الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يا سيدي الكريم؟

سعدون محسن ضمد

2009 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سيدي الناخب المحترم.. من خلال مراقبة طبيعة التحالفات والإئتلافات التي تجري خلال هذه الأيام تستطيع أن تلاحظ أن الاصطفافات الطائفية والقومية يجري فرضها عليك بالقوة، بمعنى أنك ستجر جراً للانتخاب بحسب ميولك الطائفية أو القومية لأن التحالفات القديمة، وكما يبدو إلى الآن، لم تجر عليها إلا عمليات تجميل لا تنطلي إلا على المغفلين. هذا من جهة، ومن جهة أخطر، فإن الذي يجري العمل عليه الآن هو الإبقاء على نفس الوجوه (الفاشلة). فبين الجالسين على مقاعد مجلس النواب الآن مصالح مشتركة ستجعلهم يتضامنون إلى درجة كبيرة وسيقاتلون بوحشية من أجل البقاء.
من هنا يجب عليك أن تنظر في سلة خياراتك لتبحث عن بدائل تستطيع أن تنجيك من الفخ المنصوب على طريقك.. ولا اعتقد بأنني أكشف سراً إذا قلت لك بأن هذا الفخ خطير إلى حد بعيد. فالطائفية هي العباءة التي مُرر تحت سوادها جميع جرائم الإرهاب والفساد. ومن تحت سوادها المشؤوم تمكن جمع من المشبوهين والعملاء وغير الكفوئين من التسلل لأهم مراكز القرار وفي جميع السلطات، التشريعية والقضائية والتنفيذية. ولأثبت لك بأن شعارات الطائفية مهلهلة لدرجة لا ينخدع بها إلا المغفلون سأسرد عليك هذه الحكاية.
أنا يا سيدي الكريم من أبناء مدينة الصدر، وهي كما تعلم مدينة (شيعية) كان يسيطر عليها التيار الصدري، ومنذ أن نبتت شجرة الطائفية بعد 2003 وتبرعم فيها غصن المحاصصة، ومفاصل المسؤولية في هذه المدينة تكاد أن تكون حكراً على أبناء هذا التيار، مثل الصحة والأشغال والبلديات ومشاريع الاعمار، ولهذا السبب فانك عندما تتجول الآن في هذه المدينة فستجد بأن أنسب أسم يليق بها هو مدينة الغبار، أو مدينة الأنقاض والأوساخ، أو مدينة الأوبئة والأمراض، وما إلى ذلك. هذا إذا تساهلت مع مفهوم المدينة ورضيت بأن ينطبق عليها، وإلا فهي إلى مفهوم القرية أقرب.
نفس الأمر ينطبق على المدن التي كان يسيطر عليها المجلس الاعلى اوحزب الدعوة اوالحزب الاسلامي وغيرها من الاحزاب والتيارات.. وقبل أيام كنت في مركز محافظة المثنى، فلم أجده يرتقي لمستوى مركز قضاء أو ناحية، وسألت نفسي حينها وبحرقة: لماذا؟ ولم أجد الجواب طبعاً، أتدري لماذا يا سيدي الناخب؟ لأن المسيطرين على مجلس هذه المحافظة هم المولودون من رحم الطائفية، التي هي رحم مشوهة، ولا تنجب إلا أشباه البشر. وحتى لا يتوجه كلامي لمحافظة واحدة أو جهة بعينها، أدعوك مخلصاً لزيارة محافظة ميسان، أو الأنبار، أو ديالى، أو ذي قار أو صلاح الدين أو الموصل... الخ. ثم اسأل نفسك ماذا قدم قباطنة سفن الطائفية لهذه المحافظات غير الخراب والتخلف والفشل.
الطائفية ببساطة تعني أننا نمنح ثقتنا لابن طائفتنا، ومهما كان مغفلاً أو فاسداً، ونحجبها عن ابن الطائفة الأخرى ومهما كان كفوءاً أو نزيهاً. وهذا منطق متخلف إلى أبعد الحدود؛ لأن وزير الكهرباء إذا كان نزيهاً وكفوءاً فإنه لن يستطيع أن يعطي الكهرباء لأبناء طائفته فقط. أما إذا كان فاسداً أو فاشلاً فإنه سيقطع الكهرباء عنا جميعاً، القضية بالغة البساطة يا سيدي الناخب الكريم.. فلماذا لم تستطع أن تتعامل معها بحزم إلى الآن!!؟
ستسألني عن الحلول، وسأقول لك: بالتأكيد الوضع معقد والفخ محكم، لكن لم تزل هناك خيارات متاحة وزمن المناورة لم ينقض تماماً، أمامك على الأقل إعلان موقفك من الاصطفاف الطائفي، وبشتى الطرق، بدأ بالتظاهرات وانتهاء بإعلان العصيان المدني.. على الشعب الذي يتعرض إلى الموت يومياً أن يدافع عن نفسه بقوة، وإلا سيكون أشبه شي بقطيع الغنم الرابض في مسلخ أحمر وينتظر ببرود عملية سلخه. هناك أيضاً خيار مقاطعة الانتخابات، أو التهديد بمقاطعتها في حال بقيت التحالفات هي التحالفات والوجوه هي الوجوه والفشل والفساد والدمار هو هو.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام والرحمة
اشراق محسن الجعفري ( 2009 / 9 / 9 - 18:55 )
استاذي العزيز سعدون السلام والتحية من الله عليك اود ان اتابع مقالاتك دائما لان فيها مايشفي صدري من الذي يحصل في هذا البلد الجريح وتمنيت وانا اقراء المقال لو ان نصف وليس اغلب العراقيين يفهمون ويعرفون معنى هذا الحديث الذي تقوله لكان الامر اختلف ربما فكل العراقيين وليس الشيعة فقط تتبع الاحزاب الطائفية ويجهلون حقيقة هذه الاحزاب فبماذا يفيد انتخاب هذه الجهة او تلك فالامر واحد ولا يوجد اي اختلاف بين هذه الجهة او تلك هم نفسهم المصطلحات فقط من يتغير والاسماء التي يطلقوها على انفسهم مازلت احلم ان توضع يد الله برحمته على هذا الشعب الجريح المضلوم وينقذه من هولاء الذين هم اشباه البشر
ادعو من الله الرحمن الرحيم ان يحفظك ويرعاك استاذي وشكرا لك لكل ماتبذله من اجل العراق ودمت بالف خير


2 - السلام والرحمة
اشراق محسن الجعفري ( 2009 / 9 / 9 - 19:08 )
استاذي العزيز سعدون السلام والتحية من الله عليك اود ان اتابع مقالاتك دائما لان فيها مايشفي صدري من الذي يحصل في هذا البلد الجريح وتمنيت وانا اقراء المقال لو ان نصف وليس اغلب العراقيين يفهمون ويعرفون معنى هذا الحديث الذي تقوله لكان الامر اختلف ربما فكل العراقيين وليس الشيعة فقط تتبع الاحزاب الطائفية ويجهلون حقيقة هذه الاحزاب فبماذا يفيد انتخاب هذه الجهة او تلك فالامر واحد ولا يوجد اي اختلاف بين هذه الجهة او تلك هم نفسهم المصطلحات فقط من يتغير والاسماء التي يطلقوها على انفسهم مازلت احلم ان توضع يد الله برحمته على هذا الشعب الجريح المضلوم وينقذه من هولاء الذين هم اشباه البشر
ادعو من الله الرحمن الرحيم ان يحفظك ويرعاك استاذي وشكرا لك لكل ماتبذله من اجل العراق ودمت بالف خير


3 - المقاطعة حل مطروح
الناصري كما يسمي نفسه ( 2009 / 9 / 10 - 14:54 )
المشكلة الرئيسية أن هذه الأحزاب والجهات السياسية لم تتقدم بخطوات حقيقية لما يرتقي بمستوى خدمة هذا الشعب، وإنما تقدموا في شيء رئيسي وهو أنهم فهموا اللعبة، وعرفوا ما هي الوسائل التي تخدعه وتجذبه نحو تحقيق أهدافهم الرخيصة. والمشكلة في الرأي العام العراقي أنه من السهل التلاعب به، والرأي الجمعي الجماهيري يصعد بكلمة وينزل بكلمة، أو قل يتغير بلحظة غير موضوعية. ولعل بعض الفضائيات قد استعدت من الآن لكسب موارد معتد بها إزاء ما سوف يبيعونه من البرامج الهابطة التي تتلاعب برأي الناخب في الأيام الأخيرة كما حصل في انتخابات سابقة.
والنضج الجماهيري الذي يُعول عليه للامساك بزمام الأمور وتفويت الفرصة على الوصوليين غير متوفر مع الأسف بالمستوى المطلوب، لأن هذا الشعب جديد مع التعاطي السياسي وفق معايير صحيحة. ويحتاج الأمر إلى عدة سنوات وأن يمر بعدة تجارب لتصقل من رؤيته السياسية الموضوعية الصحيحة، بعيداً عن الطائفية والأهواء والعاطفة.
قد يكون الحل في مقاطعة الانتخابات صحيحاً، عسى ولعل أن تفهم هذه الأحزاب والجهات السياسية في العراق أنها فاشلة ولا تمتلك الرؤية الصحية ومفتقرة إلى المصداقية. أما إذا شعر المواطن بضرورة الالتزام بالانتخابات بحسن نية، فإنه يشجع هؤلاء على الاستمرار بأساليبهم الرخيصة. والحال أ


4 - القطط السمان
سعدون محسن ضمد ( 2009 / 9 / 10 - 17:35 )
الاخت اشراق شكرا لدعواتك الكريمة وانا ايضاً اتمنى مثلك ان يفهم العراقيون اللعبة جيداً، لكن وكما ترين فان العراقيون تحولو بقدرة قادر الى شعب لا يرى الشمس وهي في كبد السماء، ربما لأن المحن تكاثرت عليهم، لا اعلم.. من جهة أخرى انا ايضا احلم مثلك بيد الرحمة الإلهية التي جافت هذا الشعب وتخلت عنه منذ فجر التاريخ وإلى الآن، نحن بحاجة ماسة للرحمة، لأن العراق تحول إلى محطة موت ليس الآن بل منذ ألأزل، وأنا لا اعرف سببا منطقيا يجعل العراق ساحة للحروب والصراعات الدموية وعلى مر العصور
شكرا لمرورك الجميل ودمتي بفرح ومحبة وسلام دائم.


صديقي العزيز الناصري
انت يا صديقي واقع في فخ احد هذه الاحزاب، وان كنت وكما اخبرتني قبل اشهر تحاول جاهدا الهرب من مصيرك هذا، لكن لا افشي سرا اذا قلت لك باننا جميعا بنحو او بآخر اشتركنا بصناعة فجيعة العراق، ونحن جميعاً بحاجة لصرخة عالية ومدوية نعلن بها برائتنا من كل ما يتسبب بالدمار، لعل هذه الصرخة تنفع في تطهيرنا جميعاً مما اقترفناه بحق انفسنا..
اتمنى ان تنجح بالخلاص وتنجو بجلدك من رصاص القتلة من حولك..
شكرا لمرورك الكريم وتعليقاتك الجميلة

اخر الافلام

.. كيف ردّ أسامة حمدان على سؤال CNN عن حالة باقي الرهائن الإسرا


.. حزب الله اللبناني..أسلحة جديدة في الميدان!




.. بـ-تجفيف القادة-.. إسرائيل في حرب غير مسبوقة مع حزب الله| #ا


.. فلسطينيون في غزة يحمّلون حماس مسؤولية جرّ القطاع إلى الحرب




.. الجيش الأميركي: تدمير زورق مسير وطائرة مسيرة تابعة للحوثيين|