الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي

حنان عارف

2009 / 9 / 6
الادب والفن


خمسة اجتمعوا معاً في نفس الزمان و المكان ينتمون إلى نفس المصدر لكل منهم اسم خاص رغم تشابههم، خلقوا بنفس اللحظة رغم أنهم ليسوا توائم و سيموتون معاً أيضا إلا إذا طرأ حادث ما من شأنه إبعاد واحد أو أكثر منهم و إلى الأبد.
يتشابهون كثيراً حتى في طريقة تزينهم يرتدون نفس الزي نفس اللون إلا إن حاول أحدهم التميز أو يبقون على عريهم.
أمرهم غريب متفاوتو الطول و الوزن رغم التشابه الكبير لدرجة تعجز فيها عن تمييز أحدهم عن الآخر فيما لو رأيته منفصلا عن المجموعة.. رغم اتصالهم الشديد ببعض لكنهم يعجزون عن احتضان أحدهم الآخر في الوقت الذي يحتضنون فيه الآخرين بسهولة!
أراهم كل يوم أتأملهم بعمق, أتلمسهم جميعاً و يتلمسونني, أعجز عن تحديد شعوري تجاههم؟
أيّهم أحب؟ أيّهم أفضل؟ و أجد نفسي لا أستطيع الاستغناء عن واحد منهم رغم تمييزي لأحدهم في أوقات كثيرة كأن أهديه مجوهراتي التي أحب و أعاقب بعضهم بالحرق و الجرح و تضيق الخناق.
أريدهم جميعا لي , نعم الخمسة معاً
أعشقهم
أكره إن تغير شكلهم و لم يعودوا جذابين كما في الماضي
أغضب حين تكف العيون عن النظر إليهم, حين تسكت الشفاه عن وصف جمالهم
أحزن إن لم يقولوا إنهم لي أنا وحدي
آه ما أجملكم...!!!
ما أروع اللحظة التي ألعقكم فيها بلساني و أداعبكم بشفاهي.
ما أطيب الطعام حين يلامسكم قبل أن أتذوقه.
ما أجمل عريكم و الماء يبللكم
هل أروع من منظر الصابون يغطيكم... أنا نفسي أغطيكم به أمرر الصابون عليكم برقة و نعومة واحداً تلو الآخر، و كأني أخشى عليكم منه ثم أدعه لكم تلهون به كأطفال صغار و أنا ألهو معكم أنفخ الفقاعات التي تصنعونها، ثم يأتي دوركم لا تدعون جزءاً من جسدي إلا و تمرون عليه تاركين وراءكم رغوة هائلة تكسونني بهاو ثم تغوصون داخل شعري تلهون به تقسون عليه تارة و تداعبونه برفق تارة أخرى.
آااااه كم هو ممتع حين تلعبون بخصلات شعري واحداً تلو الآخر..
كم أحب شغبكم, مشاكساتكم, هدوءكم, ثوراتكم, برودكم, دفئكم
لا تغادرونني أبداً حتى حين ينتهي النهار و يغادر الجميع للسبات الليلي.
تسلون وحدتي حين يغادرني حتى النوم و تبقون أنتم معي, نختبئ تحت الغطاء لنلهو معا بلعبتنا المعتادة
أيها المشاغبون المشاكسون الصامتون.
أنتم يا من تمسحون دموعي, تنزعون عني ثيابي, تجملونني و تلبسونني, نتزين من أجل موعدي المنتظر تذهبون معي, أعرفكم به تتلمسونه, يبدي إعجابه بكم, يقبلكم, يمسككم بقوة غير آبه بمحاولاتكم للفرار, يعصركم ثم يدعكم فجأة فتهرعون للاختباء تحت ثيابي.
لا أستطيع تخيل الحياة دونكم !
لن أكون كما أنا الآن بل سأكون مخلوق مشوه بشع سينظر الناس إلي نظرة عطف و شفقة أو قرف و اشمئزاز .
ربي لا تحرمني قربكم ... أرجوك
و هل للحياة طعم إن لم تكونوا موجودين فيها... هل أصنع تماثيل لكم تشبهكم تماماً و لكن دون أي روح أو حياة كيف سنلهو معاً؟ كيف سأتلمسكم و تتلمسونني؟ كيف سأشعر بكم!!
أشعر أحيانا أن حياتي كلها عبارة عن خمسة
فمن غيركم يشعر بما في داخلي و يعبر عني
من غيركم قادر على احتضاني، احتوائي أيام الخوف و البرد و العزلة.
تعصرونني.. تغضبون.. تضربون تصفعون من و ما يزعجني.... ترقصون على الطاولة بإيقاع متفاوت تارة سريعاً و تارة بطيئا حتى تخففون من توتري... تصدرون أثناء رقصكم نقرات متناغمة تصل إلى مسمعي كسيمفونية عالمية... حتى لأتمنى أن أنهض فأرقص معكم أقذف بكم بعنف أحياناً و برقة و انسيابية أحياناً أخرى يمينا يساراً, أعلى و أسفل دون أن أسمح لكم بالابتعاد كثيراً, بكل عنف أحياناً, و حين يغمرني التعب ترتطمون على الجدار لتحموني و تمنعوني من السقوط ثم تنامون بجانبي ملتصقين بوجنتيّ تطبعون قبلات المساء و تسهرون على راحتي حتى الصباح!
أنتم ملجئي...
اختبئ وراءكم فتختفي ملامحي.
بعد كل هذا هل أاستمر بالحياة إن لم تكونوا فيها جميعكم؟؟
ستغدو صعبة جداً عليّ
من سيفتح لي الأبواب المقفلة
من سيغلق علي باب خلوتي
لمن سأشكو همي
من سيكتب رسائل الحب عني
آه أنا حقا متيمة بكم جميعاً... هائمة. عاشقة....
أنتم أنا... لا بل أنا انتم
أناملي الصغيرة الجميلة.... !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القفشات
هوزان أمير ( 2009 / 9 / 6 - 20:08 )
ما يحدث أنك تقرأ النص فتعجبك الجرأة الإستثنائية في خمسة يداعبونها , في خمسة تحبهم و تدعكهم , لو بقي النص هكذا لكان جميلاً لكنه فسد بسبب - القفشة- التي في النهاية تلك التي أعادتهم إلى خمسة أصابع , ليست الكاتبة وحيدة في هذا النوع من -القفشات- فهي تتكرر عادة , لدى كتاب متنوعين , وعادة ما تكون لإيضاح الغرض -البريء- .. من هكذا كتابة
ما زال يكفي شطب الأصابع الخمسة من النص ليعود جميلاً

اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص