الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوى الديمقراطية العراقية والحراك المشتت

تقي الوزان

2009 / 9 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الديمقراطيون واليساريون والعلمانيون يؤكدون على ضرورة تشكيل هيكلية تستطيع ان تدخل الانتخابات بقائمة واحدة تتمكن من لم الاصوات الكثيرة المتناثرة لهذا الوسط . وتكون ذات تأثير بيّن على الكثير من المترددين والمستقلين والذين كشفوا فساد بعض النواب الحاليين . وبدون هذا التوحد ستعاد نتائج الدورة الانتخابية السابقة , ويخسر الجميع في هذا الوسط الذي لابديل عنه في قيام المشروع الوطني وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد .

ورغم الاتفاق على تحديد هذه الضرورة , لم نجد في الساحة لحد الآن غير تجمعين صغيرين يمكن ان يتفقا على برنامج سياسي واحد , وهما تجمع مدنيون والتجمع الذي يقوده الاستاذ ضياء الشكرجي . الا ان اغلب الذين يهمهم هذا المشروع لايزال في حالة ترقب , وانتظار من يأخذ بأيديهم من قبل التجمعات الكبيرة التي تضمن لهم ولو مقعد واحد يفوزون به , ما دامت الساحة السياسية العراقية لاتزال يغلب على نشاطها قيم السوق والبورصة , وليس قيم المشروع الوطني العراقي .

ان فقدان هذا الوسط لقامة كبيرة تساعد على توحيده , وتضمن لكثرة اطرافه , المشاركة المتكافئة , احد الاسباب الرئيسية التي نمّت عدم الثقة للألتقاء وتشكيل القائمة التي يمكن ان تحقق الكثير . ويمكن القول ان البادرة الاولى التي تشكلت من الاحزاب العلمانية الصغيرة , والشخصيات الديمقراطية المستقلة , ودخلت الانتخابات الاولى بأـسم " القائمة العراقية" , كان يمكن لها ان تكون القامة الكبيرة التي يمكن ان تنهض بهذا المشروع . الا ان تنكر قيادة القائمة لبرنامجها السياسي , والانفراد بأتخاذ القرارات من قبل رئيسها الدكتور اياد علاوي مزق القائمة , واحال الثقة السياسية التي اوجدت القائمة الى عملة يصعب الحصول عليها . ومما " زاد في الطين بلة " هو اتهام البعض للشيوعيين والديمقراطيين بأنهم يريدون اعادة البعث بأتفاقهم مع اياد علاوي وتنظيمه " الوفاق " الذي لم يبقى غيره في القائمة "العراقية" . وكأن كل البعثيين حالة واحدة , وليس اياد علاوي بعثي منشق , وناضل ضد صدام لثلاثين عاماً , وتعرض لحادثة اغتيال نجا منها بأعجوبة . الا ان تربيته وجذوره استفحلت مرّة أخرى , واغرته في محاولة استيراث بقايا البعث . فلا حصل على البعث , ولا حافظ على شرف الاتفاق , ووجه ضربة كبيرة للقوى العلمانية .

ويأمل البعض ان تكون قائمة " أئتلاف دولة القانون " التي يقودها رئيس الوزراء السيد المالكي مهيئة لاستيعاب مكونات هذا المشروع الوطني العلماني الكبير , بعد ان اعلنت عدم توافقها مع مشروع قائمة " الائتلاف " الشيعية , واعلنت برنامجها الوطني البعيد عن الطائفية , وحققت به نتائج كبيرة في انتخاب مجالس المحافظات . وفات هذا البعض – حتى وان تمت هذه الخطوة التي تكاد ان تكون مستحيلة – ان حزب " الدعوة " الذي يقوده المالكي هو حزب اسلامي شيعي , وفهم مفردات المشروع الوطني بين حزب اسلامي وبين قوى علمانية فيه اختلاف كبير . فالأولوية عند الأول للموروث الاسلامي ورعاية قوافل " المشاية " الى النجف وكربلاء وباقي الاضرحة المقدسة , والثاني لنواقص الحياة اليومية للجماهير , وهذا ابسط الفروق . والاتفاق مع قائمة قوية كقائمة رئيس الوزراء يعني العمل في ظل سياستها , وليس العكس كما يصوره الامل الساذج .

كان المعوّل على القائمة " الكردستانية " ان تكون العمود الفقري للحركة الديمقراطية العراقية , استجابتاً لمتطلبات حركة التحرر الوطني الكردية , والتاريخ النضالي الطويل في مقارعة الانظمة القومية الفاشية , وكون كوردستان المحمية من بطش النظام السابق بقرار دولي هي الارض التي استوعبت حركات الفصائل الوطنية المعارضة . الا ان القيادة القومية الكردية آثرت الاتفاقات السياسية " السريعة" مع قوى الموجة الطائفية على حساب المشروع الوطني وقواه العلمانية , السند الحقيقي لنهوض العراق الفيدرالي الموحد والسند الحقيقي ايضاً لاستكمال بناء التجربة الكوردستانية العراقية على اسس طبيعية .
ان التصريحات التي اطلقها قبل شهرين رئيس الجمهورية السيد الطالباني , ورئيس الاقليم السيد البارزاني حول ضرورة النهوض بمشروع يضم القوى الديمقراطية واليسارية والعلمانية بعثت الامل الكبير بأعادة الروح للمشروع الوطني العراقي , - الذي لو قيض له النجاح – سينهي الطائفية والقومية ومحاصصاتها القذرة التي كادت ان تفتك بوحدة العراق , وشرعت الباب واسعاً امام انتشار الفساد والتردي الامني . الا انه لم يظهر اي شئ عملي بهذا الاتجاه لحد الآن , ويبدو ان القيادة الكوردية لاتزال تنتظر ايضاً مضاربات البورصة السياسية العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون