الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحو ثقافة عراقية
حذام يوسف طاهر
2009 / 9 / 8الادب والفن
ضمن مرحلة مابعد التغيير ، تنفس المثقف العراقي الصعداء وإستبشر خيرا بالآتي ، حيث الديمقراطية وحرية الرأي في صحافة مفتوحة فكان أن دخلت الثقافة العراقية مرحلة خطيرة إذا جاز التعبير ، فحرية الرأي ، بل أية حرية في أي موضوع إن لم تكن وفق ضوبط تتحول الى فوضى وهذا ماكان فالفوضى التي إقتحمت البلاد في السنوات الاولى بعد التغيير شملت أيضا الساحة الثقافية فتأسست الكثير من المنتديات والجمعيات التي تسعى الان لتكون لسانا للمثقف العراقي ، وحاولت بعض المؤسسات الثقافية منافسة إتحاد الادباء العريق الذي حافظ على بنامجه الثقافي رغم قسوة الظروف وعنف الشارع العراقي ، وبعض من هذ المنتديات والجمعيات كان هدفها (تجاريا) للاسف ، وكانت تؤطر نشاطها بإطار الثقافة بحثا عن الدعم المادي ، فعند متابعتنا لتلك الانشطة والبرامج والخطط الخاصة بتلك المنتديات وبحكم عملي كإعلامية ومتابعة ، وجدت هناك عملية تشبه عملية (الاستنساخ ) ، مابين تلك الجمعيات ، وهناك شبه يكاد يكون مئة بالمئة لما معمول على مدار الاسبوع فالوجوه هي ذاتها التي تنتقل من هذا المكان الى ذاك ، سواء كانوا أدباء او إعلاميين أو متابعين ، ومن يحتفى به هنا يعاد نسخ جلسته هناك وهكذا ، ومالاحظته أيضا هي حتى طريقة إدارة الجلسات تتشابه مع إختلاف إسلوب الشاعر عن الصحفي في إدارة الجلسة ، الا عن البرنامج يبقى ذاته .
وهنا تستوقفني عدة أمور ، وتقفو الى ذهني مجموعة من الاسئلة ، مثلا لماذا لاتتحد هذه المنتديات والروابط الثقافية؟ لاسيما عن الهدف واحد هو ( خدمة الثقافة العراقية) أو على الاقل هذا ماتورج له .. طيب لماذا لاتتميز هذه الجمعية عن تلك في اهدافها وطريقة طرحها لبرنامجها الثقافي؟ ، وللتاريخ هنا أقول إن جمعية الثقافة للجميع وبحكم قربي من نشاطاتهم لو يحصروا هذا النشاط بالجلسات الاسبوعية الثقافية ، بل توسعت نشاطاتهم لتشمل الطبقة اليرة من المواطنين العراقيين وكانت لهم الاقرب من خلال دوراتها التي أقامتها في أكثر من قاطع وفي مختلف النشاطات الخدمية والتعليمية ، وربما هي أول جمعية تقوم بتكريم الاحياء من الرموز الابداعية بعد أن دأبنا سنينا طوال على الاحتفاء بالاموات !
واعود الى الساحة الثقافية العراقية وإنشطار الجمعيات التي تأسست الى دمعيات أصغر ، ومع هذا الكم الهائل من الجمعيات الثقافية مازالت المادة الثقافية المطروحة على طاولة تلك الجلسات فقيرة ، ونسبة كبيرة منها بنيت على المجاملة والعلاقات ( الاخوانيات) لدرجة تشعر معها إن الحركة النقدية في العراق نحو الاندار وبشكل يدعو الى القلق ، لو ألقت هذه العلاقات بظلالها على الروابط الثقافية والتي يقينا ستفقدنا النقاد الحقيقيين الذين يشخصون الخلل لاجل الاصلاح ويرفعون من شأن الاعمال الابداعية التي تستحق ان تأخذ مساحتها في واقع القراءة النقدية ، في حين ظل الكثير من المبدعين يراقبون المشهد ، إنتظارا لإكتمال لوحة المشهد الثقافي المغاير .
وحتى لاأبتعد عن موضوع التغيير ثقافيا ، ولكي لانظلم من إشتغل بجد على هذا الموضوع ، أقول الحركة الثقافية في العراق تمر بمرحلة (النقاهة) فقط تحتاج الى عملية غربلة حقيقية لتشخيص مواطن الخلل وإصلاحه إن أمكن ذلك ، ولاتقوم بدور المتفرج بإنتظار إسدال الستار ، بل تتحرك لتفتح الستار على مشهد ثقافية نقي يستحقه المثقف العراقي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - موضوع رائع
عبد الوهاب المطلبي
(
2009 / 9 / 8 - 20:30
)
الاخت حذام الموقرة
ارق التحايا
موضوع رائع ويحتاج الى المزيد من البحث
مودتي
.. فيلم التدريب.. ا?حتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ 73
.. ريا العاني .. حكاية الإبداع والمثابرة والبصمة الفنية المعمار
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم تسجيلي يوضح أحدث أجهزة الشرطة لمواج
.. فيلم التدريب..فى إطار إحتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة ال
.. لقاء خاص مع الفنان مدحت صالح أثناء احتفالية عيد الشرطة الـ 7