الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأطفال هدف مرغوب للعدوان؟!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2004 / 5 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الأطفال هدف مرغوب للعدوان؟!
الدكتور حسن ميّ النوراني
صعد الطفل أحمد إلى سطح منزل عائلته في حي تل السلطان برفح لينقذ حمامامته من نيران تطلقها قوات الاحتلال في كل صوب.. لحقته شقيقته أسماء التي تكبرة بسنتين.. أسماء التي تعشق أحمد اندفعت بإحساس في داخلها قال لها: لا تتركيه يصعد لربه وحيدا.. رصاص الاحتلال الغاشم انطلقت بقوة الظلام الحاقد المشحونة به نحو الصغيرين.. معا صعدت روحاهما نحو بارئهما وأحمد يحضن حماماته.. هل كان أحمد وأسماء "إرهابيين" أيضا؟! طفل في الثالثة عشرة من عمره يخاطر بحياته لإنقاذ حماماته من رصاص طائش فيقتله الرصاص هو شهيد حب واسع لا تفقهه قوة الظلام!!
"حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل" رددت أم الشهيدين الطفلين وقلبها يتفطر عذابا: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يرانا ولا يقدم لنا المساعدة وهو يستطيع ذلك"..
أم الشهيدين سرية المغير -43 عاما – وصفت لحظة فجيعتها بطفليها، قالت: "ذلك حدث و كأنه حلم. لقد مر كل شيء بسرعة، كنا نجلس في الطابق الأرضي نتناول الفطور وما أن انتهينا من تناوله حتى وقف احمد وقال.. أريد أن اطلع إلى سطح البيت لأنقذ الحمام .. لقد كان مغرما بحماماته التي تسكن فوق السطوح في قفص أعده الوالد لابنه"..
وأضافت "ثم تبعته أسماء التي قالت أنها ستصعد لجمع الغسيل المنشور فوق سطح البيت، وخرجا من باب البيت إلى السطح وما هي إلا دقيقة حتى سمعنا دوي إطلاق نار كثيف شعرنا به كما لو كان داخل منزلنا، فهرعت إلى السطح لأجد احمد وأسماء ممدين على الأرض والدماء تنزف منها".
انهمرت الدموع وتوقف لسان الأم عن الحديث.. صمتت لحظات ووجها يعكس المأساة التي فجرتها قوات الاحتلال في قلوب الأمهات والآباء.. ثم تمتمت: "حسبي الله ونعم الوكيل، احتسبهم عند الله شهداء!!"..
والدهما محمد المغير -45 عاما – وصف ابنته الشهيدة أسماء الطالبة في الصف الأول الثانوي في مدرسة القادسية الثانوية للبنات، بأنها كانت من الطالبات المتوفقات جدا، وأنها كانت تحفظ نصف القرآن الكريم. أما احمد فكان طالبا في الصف الأول الإعدادي في مدرسة العامرية الإعدادية في مدينة فح وكان يعشق تربية الحمام.. لكن العدوان لا يهدأ له بال إذا كان بين الشعب الفلسطيني طفلة متفوقة وشقيق لها يعشق الحمام.. رمز السلام.. لذا؛ كان لا بد من قتلهما؟! هذا قانون الجور.. قانون الحقد الظلوم!!
تساءل الأب: "هل أصبح عشق الحمام جريمة يدفع الأطفال حياتهم ثمنا لها.. لا يوجد ظلم أكثر مما نعيش فيه الآن"..
قال شقيق الطفلين الأكبر علي: "لقد صعقت حينما رأيت أسماء واحمد على الأرض والدماء تنزف منهما. لم نستطع إنقاذهما وهم (الجيش) لم يسمحوا لأحد بالدخول إلينا لإنقاذهما.. لماذا يستبيحون دمنا بهذه الطريقة البشعة؟ لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا مات طفل إسرائيلي في حين لا أحد يتحرك إذا مات مائتي طفل فلسطيني دفعة واحدة؟!"..
عم الشهيدين، علي المغير قال:"الوضع في منزل الشهيدين الطفلين صعب جدا فليس من السهل على الإنسان أن يفقد اثنين من أولاده دفعة واحدة. لقد كانا من أحب الأطفال إلى والديهما وأعمامهما بسبب خفة الظل التي كانا يتمتعان بها والذكاء الذي كانت تتمتع به أسماء بالتحديد".
وتابع: " كل شيء هنا بات لا طعم له ولا معنى.. أتمنى أن يلهم آخى وزوجته الصبر والسلوان وتحمل المصيبة التي ألمت بها.. كيف يعقل أن يكون الإنسان جالس مع أهله وفى اقل من دقيقة يفقدهم" .
والد الشهيدين قال وهو يذرف الدموع الحارة إن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنزل لنقل جثماني طفليه الشهيدين, وأضاف أن لديه 9 أطفال يعيشون جميعا مع بقية أفراد العائلة في غرفة واحدة، وقال: "قطعت قوات الاحتلال عنا الماء والكهرباء"!!
الأطفال هدف مرغوب للعدوان؟! لذا، قصفت القوات الإسرائيلية تظاهرة سلمية في رفح أكثر المشاركين فيها كانوا من أطفال المدارس، فقتلت وجرحت العشرات منه.. ما ذنبهم؟ خرجوا يساندون أهاليهم المحاصرين في تل السلطان بالصوت وحده لا بسلاح ولا بدبابات وطائرات تقذف الصواريخ؟!
قوات الاحتلال قتلت الطفل صابر أبو لبدة -13 عاما – في تل السلطان أيضا عندما خرج مع شقيقيه الخارجين انصياعا لأوامر الجيش الإسرائيلي لمواطني تل السلطان بالخروج من منازلهم والتجمع في مكان حددته لهم قوات الاحتلال في الحي المنكوب بها!!
استشهد في العدوان الإسرائيلي الأخير على رفح 56 مواطنا منهم 22 طفلا.. استشهد بعض الأطفال وهم يبحثون عن ماء بعدما جفت خزانات المياه في منازلهم المحاصرة بدبابات وطائرات العدوان!!
قتلت قوات الاحتلال أيضا المواطن محمد عبد الله أبو ناصر، الذي خرج من منزله تحت تهديدات الجيش الغازي لمواطني تل السلطان بالخروج من منازلهم . سقط الشهيد أبو ناصر على الأرض مضرجا بدمائه, والقناصة الإسرائيليون يمنعون أي أحد يحاول الاقتراب منه لإسعافه فنزف حتى مات!!
جريمة القوات المعتدية امتدت إلى خزانات المياه في تل السلطان.. قال المواطنون إن قوات الاحتلال تتعمد إطلاق النار على خزانات المياه الموجودة على أسطح المنازل، فسال ماء الشرب منها كما سالت دماء الشهداء قوات الاحتلال دمرت مرافق البنى التحتية في الحي المنكوب، بما في ذلك، شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف.
وذكر مواطن أن مخزونه من المياه نفد بعد أن أطلقت قوات الاحتلال نيرانها صوب خزانات مياهه فسال ما بها
وتسلل مواطن آخر من فتحة ثقبها في الجدار الفاصل بين بيته وبيت جار له ليطلب القليل من الماء لأطفاله بعد أن سال الماء من خزاناته..
وقالت أم محمد العابد أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلهم في الساعة الثالثة فجرا وأرغمت جميع من في المنزل على التجمع في غرفة واحدة . وأضافت وهي تنتحب: "منعنا الجنود الإسرائيليون من الحركة والتنقل داخل المنزل ولا يوجد طعام لدينا والأطفال غير قادرين على الذهاب إلى الحمام و قضاء حاجتهم أو الحصول على المياه".
وأكد حسني زعرب رئيس بلدية رفح أن آبار المياه التي تزود المواطنين في رفح المحاصرة ومحطة الصرف الصحي قد توقفت عن العمل وأن المياه انقطعت عن المدينة.
وأضاف زعرب أن تلك الآبار والمحطة توجد في حي تل السلطان المحاصر، وقد نفذت الوقود التي تقوم بتشغيلها وحصل فيها خلل فني ولا يمكن لأحد الوصل إليها من اجل إصلاحها بسبب كثافة نيران الاحتلال.
ومنعت قوات الاحتلال، سيارات الإسعاف من الوصول إلى حي تل السلطان، لإنقاذ طفلة مصابة.
وأفاد شهود عيان من الحي أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارة الإسعاف، التي توجهت لإسعاف الطفلة التي أصيبت برصاص قناص إسرائيلي ومنعتها من دخول الحي.
وكانت الطفلة الصغيرة أصيبت برصاص القناص الإسرائيلي عندما خرجت للوقوف أمام منزلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المنتخب الإنكليزي يعود من بعيد ويتأهل لربع نهائي مسابقة أمم


.. أسير محرر يتفاجأ باستشهاد 24 فردا من أسرته في غزة بعد خروجه




.. نتنياهو في مواجهة الجميع.. تحركات للمعارضة الإسرائيلية تهدف


.. أقصى اليمين في فرنسا يتصدر الجولة الأولى للانتخابات التشريعي




.. الغزواني يتصدر انتخابات موريتانيا