الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة نتاج الديمقراطية

كاظم الحسن

2009 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


قد تكون فكرة العدالة شغلت الانسان منذ بداية الخلق، وان الصراع بين ( قابيل وهابيل) يحمل في ثناياه شعورا بعدم المساواة وهي طبيعة بشرية، تمثلت في وجود فروق فردية لايمكن نكرانها . والعدل لايعني معاملة كل فرد معاملة متماثلة من دون اعتبار للفروق الفردية لانهذا قد يؤدي الى ان ندين بالعقوبة نفسهاكل شخص ارتكب جريمة قتل من دون اعتبار لعوامل العجز العقلي وصغر سن المتهم .
والعدل يرتبط بفكرة العصر عن المساواة التي هي جوهر الديمقراطية ، فاذا كان المجتمع اليوناني يعترف بعدم المساواة فان العدالة سوف تاخذ مجرى اخر، حيث يرى افلاطون ان العدالة : ان لكل شخص وكل شيء وان العدل معناه التلاؤم مع المحيط الذي يعتبره افلاطون عادلا وهكذا فان النجار او الطبيب محيطهما النجارةوالعلاج ، وهذه الفكرة تشبه مفهوم الاقطاع عن طبقات المجتمع الثلاث ، الكهنة والفرسان والاقنان كل لوظيفته التي لايجوز ان يتجاوزها.
والديمقراطية في العصر الحديث اقتربت كثيرا من مفهوم العدل نتيجة اقرارها المساواة امام القانون واصبحت من جراء ذلك صناديق الاقتراع هي القوة الحاسمة التي تجبر السلطة على اتخاذ القرارات المناسبة لكي تضمن بقاءها في الحكم بعض الوقت ومن جراء ذلك فان الديمقراطية تعمل من اجل الرفاهية والازدهار لكي تحظى بالاصوات الانتخابية الا ان الاشكالية التي تعاني منها الدول الديمقراطية كما يرى البعض في دفاعها عن حق الملكية ، في حين يرى اصحاب الفكر الاشتراكي ان المساواة تبقى فكرة مهلهلة ان لم يتم القضاء الملكية والتي هي اساس الصراعات والحروب في العالم .
ولكن الاسئلة التي تثار دائما هي في حالة مصادرة ملكية الافراد، لمن ستؤول هذه الثروات ؟ ومن يضمن ان لايتحول هؤلاء الى ملاك جدد وندور في حلقة مفرغة.
اذن نحن والحالهذا امام طبائع بشرية وانتبرقعت بثياب يسارية، دينية ، قومية ، رأسمالية ، فالنتيجة واحدة طالما الانسان ينزع الى الملكية بطبعه، هذا اللهاث على الملكية يندرج ايضا على السلطة والتي تؤدي بالانسان الى التلون او العمل بالياتها والتنكر للافكار او الشعارات التي طالما تغنى بها واصبحت اداة للطغيان في بعض الاحيان.
يذكر عن احد السلاطين في العهد الاموي انه كان زاهدا ومتقشفا والمصحف لايفارق يده ويكاد ان يكون المسجد منزله ولكن بعد ان الت السلطة اليه ،تحول الى العنف والقسوة واعتبر من المؤسسين لملك بني امية ومن رجالات الدولة . والبعض يقول انه لو لم يتكيف مع اليات السلطة لما امكنه من البقاء في الحكم وان نجاحه يرتبط بالشدة والحزم ، هذا الكلام فيه الكثبر من المغالطات التي رسخت في التاريخ كانها قدر لابد منه،لانها اسست لما يسمى بالاستبداد الشرقي فلو كان مجرى التاريخ في العالم هكذا لما ولدت الحرية والمجتمعات المدنية في التاريخ المعاصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي