الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفعة مزدوجة من الليكود لشارون وبوش !!!

محمد بسام جودة

2004 / 5 / 22
القضية الفلسطينية


الأقوال التي أدلي بها رئيس الوزراء الإسرائيلي (آرئيل شارون) أمام الكنيست يوم الخميس الماضي، باعتبار ما تم التوصل إليه مع الرئيس (بوش)، إنجازا تاريخيا غير مسبوق لإسرائيل منذ إقامة الدولة العبرية، ومع خطورة هذا الإنجاز بالنسبة للفلسطينيين، فإن شارون استغل هذا الإنجاز للضغط علي أعضاء حزبه (الليكود)، حيث أثار آخر استطلاع للرأي العام في صفوف هذا الحزب، بأن الهوة الواسعة التي كانت قائمة بين المؤيدين لخطة (شارون) للفصل وبين المعارضين له قد تقلصت، إذ تبين أن 44% يؤيد الخطة مقابل 40% يعارضونها، مما أشعل الضوء الأحمر لدي (شارون)، حيث أعد لنفسه مبررا للتراجع عن ما سيسفر عنه الاستفتاء إن لم يكن لصالح خطته، حين قال أمام الكنيست، بأن عملية الاستفتاء هي عملية أخلاقية وليست قانونية، وأنه سيتوجه للكنيست للمصادقة علي خطته، إذ من المعروف أن هناك أغلبية لصالح الخطة، قبل طرح الموضوع علي مجلس الوزراء، الذي لم يجر أي نقاش حول خطة الفصل حتي اليوم، لكن الملفت للنظر، أن عددا من وزراء (الليكود) مثل بنيامين نتنياهو، ومئير شطريت، وليمور لبنات، وحتي وزير الخارجية سلفان شالوم، الذين كانوا يعارضون خطة الفصل، أعلنوا عن موافقتهم علي الخطة، وبينما كان من المتوقع أن يؤدي هذا التأييد إلي تأييد جارف بين أعضاء (الليكود) في الاستفتاء، حصل عكس ما كان متوقعا وتراجع التأييد للخطة كما اسلفنا، وقد فسر المعلقون الإسرائيليون بأن من أهم أسباب هذا التراجع، الانطباع الذي ساد أعضاء الحزب بأن تأييد اليسار الإسرائيلي لخطة شارون، سببه تبني وجهة نظر اليسار، إضافة الي أن التحول في مواقف هؤلاء الوزراء، ناجم عن مصالح شخصية ذاتية، فالكل يركض للمحافظة علي منصبه الوزاري، مما أدي الي نتائج عكسية.

حيث سجل الليكود أبان التصويت والاستفتاء علي خطة الانسحاب الاحادي هدفا استثنائيا في مرماه بهزيمة خطة زعيمه أرييل شارون للفصل عن الفلسطينيين.
ووجه بذلك صفعة قوية ليس فقط للخطة وإنما كذلك للرئيس الأميركي جورج بوش الذي قدم لها > التي تجرد الفلسطينيين من كثير من حقوقهم.
وفي انتظار الموقف الذي سيتخذه رئيس الحكومة الصهيونية يبدو أن شارون يواجه وضعا جديدا عليه الاختيار فيه بين أن يكون رئيس حكومة من دون برنامج أو رئيس حكومة من دون حزب، وفي كل الأحوال لم تبد الفرحة على المعارضين الذين أدركوا متأخرين المعنى الحقيقي لهزيمة شارون.
وإذا كان ثمة من معنى لنتائج الاستفتاء على صعيد شارون فإنه تبديد لهيبته ولرصيده الوحيد الذي يتلخص بصورته الشخص الوحيد القادر على هزيمة العرب وتفكيك المستوطنات والانفصال عن الفلسطينيين وجلب إدارة بوش إلى المربع "الإسرائيلي".
وقد فقد شارون عمليا ذلك كله في عقر داره الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة على موقف الرئيس الأميركي منه.
شارون هزم مرتين: مرة من اولئك الذين توجهوا الي صناديق الاقتراع، والمرة الاخري من اولئك الذين لم يكلفوا انفسهم عناء ذلك. الهزيمة الثانية اكثر ايلاما: فهي تدل علي ان السياسة قد ملها ليس فقط الجمهور الغفير، بل ايضا اولئك الذين يحملون في جيوبهم بطاقات العضوية الحزبية.

إن دعوة (بوش) المجتمع الدولي لتبني خطة الفصل، بدلا من أن يدعو لتنفيذ القرارت الدولية، و(خارطة الطريق) وامتداحه لشارون، داعيا العالم لتقديم الشكر له لبدئه في مسيرة سياسية تؤدي الي إقامة دولة فلسطينية، هي أقوال نفاق لا أساس لها، فأوروبا رفضت بقوة أي تغيير علي حدود عام 1967، وتؤكد أهمية احترام القرارات الدولية، وهذه صفعة لتعهدات ودعوة (بوش) للمجتمع الدولي بتبني خطة الفصل الأحادي من دون اتفاق مع الجانب الفلسطيني صاحب الشأن، فتأييد أمريكا لخطة (شارون) يتعارض مع مبادئ عملية السلام بل أن هذه الخطة ضمانة لاستمرار الصراع، (فشارون) وبدعم من (بوش) يريد فرض حله بالإكراه، وبقوة الغطرسة للجيش الاسرائيلي ، فمثل هذا الحل لن يكتب له النجاح.

(شارون) استغل وضع (بوش) البائس والذي أصلا يتفق مع (شارون) في توجهاته، لانتزاع تعهدات غير ملزمة فلسطينيا لصالح إسرائيل، فرأس (بوش) المنشغل في العراق وفي عودته لولاية ثانية أفقدته صوابه، حتي أن (شارون) تخلي عن تعهداته لبوش، بالنسبة للرئيس عرفات في عدم التعرض له وإيذائه وقد فشلت الخارجية الأمريكية في محاولتها التقليل من أصداء التعهدات الأمريكية لإسرائيل، رغم تسريبات عن وجود ملاحق سرية لم يكشف عنها، تحد من هذه التعهدات والالتزامات نحو إسرائيل، فلماذا يصفون إخلاء قطاع غزة بالتاريخية، مع أن إسرائيل كانت دائما تريد التخلص من القطاع، وتدفع الثمن ولا تطالب بثمن لمثل هذا الانسحاب.

في هذه الأيام التي تخلّد فيه إسرائيل ذكري المحارق والغيتوات في أوروبا، فإنها تريد وضع الفلسطينيين في غيتوات إسرائيلية، وبدلا من أن تكون ما تسميه بالكارثة التي حلت بيهود أوروبا درسا للاستفادة منه، فإنها تطبق ما حل بها من إبادة وكوارث بذبح الشعب الفلسطيني، علي مرأي ومسمع العالم، وخاصة أمريكا، فهذه صورة حالتنا وما يسعي إليه (شارون)، ومع ذلك فإننا لسنا وحدنا في أزمة ومأزق، فشارون وإسرائيل في نفس الأزمة والمأزق ويبقي الصراع مفتوحا علي مصراعيه حتي يتحقق السلام العادل الذي طال انتظاره علي مر السنوات العجاف التي عايشها الشعب الفلسطيني علي أرضه ، وهو يجابه وحده اعتي آليات البطش والقتل والدمار الوحشية في هذا العالم ، لنيل حقوقه الوطنية والشرعية في الحرية والاستقلال الوطني الفلسطيني ، رغم حالات الصمت والسكون والتخاذل التي حلت بحكومات العرب وأتباعهم الذين إن صح أن نقول لهم بعد هذا كله القول المأثور : عظم الله أجركم ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على