الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبوة السياب !!

امنة محمد باقر

2009 / 9 / 7
الادب والفن


السياب نبي العراق .... قيل قد بعث لنا نبي من جديد ، فقلت استغفر الله رب العالمين!
قال لي اخي : اتعلمين ان السياب وصل الى مرتبة النبوة ، ولكن لانبي بعد محمد !!
قلت : كفاك من هذا الهراء المجازي !!
قال هو بالفعل نبي : وعليك ان تعلمي ذلك قبل ان تموتي !! لكي لاتموتي بنصف ايمان قلت : السياب هو عيناك غابتا نخيل ساعة السحر !
قال : والسياب هو نبي من نوع خاص، النبي الذي تحدث عن اخبار اخر الزمان في العراق !
لقد تنبأ بالحصار : وتنبأ بالحروب الطائفية ، وتنبأ بهجرة العراقيين ، وتنبأ بخراب بغداد!
قلت : وكيف ذلك ! قال فوضت اليك مسألة البحث !
فشعرت بأنه تحدى كرامة المرأة التي احمل ، وذهبت الى كازينو العشار ، لم يكن هنالك من احد ، ولكني رأيت رجلا يجلس وامامه اقداح !!
فصاح علي من بعيد :
مقلتاك تطيفان بي مع المطر !!
فقلت من انت : قال :
هذا انا لم ادع في الناس من سبب لم اقتحمه وشحت كل اسبابي
النجم في شفتي ، لم ار شفة الا مخضبة تهوي بأكوابي !
قلت : مااسمك : قال عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
قلت اذن انت هو !!
اني امرأة مشغولة جداً وجئت التقيك على عجالة ، فافضي بما لديك !!
وبعد ان احتسى حضرته فنجانا من القهوة البصراوية !
قلت له ياعراب اهل العراق ، كيف عرفت بالحصار ؟
قال : " مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وفي العِرَاقِ جُوع !
وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء
تَغِيمُ في الشِّتَاء
وَيَهْطُل المَطَر ،
وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .
مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،

وكيف عرفت بنازحي اهل العراق ؟ قال :
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،
عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :
" مَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...
وفي العِرَاقِ جُوعْ
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ
ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر ...

فقلت له : وهل عرفت باليتم والارامل :
قال : كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :
بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛

قلت وهل تعلم متى ينسحب الاميركان من العراق :
قال : أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .

قلت له وهل تعلم اي نوع من السياسيين سيحكمنا :
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ
من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .
وأسمعُ الصَّدَى
يرنُّ في الخليج
" مطر .
مطر ..
مطر ...
وهل سنخلص من بعض السياسيين المتشبهين بصدام في الانتخابات القادمة ؟
في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
قلت له وكيف تنبأت بحرب الشوارع ، قال :
الموت في الشوارع
و العقم في المزارع
و كل ما نحبّه يموت
الماء قيّدوه في البيوت
و ألهث الجداول الجفاف
هم التتار أقبلوا ففي المدى رعاف
و شمسنا دم و زادنا دم على الصّحاف


قلت له : وكيف عرفت بظهور الارهاب في العراق :
قال : محمد اليتيم أحرقوه فالمساء

يضيء من حريقه و فارت الدماء
من قدميه من يديه من عيونه
و أحرق الإله في جفونه
محمّد النبيّ في حراء قيّدوه
فسمّر النهار حيث سمّروه
غدا سيصلب المسيح في العراق
ستأكل الكلاب من دم البراق

قلت له : وهل علمت بمقتل النساء : قال :
يولد قابيل لكي ينتزع الحياة

من رحم الأرض و من منابع المياه

فيظلم الغد

و تجهض النساء في المجازر

و يرقص اللهيب في البيادر

و يهلك المسيح قبل العازر

مدينة الرصاص و الصخور

أمس أزيح من مداها فارس النّحاس

أمس أزيح فارس الحجر

فران في سمائها النعاس

و رنق الضجر

و جال في الدروب فارس من البشر

يقتل النساء

و يصبغ المهود بالدماء

و يلعن القضاء و القدر

وكيف علمت بخراب بغداد : قال :
كأن بابل القديمة المسوّرة
تعود من جديد
قبابها الطوال من حديد
يدق فيها جرس كأنّ مقبره
تئن فيه و السماء ساح مجزره
جنانها المعلقات زرعها الرؤوس
تجرها قواطع الفؤوس
و تنقر الغربان من عيونها
و تغرب الشموس
وراء شعرها الخصيب في غصونها
أهذه مدينتي ؟ أهذه الطلول
خطّ عليها عاشت الحياة
من دم قتلاها فلا إله
فيها و لا ماء و لا حقول
أهذه مدينتي ؟ خناجر التتر
تغمد فوق بابها و تلهث الفلاه
حول دروبها و لا تزورها القمر
أهذه مدينتي أهذه الحفر
و هذه العظام
يطلّ من بيوتها الظلام
و تصبغ الدماء بالقتام
لكي تضيع لا يراها قاطع الأثر
أهذه مدينتي جريحة القباب
فيها يهوذا أحمر الثياب
يسلّط الكلاب
على مهود إخوتي الصغار و البيوت
تأكل من لحومهم و في القرى تموت
عشتار عطشى ليس في جبينها زهر
و في يديها سلة ثمار حجر
ترجم كل زوجة به و للنخيل
في شطّها عويل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل