الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات جواهرية

أمير الحلو

2009 / 9 / 7
الادب والفن


كان من اكثر مايثير شاعر العرب الكبير الجواهري ان تسأله عن عمره ،وفي احدى زياراتي التي كنت اقوم بها مع الاستاذ علي الحلي الى بيت الجواهري في منطقة الصحفيين في محلة القادسية في السبعينات ، خصوصاً اذا كانت وجبة العشاء (تمن ماش)مع عصير يسمى (خوشاب)وهو عصير حامض وحلو،عند ذاك (حرضني )المرحوم الصديق فرات الجواهري على سؤال والده عن عمره ،لم يستفز بل سألني هل تعرف عمر عمك يوسف الحلو؟قلت كلا ،قال إساله فهو من نفس عمري فقد كنا ابناء محلة واحدة هي العمارة في النجف ونلعب سوية ،وقد تسنى لي مرة ان اسأل عمي فعلاً ،فضحك وقال كنا نلعب ونحن صغار في (الدربونة)فيخرج الجواهري من دارهم وهو شاب اكبر منا،وهكذا عرفت ان الجواهري قد رمى (الكرة)في ملعبي ولم يغضب مني،ولكن المرة التي عاتبني فيها كانت تختلف في موضوعها ،فمن المعروف انه (يستلطف)الجنس اللطيف الجميل،وقد اتصلت به هاتفياً لأدعوه الى وليمة عشاء في احد مطاعم بغداد المعروفة اقمناها على شرف مجموعة من الادباء العرب الكبار الذين كانوا يحضرون مؤتمراً ادبياً في بغداد ،وعندما حضر وتطلع في الوجوه جلس على مضض ،ثم اشار اليّ لاقترب منه وهمس في اذني :انني احبك فلماذا تفعل معي هذا المقلب ؟قلت :لماذا ياعمي ؟قال:وماذا افعل مع هذه (الخناشير)الم يكن من(الذوق)دعوة بعض الادبيات ايضاً ؟اعتذرت له واقسمت بأنني لن (اورطه)مستقبلاً بمثل هذه الدعوات (الخشنة)!
يتهم الجواهري بالعصبية في المواقف المحرجة ومهاجمة من يتحداه كائنا من كان،ولكن حادثة حصلت بحضوري اكدت انه قوي الارادة ويستطيع ضبط اعصابه في أحرج المواقف ،فقد دعانا الصديق الاستاذ علي الحلي الى العشاء في داره تكريماً للشاعرين الفلسطيني يوسف الخطيب والسوري علي الجندي وكان الجواهري على رأس الحضور مع بعض الشعراء المعروفين ، وخلال الجلسة دار نقاش حاد بين الخطيب والجندي ،فبعد ان امتدح الاول شعر الجواهري واعتبره ا اروع ما قالته العرب منذ المتنبي ،اخذ الجندي منحى آخر ومن خلال تهجمه على الشعر العمودي تعرض للجواهري واستعمل عبارات غير لائقة بحقه ،مما دفع الخطيب الى القيام من مكانه لضربه،وتدخل الحاضرون (عدا الجواهري)في فك الاشتباك،ولم يعلق شيئاً على ما قاله علي الجندي ...وبعد ان انتهت الجلسة بسلام ،وعند خروجنا قلت للجواهري كيف ضبطت اعصابك امام هذا التهجم الظالم؟اجابني بهدوء :(هوهّ هذا منو وشنو اسمه!)؟
في احدى الجلسات قدم احدهم لي سيكارة فأعتذرت لاني ادخن صنفاً آخر (قبل ان اتوب)وسوف اسعل اذا غيرت النوع ،فأذا بالجواهري يقول لي :انكم شباب اليوم(مو كدّها)فأنا (واشار الى جميع انواع المشروبات والسكائر الموضوعة على المائدة)استطيع ان اتناول من كل هذه المشروبات وادخن من كل هذه السكائر الآن دون ان (أكح)ولو لمرة واحدة ،فأنتم (بزر دلال)!
ما يريح ضميري ازاء الجواهري الكبير انني وقفت الى جانب ابنه الاكبر فرات عند مرضه بالسرطان ولم اتركه سواء في المستشفى او شقته في زيونة ،حتى انني ابلغت اقاربه واصدقائه عند انتقاله الى رحمة الله،ووقفنا مع(محسّد)ووالدته الكريمة في محنتهم ...رحمهما الله فقد كانا رائعين كل على طريقته الخاصة والعامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-