الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لن تسلم سوريا المطلوبين العراقيين؟!

عبد الجبار منديل

2009 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


طوال العقود الماضية التي سبقت استقلال سوريا في الاربعينات كان هناك صراعاً خفياً بين العراق ومصر على النفوذ في سوريا . وازداد هذا الصراع حده في الخمسينات وحتى سقوط الحكم الملكي في العراق . ومن الواضح أن الفوز في هذا الصراع كان من نصيب مصر واصبحت سوريا هي الأقليم الشمالي في دولة الوحدة بعد تأسيس الجمهورية العربية المتحدة .

بعد سقوط النظام الملكي في العراق ثم أنفصال سوريا من دولة الوحدة تغيرت الآية فأصبح العراق موضعا ًللصراع وليس طرفاً في الصراع حيث تزايد الصراع بين مصر وسوريا من أجل النفوذ في العراق مع دخول أطراف أخرى بالطبع .وكانت الحكومات العراقية تتهاوى الواحدة أثرالأخرى في فترات متقاربة نتيجة الانقلابات المتتالية .

تعودت سوريا ان تستضيف المعارضين العراقيين أبتداء من الخمسينات . وكان هؤلاء المعارضون سرعان ما يأتون كحكام في العراق أثر كل أنقلاب . وآخرهم المالكي كما هو معروف . وهكذا ترسخت قناعات لدى بعض الدوائر الحاكمة في سوريا بأن الزوابع التي تثيرها معها الحكومات العراقية المتعاقبة سرعان ما سوف تخفت نتيجة لسقوط تلك الحكومات ومجيء حكومات جديدة تبدأ عهدها بخطب ود سوريا . كما أنه رسخ في ذهن تلك الاوساط السورية بأن الجهات العراقية المسؤولة ليست طويلة النفس ولا طويلة العمر لذلك فأن حملاتها على سوريا لن تدوم طويلاً .

في عهد صدام حسين تغيرت الصورة الى حد ما . فقد أستمر عهد صدام فترة طويلة . وبدأ يتعامل مع سوريا بالمثل عن طريق أيواء المعارضة السورية وكانت على الأغلب من الأخوان المسلمين ولكن صدام هو الآخر متقلب المزاج والهوى والميول مثل أغلب العراقيين . فبعد فترة من التوتر دقت طبول أفراح أقامة الوحدة في نهاية السبعينات ثم تحولت طبول الفرح الى طبول الحرب بعد أعلانه اكتشاف مؤامرة سوريه ضده واعدام المتورطين فيها . ولكن ذلك سرعان ما جرفته طبول حرب أخرى مريره ودمويه هي الحرب مع ايران ثم حرب ثالثة اكثر مراره ودمويه بعد أحتلال الكويت . وهكذا . بينما أستمرت سوريا في أيواء المعارضين العراقيين واللاجئين بكل الوانهم دون النظر الى التقلبات العراقية .

أن سوريا تعودت نتيجة خبرتها الطويلة مع العراق الحديث أن تنظر اليه نظرتها الى شخص حاد الطباع ومتقلب المزاج ولا يمكن لسورات غضبه أن تدوم طويلاً. لذلك فأنها ماضيه في سياستها في أيواء المعارضين و عدم تسليمهم سواء دقت الطبول أو قرقعت مدافع الأعلام لأنها تعلم أن ذلك لن يدوم طويلاً!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رجاء النشر
سوري ( 2009 / 9 / 7 - 06:00 )
أرسلت تعليقاً ولم ينشر، أظنه ضاع في الزحام وليس بسبب مضمونه، لأنه كان رصيناً، فأرجو العثور عليه ونشره وشكراً


2 - توضيح
سوري ( 2009 / 9 / 7 - 06:34 )
إيواء النظام السوري (وليس سوريا الوطن) للمعارضين من شتى أنحاء العالم وليس فقط العراقيين، هي سياسة بدأها حافظ الأسد السفاح، وأكمل الخطى إبنه الوريث السخيف

كل ما في الأمر أن هذا النظام يأوي المعارضين من كافة أرجاء المعمورة ليستعملهم يوماً ما بطريقة ما في بازاراته الكثيرة وصفقاته المشبوهة، لأن هذا النظام غير شرعي مغتصب، بالتالي يلجأ لمثل هذه القذارات والبلطجة، وأخرى غيرها كثيرة ليحافظ على الحكم ليستمر في النهب، وما عدا ذلك مجرد تفاصيل

اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية