الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيلي و فلسطيني في مدريد

محيي هادي

2004 / 5 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كانت مدريد محل مجمع العرب و إسرائيل و روسيا و أمريكا، ليبحثوا لنا عن حل لمشكلة الشرق الأوسط، و في مدريد إتفق إثنان على اللقاء فيها.
الأول وزير خارجية إسرائيل .
الثاني رئيس وزراء ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
فهل كان الوصول الى مدريد في نفس الوقت هو صدفة أم إتفاق مسبق؟
الأول حمل مجموعات من الأوراد ليضعها في محطة القطارات التي فجرتها عصابات الإرهاب، في 11 آذار في مدريد، في عملية جبانة، كتعبير عن حزنه (!) و كمساندة للشعب الأسباني في محنته، و بعمله هذا يستطيع خداع الرأي العام الأسباني ليبعد نظره عما يقوم به جيشه ضد الفلسطينيين.
إن عصابات تجارة الحشيش و المخدرات الأخرى هي التي قامت بعملية الغدر و الإجرام و التي ذهب ضحيتها مائتي شخص بين أسبان و أجانب، من العمال و الطلاب، و بينهم نساء و أطفال. إن هذه العصابات تتخذ من الإسلام واجهة لها لكي تعطي للناس رؤية عن أن الإسلام هو دين القتل و الذبح و التفجير. و يردد هؤلاء المجرمون: اقتلوهم أينما وجدتموهم.
وصل الأول الإسرائيلي في نفس اليوم الذي قامت به حكومته بقتل أكثر من عشرين من المتظاهرين في فلسطين بواسطة قذائف أطلقتها طائرات أمريكية الصنع.
و وصل الثاني الفلسطيني و هو يطالب بإعادة خريطة الطريق الأمريكية لحل مشكلته العويصة.
الثاني، الرئيس الفلسطيني، و رئيس الوزراء الأسباني نددا بالعملية الإجرامية الأخيرة، لا النهائية، التي قامت بها إسرائيل. و لم يندد واحد منهما يوما بعمليات تفجير الشعب العراقي بأيدي نفس عصابات مدريد الأعرابية، بينها أيادي فلسطينية كثيرة.
الرئيس الأسباني يطالب خروج الأمريكان من العراق، في هذا الوقت بالذات، أي في أيام الحرب و عدم الإستقرار، و لا يتفوه بكلمة واحدة لكي يطالب بها خروج القوات الأمريكية من قواعدها في أسبانيا، و اليوم أسبانيا تتمتع بسلام و استقرار، ولا أجد عضوا من الحزب الاشتراكي يتظاهر مطالبا بخروج الأمريكان من بلاده، على الرغم من وجود تنظيمات أخرى تطالب إغلاق القواعد الأمريكية. فهل أنهم حقا بحاجة الى وجود قوات أمريكية؟ أم أن الدولارات الأمريكية تمنعهم من ذلك؟ أم أن الآلاف من أبناء الشعب الأسباني يشتغلون في هذه القواعد؟
تعودنا أيضا على رؤية كثير من قياديي الحزب الاشتراكي و هم يزورون إسرائيل ليعبروا عن دعمهم لها، في سرائها و في ضرائها، في أفراحها و في أحزانها، و كإثبات على ذلك نجدهم و قد و ضعوا الطاقية الإسرائيلية على رؤوسهم. و قد يتذكر من رأى زيارة رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق، فيليبي غونثالث، و هو يلبس الطاقية الإسرائيلية أثناء مراسيم دفن رابين.
استلم الاشتراكيون الأسبان الحكم ثانية بعد حصولهم على أصوات جعلتهم في المركز الأول بعد الإنتخابات التي جرت في الرابع عشر من آذار الماضي، و كانت العمليات الإجرامية بتفجير قطارات مدريد في الحادي عشر من آذار السابق قد أثرت تأثيرا مباشرا و فعال في فوز الاشتراكيين.
لقد نجح الإرهاب في إيصال الاشتراكيين إلى سدة الحكم الأسباني مرة ثانية و استلم الاشتراكيون الحكم و لم يكونوا يتوقعون استلامه، و جاءتهم هذه النعمة على أيدي الإرهابيين.
كانت إحدى نقاط برنامج الحزب الاشتراكي الأسباني هو إرجاع القوات الأسبانية من العراق بعد الثلاثين من حزيران القادم في حالة عدم استلام الأمم المتحدة المسئولية في العراق، أي أنهم لم يكونوا يفكرون الخروج من العراق في حالة وجود الأمم المتحدة!
و لكنه ، و بعد تفجير القطارات في مدريد فإن الحزب الاشتراكي قد قرر مفاجئة سحب القوات الأسبانية، مما يعني أن هذا الموقف هو انهزام في أيام الحرب و أمام تهديدات عصابات الإرهاب.
لقد أعطى الاشتراكيون الأسبان بموقفهم هذا دعما واضحا للإرهاب و إشارة إليهم بأنهم، أي الإرهابيين، أقوى من الاشتراكيين، و بإمكان الإرهابيين القيام بأعمال تفجيرات مشابهة لإرغام الحكومات الأوربية تغيير مواقفها.
لم يندد الاشتراكيون الأسبان يوما بما قامت به عصابات صدام الدموية، و ما تقوم به اليوم، بل على العكس فإنهم في زمنهم الأول، في الثمانينات كانوا يصدرون الى العراق مكونات غاز الخردل ، من مصانعهم في مدينة بلباو في شمال أسبانيا.

محيي هادي
[email protected]
ايار 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية