع عن عبد الكريم قاسم بطريقة غير(نقدية) موضوعية ،هو الموقف المطلوب ؟
أذكر أنني دخلت مواقف وسجون عديدة في عهد المرحوم عبد الكريم قاسم وقد أكون مخطئاً أو محقاً،ولكن المهم أنني ما دخلت احدها منذ عام 1961 إلا ووجدته مقسوماً (جغرافياً أحياناً)الى قسمين ،شيوعي من جهة وقومي (رجعي) من جهة أخرى،ففي سجن بعقوبة حيث مكثت عام 1961 كان للشيوعيين جناح خاص مكتظ بهم،و(لنا) جناحنا الآخر مع(أقلية كردية)، وعندما أطلق سراحي كان معي السيد بديع عمر نظمي من الحزب الشيوعي وخرجنا سوية وبسيارة واحدة من سجن بعقوبة الى الأمن العامة،حيث القاعات (مختلطة)بجميع (مكونات الشعب العراقي)!
في موقف النجف كنا والشيوعيين في مكان واحد،وفي موقف السراي في بغداد كنا سوية،وفي كل حلي وترحالي كنت أجد الشيوعيين في معتقلات (الزعيم)، مع وجود حزب شيوعي مفتعل لصاحبه داود الصائغ وجريدة هزيلة وبيت في البتاوين تدفع الحكومة ايجاره!
أنه الوفاء للثورة والمبادئ من جانب الاصدقاء الشيوعيين،ولكنهم يعرفون أكثر من غيرهم أين كان الخطأ وأين الصواب وكلنا شاركنا في جعل سماوات سنوات الثورة ملبدة بالغيوم السوداء؟ولكن (المشكلة) مع المقالات العاطفية لاناس لم يعيشوا الاحداث ولم يدرسوا التاريخ فجاءت ساذجة لا محتوى لها سوى التمجيد المجرد من أية حقيقة،فالنظام كان غير ديقراطي بكل ماتعنيه الكلمة،وفرديا حتى العظم،وان مظاهر الزهد والتقشف كانت(سمة)جميع من حكم قبل الزعيم وبعده وقولوا لي من كان من الحكام يمتلك سيارة فارهة أو قصراً خاصاً أو حمايات كبيرة؟
ثم (توقف) الزمن بعد ذلك ودخل العراق في (دوامة) أخرى لا علاقة لها بالتاريخ .
وللموضوع بقية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحق يقال ولو بعد حين
ابراهيم المشهداني ( 2009 / 9 / 6 - 19:10 )
قبل كل شيء انا قرات كثيرا للسيد امير الحلوولا اخفي سرا انني كنت ارتاح لمقالاته النقدية في مجلة الف باء ولكن الكاتب يدرك ما عاناه الحزب الشيوعي العراقي في زمن حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم تحدث هو عن بعضها ولكن الحزب الشيوعي رغم ما عانه لم ينسى ما تحقق من انجازات كانت اجتماعيا تصب في مصلحة الفقراء وفي علاقات الانتاج من خلال قانون الاصلاح الزراعي وتطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول الاشتراكية وسن قانو رقم 80 الذي جرد الشركات النفطيية من معظم امتيازاتها فضلا عن وطنية الرجل ونزاهته ثم ان الاحتفال كان بذكر ثورة تموز التي تعمقت بانجازاتها اللاحقة وزعيما وطنيا ونزيها كان الحزب الشيوعي في احتفالاته بالمناسبة موضوعيا ومنصفا وهذا هو ديدن الاحزاب الوطنية لا تقتصر على الاخطاء بل تتذكر الطيبات من الاعمال


2 - الشيوعيون قلوبهم كقلوب القديسين
عزيز الملا ( 2009 / 9 / 6 - 19:45 )
الاستاذ الكريم/تحيه لك
كما تعلم ويعلم الجميع بان الشيوعيين العراقيين يمتلكون قلبا نقيا صافيا لايؤمن بالضغائن والاحقاد ولايحملون للزعيم الشهيد سوى المحبه على الرغم من اخطائه بحقهم اذ يعلمون بان كل التصرفات التي بدرت منه هي بسبب التحريض الرخيص الذي قامت به بعض قوى الشوفونيه والقوميه والرجعيه
كما ان الوفاء للشهيد لم ياتي من فراغ ..فالشيوعيون يعلمون بان الشهيد كان ولازال في قلوب وضمائر كل الشعب لانه رمز حقيقي للثوره التي خلصتنا من حكم ملكي بغيض وحققت انجازات تنمويه كبيره على الرغم من قصر عمرها
لانريد الخوض في تفصيلات تلك الانجازات فهي لم تحققها حكومات دامت وجثمت على صدور العراقيين قرابة نصف قرن
الشهيد الزعيم سيبقى في قلوب العراقيين الى الابد خالدا لذا فمن حق الشيوعيين ان يفوا له سيما انه رفيقهم وحليفهم مع كل القوى الوطنيه التي فجرت الثوره والتي كان لوائها جبهة الاتحاد الوطني
مع تحياتي للجميع
عزيز الملا 6-9-2009


3 - نحتاج للموضوعي
البراق ( 2009 / 9 / 6 - 20:19 )
فعلا استاذ امير نحن بحاجة للكاتب الموضوعي النزيه ليكتب عن تلك المرحلة بدون تحيز او انفعال وقد وجدت انا شخصيا قبل فترة وجيزة مقالا على موقع كتابات للدكتور جعفر المظفر كان رائعا في تحليله وتحديده للمسؤولين عن كل ماجرى مما اتبعه الطوفان
النقطة الثانية التي وددت ان اشير اليها وانا من العراقيين الذين يحترمون المرحوم عبد الكريم قاسم ان القائمة الانتخابية التي نزلت باسمه لم تحصل الا على اقل من مائة صوت فأين كانوا الشيوعيون المؤيدون له كما تقول؟؟؟


4 - وفاء الشيوعيين
ابو علي العراقي ( 2009 / 9 / 6 - 21:05 )
قل وفاء الشيوعيين ولا تقل وفاء الشيوعيون، لان المضاف اليه الجمع (يكسر ) سيدي الكاتب. مع تحياتي لك!


5 - تموز قاسم وعارف طفرة من الملكية الجاهلية نحو الجمهور
سليم بولص صليوا ( 2009 / 9 / 6 - 23:59 )
تموز قاسم وعارف طفرة من الملكية الجاهلية نحو الجمهورية الفاشية
سليم بولص صليوا
[email protected]

ادركت البروليتـــارية ان التحريفية تسللت الى البيت الاقطاعي ، ملوحة بالتقارب التدريجي المنظم مرفق بدعاية مبطنة يصعب على المواطن تفسير محتواها بسبب
ضعف قدراته على استيعاب النظرية الثورية بقوتها ، لقد تكيفت الجماهير مع من
اختزلوا النظرية الوسطية لدفع تيارهم المعني نحو التكيف والتقارب التكتيكي مع التيارات الرجعية والانظمة الشبه الاقطاعية المتعاقبة ، تموز قاسم وعارف كانت بمثابة اولى مبارات خاضوها التحريفيون بمجال طرح الحلول الوسطى وايدائها ثم الشطب على الصراع الطبقي ومحو الحل الراديكالي الديالكتيكي للتناقضات الاجتماعية والصراع الطبقي ... بهذا اعدوا استراتيجية تتيح للتقـــارب الفعلي مع النظرية الوسطية تسهيلا لعملية جر المواطن الى سوح التفاعل مع التيـــــــارات الرجعية ، وترك الانظمة تمارس حريتها في السلب واغتصاب حقوق الجماهير وتاديب من يقف في وجهها دون رادع ، لقد غفر التحريفيون لجرائم النظم الشبه الاقطاعية ، بفعل التراجع المطلق عن الثورة ان

اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-