الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفارقة التاريخية في التحول الايديولوجي

فلاح الزركاني

2009 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في اسس المبدأ الثبات والتحمل لعرض الفكرة وتطبيقها والالتزام بغاياتها الشخصية والجمعية على فرض القدرة على تحويل الفكرة الى واقع وهذا ما تنتهجه الايديولوجيات كافة من منطلق الايمان والاقتناع على اعتبار ان التحول ممكن أذا توفرت الظروف المناسبة له باستخدام الوسائل المتاحة او ( الغاية تبرر الوسيلة).
حتى وان كانت الحركات والايديولوجيات بمبدأها الاساس تعتمد الانسان العادي في كينونته الظرفية في توجيه الخطاب حصرا ، وهي الخطوات التي تتخذها كافة القيادات التي تتبنى فكرة التحول الايديولوجي.
وهنا تكمن المفارقة التاريخية على رأي ( الثورة تأكل ابنائها )، فالبناء الايديولوجي يتجه نحو الارتداد الفردي عند تحقيق الغاية ، ومن ثم الامتناع عن تطبيق المبادئ الاساسية وهو العامل المشترك في كل التحولات وتبرز محلها الغايات النفعية والشخصنة الفوقية وتبدأ حركة التحول بالنكوص الى ديناميكيات شخصية تدفع بقدرتها على تحقيق التحول دون الحاجة الى فئة المخاطب وبالتالي يصبح التحول ضربا من النصب والاحتيال حتى لو كانت الغاية الاولى والمبرر الاول الخدمة العامة، وهذا يشمل كل الثورات والديموقراطيات المستحدثة والاديولوجيات الثورية ، أذ يكون الهدف الاساس المواطن ثم بعد ذلك ينسحب المواطن الى المرتبة الاخيرة في الاهتمامات ، وتنصب الالهة وانصافها على المقدرات والثورات .
وهناك مفارقة اخرى ، هي سيطرة القيادات الخاملة او الافراد المستترين محل القيادات الحقيقية التي اما تطحن باتون الثورة او تعدم او تغيب بفعل المتسترين بها وتصدرهم السلطة والصف الاول ومن هنا تبدأ الكارثة، وتحل لعنة التحول فلا للمواطن شعبا قدرة على تقبل التحول بسرعة والتكيف والواقع الجديد مع وجود المتضررين الذين يحاولون اعادة الزمن فتتسع الهوة بين الفريقين ويشتد الصراع فكريا ودمويا وتنشأ حلقة مفرغة بين القديم والجديد بين الماضي والحاضر على اعتبار ان التحول لابد يترك مساحة من الضعف تملؤها المعادلات الصعبة من التوفيق والتفريق بين حالين الامس واليوم، ثقافة المستفيد والمتضرروعملية الانصهار المفترض لتقبل المتضرر عملية التحول واتاحة المستفيد فرصة الخروج من المازق للمتضرر ايضا حتى يضمن بقاءه على الحياد في اقل تقديرليمتلك التحول الايديولوجي شرعيته من الاعم الاغلب وضمان المساحة اللازمة لاكمال التحول دون معارضة او صراع فحتى اولئك الذين يشعرون بالخيبة من التحول ( المتضررين) لايملكون الوقت الكافي للانقضاض المعاكس قبل ان يتبينوا مواطن الضعف والقوة والخبرة التي تحملها القيادات الجديدة وهي المساحة المفترض بها تقريب وجهات النظر واعطاء الضمانات الحقيقية ، وهي المساحة التي اهملتها كافة التحولات الثورية والايديولوجية قديما وحديثا وهي المساحة التي يبدا بها دور التصفية للاحقاد والاضغان وهي الثغرة التي يتسلل منها المتصيدون لامتلاك القدرة والحكم وبالنتيجة تبدأ مفارقة تاريخية اخرى هي الانحراف عن القصد الاول من التحول.
ويتحول الانسان من غاية الى سبب ومن قوة الى وقود ومن قيمة عليا الى رقم في سجلات المقاربة او المعارضة ويعامل في الوضع الجديد كـ ( مع او ضد ) وهو الخاسر الوحيد في عملية التحول الطارئ ، عندها يبحث الانسان عن جديد عن فكرة اخرى تضمن له كرامته
لكنه سيبقى عاديا تحت كل الظروف والتحولات ولايلتفت اليه الا عند نضوج فكرة التحول
وهنا تكمن المفارقة التأريخية الحقيقية










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم
سلمان النقاش ( 2009 / 9 / 8 - 08:32 )
هذا ما بفسر الثقة الممنوحة اليوم للفكر الديني وهو بالمناسبة الاصل للايديولوجية

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر