الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علماني في وسط اسلامي اين المفر ...؟

مصطفى حقي

2009 / 9 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


النظرية بين الواقع والعاطفة تتباين صعوداً وهبوطاً ، كثير من المنظرين يتصدون لمسألة العلمانية والإسلام ويبنون أراءهم الغارقة في العاطفة والبعيدة عن الواقع ...؟ كيف لمسلم ثقافته علمانية ويعيش بين المسلمين من زوجة وأولاد وأقرباء وجوار وأصدقاء كلهم مسلمين ، أن يقف ويقول أنا لست مسلم لأني علماني واتبعوني ...! ويسأل آخر ...: طيب ماذا يمكنك أن تفعل في هكذا وسط يكفر العلمانية بمجرد الذكر ...؟ والرد .. أن العلمانية ليس قتال بل هو إفهام ، هو رقي ثقافي بمفهوم إنساني هو لايعادي الأديان هو يحث على العدالة الاجتماعية ومساواة كافة أفراد الوطن الواحد في الحقوق والواجبات وبمعزل عن دينه وقوميته ولونه .. العلمانية تعني الحرية في إبداء الرأي والمعتقد واحترام والاعتراف بالآخر ..ونبذ الطائفية البغيضة في الدين الواحد والتوحد في ظلال مواطنة الأرض الأم ... العلماني لا يرفع سيفاً بل يشرع قلمه ويحاور بديمقراطية ... ميدان الفكر العلماني هو في مجتمعه في الشرق الأوسط والبلاد العربية والإسلامية وليس في أوروبا أو أمريكا .. كيف تريدون من العلماني أن ينكر إسلامه علناً ويدعو إلى فكرِهِ بين الذين أنكرهم ومن خارج مجتمعه الأم .. ميدان الحوار العقلاني يتسع للأطراف كافة ..والإسلام ميدان اجتهادي واسع فيما يخص المعاملات وكل شؤون المجتمع اليومية والمستقبلية ، ألم يقل علي بن أبي طالب عن القرآن انه حمّال أوجه ، فالإسلامي المتزمت يفسر الآية بضيق نظرته وثقافته الدينية ويكثر من الممنوعات والتكفير ليبقى الإسلام في حيز ضيق لا مستقبل فيه والمسلم المتنور يفسرها بوسع ثقافته لينطلق إلى المستقبل المتصاعد بانفتاح الشعوب على بعضها ونشر فكره العصري ، الاسلام في شقه المعاملاتي قابل للتطور وفق القواعد الفقهية الكلية ، تبدل الأحكام بتبدل الأزمان ، لا ضرر ولا ضرار في الإسلام ، الضرورات تبيح المحظورات .. والمطلب العلماني وإن كانت كلمة العلمانية تزعج البعض وآخر يعتبرها كفراًَ يمكن تبديل هذه الكلمة بالعدالة بالإنصاف بالرحمة أو بالمساواة أو أي تعبير يفيد الإنتقال إلى الحياة الأفضل اجتماعياً حضارياً .. ويعاتبني أحدهم بذكري للخالق لأكثر من مرة في مقالي السابق عن العلمانية .. والذي هو وفق النظرية المادية استمرار للمادة ولا وجود لخالق ، أقول للأخ لنفرض جدلاً أن النظرية الماركسية صحيحة مع ان النتيجة قابلة لجدل مطول لن ينتهي ..؟ المهم كيف ستقنع أكثر من 90% من المسلمين أن المخلوقات خُلِقَت من العدم ولا صانع لها .. هل تريد ياأخ أن تُدَرِس هؤلاء الفلسفة الماركسية وهم بالمجمل أميون ثقافياً وحتى المتعلمين منهم ويحملون شهادة الدكترة مثلاً .. لو كانت هذه الشعوب تدرك الفلسفة المادية لَحُلّت المشكلة ولما كنا بحاجة إلى هذا الحوار ...؟ العلمانية رسالة حضارية مستقبلية لهذه الشعوب النائمة والتي يجب إيقاظها من ثباتها والنزول إلى ميدان العمل وترك مالله لله وما لقيصر لقيصر .. لقد أصبحنا في مخلفات الشعوب المتقدمة في كافة المجالات ونحن مسلحين بالتوكل القدري وليس أكثر .. يجب تحريك تلك العقول الغافية ، وعلى الحكومات تحديث البرامج الدراسية ووضع كثير من التعاليم المخالفة للتطور دينية كانت أم مدنية على رف التاريخ الآفل ونشر تعاليم الحرية واحترام الآخرين والاعتراف بالآخر .. كيف سنبني مجتمعاً متحضراً ونعاقب المرأة لارتدائها بنطالاً.. وهل من نص يحرم ذلك .. وهل كان في بداية الإسلام ما يسمى بالبنطال أو الجاكيت أو ربطة العنق .. أم أنواع كثيرة من الأحذية الحديثة.. والنظارات الشمسية التي تزيد كثيراً من النساء سحراً وبهاءً ... عهد امرأة الكيس الأسود المقمم المهمش وهي تتدحرج خلف الرجل المشورب في طريقه الحتمي إلى الزوال ... في الدولة المدنية ستمشي المرأة المسلمة إلى جانب الرجل بثيابها المختارة من قبلها وبقناعتها الشخصية وبدون أي ضغط أو إكراه ، إن مسيرة العلمانية في مواكبة الدولة المدنية العصرية وبموافقة شاملة وخارج المطلق والمثالية والهيمنة الأصولية هو الخيار وإلا فالصمت .. وهذا مستحيل فلا بدّ للكلمة العصرية الأخلاقية في بعدها الإنساني أن تتجاوز سدود المنع والشجب وحتى التكفير ومن الكاتب سهيل أحمد بهجت في متن مقاله المنشور في الحوار التمس ما يناسب ؟ : إن العلمانية لا شأن لها بما يتعلق ببحث الإنسان عن المطلق و المثالية، لأن وظيفتها ببساطة هي إيجاد حيز الحرية المطلوب للعقل في التكيف مع المستجد من الأشياء و الظروف المحيطة بالإنسان، فالعلمانية جاءت كارتقاء طبيعي و كأحد خيارين لا ثالث لهما، فإما البقاء في إطار المجتمعات المغلقة و التقليدية أو التقدم باتجاه التطور و العقلانية و منظومة الحقوق الفردية، بالتالي لا طريق ثالث ( انتهى) قد يكون لكاتب آخر اعتراض ولا يوافق للعلماني أن يضع يده بيد المسلم للارتقاء بعلمانيته ؟ إذاً أين نضع يدنا ... بإنسان قادم من المريخ .. !؟ والمسألة لم تزل حوارية ولنتحاور بحرية وعلمانية ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤلات قديمة وملحة بصورة لائقة وعقلانية
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 10 - 08:48 )
الأستاذ العزيز مصطفى،
تحية احترام وتقدير وبعد،
عندما أشاهد مقالتك لابد لي من الاطلاع عليها، لأنك تمثل نمطاً خلاقاً وإنساناً رائعاً. لكن اسمح لي بالاختلاف معك في بعض مما أوردته. كيف لا نعادي الأديان ثم نطالب بالمساواة إذا كانت الأديان أو بعضها ينص على العبودية وازدراء المرأة ؟ لماذ كل هذا الخوف من مناقشة الأديان بوصفها ثمرة اجتهاد الأقدمين وتصوراتهم عن الخلق والطبيعة ومعتقداتهم حول الموت واقتراحات الفراعنة حول الحياة الأخرى ؟
إن قضية الشعور باليأس والاغتراب من الانحطاط الفكري والثقافي والحضاري بوجه عام لا يجب أن تقود بالضرورة إلى احترام التخلف وتنحية أسبابه الحقيقية. المعركة لن تنتهي بمقال او حتى بمائة أو بعشرات الأبحاث. ما تراكم من تردي أخلاقي وقيمي طيلة 1429 عاماً لن يتم إصلاحه بصورة هينة أو يسيرة. إلى هنا وأعتذر منك ومن قرائك الكرام لأن لدي محاضرات في الجامعة حول تعريف فلسفة العلم الحديثة بالمقارنة مع فلسفة العلم القديمة. سأعود امناقشة أطروحاتك وتساؤلاتك المشروعة لاحقاً هذا اليوم إذا لم تنقطع الكهرباء عن بلدتي الحزينة. لك أجمل تحياتي
صلاح


2 - ألغام أرضية
فاضل الخطيب ( 2009 / 9 / 10 - 09:36 )
جميل ما كتبته يا سيد مصطفى، وسأهديك ولقرائك الكرام نكتة-ليست رشوة-..
الكيس الأسود ذكرني برجل يمشي وأمامه تمشي زوجاته، ويلتقي بأخ مؤمن ويسأله: كيف تمشي يا أخي في الدين خلف نساءك والشرع حلل العكس، أن تمشي قبلهم وهم يتبعوك؟ وكان الجواب: يا أخي كان ذلك في وقت لم تكن هناك ألغام أرضية مزروعة.. -المعذرة من النساء- و


3 - من هنا يبدأ العلاج
عـــــايــــد ( 2009 / 9 / 10 - 12:24 )
عندما نتأمل محتوى ما يقدم من مادة و غذاء فكري و تربوي و تعليمي للأبناء في كامل مدارس و متوسطات و ثانويات المنتشرة في بلداننا العربية منذ فجر استقلالها و حتى الان فاننا لا نستغرب في ما نحن عليه من فقدان فكر سوي و متحرر و غير ساذج و الحقيقة تقول ما يسجل و ينقش في الصغر هو الابقى و هو الذي يؤثر فيما بعد .
و بالمختصر المفيد اذا أردنا لحالنا أن يصلح و أن نرى الاشياء ليس بالمقلوب علينا أن نراجع ما يقدم في مدارسنا و علينا أن نبادر و بكل شجاعة و ثقة بالنفس على فصل الدين عن الدولة و متى حصل هذا سنرى بلا أدنى شك كيف يصبح حالنا أفضل


4 - كلمة بسيطة للأستاذ مصطفى حقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 10 - 15:37 )
كتابتك مرونقة ياسيدي,. طيبة. ناعمة. مسالمة. مفهومة. ولكنها يا سيدي غير معقولة أو مقبولة. لأنك تطلب منا أن نتقرب من الأصنام الصحراوية ونقبل مفاهيمها في حياتنا اليومية, التي نسعى جاهدين تطويرها للأفضل من أجل أولادنا, ونمزجها مع مفاهيمنا ونزوج الاثنين معا, مما يولد من هذا القران جيلا مخربطا عقليا, أكثر مما خربطته التعاليم التكفيرية الجهنمية خلال خمسة عشر قرنا من التاريخ. بالعكس يا سيدي, الأفكار المتعصبة الدينية التي تسعى اليوم إلى السيطرة على العالم والفكر بأسره, بما تبقى من ثرواتها البترولية القذرة, بحاجة إلى تفجير نووي فكري, تقوده الأنتليجنسيا الإسلامية من أمثالك, بكل وضوح, بكل جرأة, وغالبا بتضحيات باهظة. لأن الحقيقة الحقيقية ليست سهلة الطريق... ولكننا بهذا قــد نخلق عالما أفضل لأولادنا وأحفادنا.. رغم صعوبة واستحالة هذه المسيرة!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


5 - النقد ثم النقد هو الحل
مصلح المعمار ( 2009 / 9 / 10 - 16:16 )
تحيه للأخ الكاتب ولجميع المشاركين في هذا الحوار ، اتفق تماما مع الأستاذ صلاح يوسف لما ذهب اليه في تعليقه رقم ١ وذلك بضرورة مناقشة الأديان ونقدها ، فبدون النقد وآلدق المستمرلا يمكن ان يرضى او يتطوع اتباع اي دين لأعادة تفسير معتقداتهم وتكييفها وفق متطلبات العصر، وحتى ان كان الدين حمالة اوجه فهذا لا يعني استسلام الإسلامي المتزمت طوعا ليتبع الفكر التنويري في تجديد تفسير الآيات لينطلق الجميع إلى مستقبل افضل ، ولكن هناك حالة واحده يخاف منها المتزمد وآلمتشدد دينيا وهي الأستمرار بتعرية الخرافات الدينيه وتحليل النصوص القرآنيه تحليلا وتفسيرا منطقيا وعلميا من قبل المتنورين كما يفعل الدكتور الفاضل كامل النجار وآخرون امثاله ، حينها سيرضخ المتشدد على مضض بقبول الحلول الوسط وآلتنازل لما هو افضل حفاظا وخوفا من زوال معتقداته وآضمحلالها امام الأندفاع التنويري ، ولتأكيد رأيي ، فلولا النقد المستمر للتراث لما ظهرت جماعة القرآنيين ولولا نقد التنويريين لفتوى رضاع الكبير لوجدنا العجب من فتاوي جنسية مماثله ، اذن النقد المستمر بأعتقادي هو الحل لترويض وتليين العقول المتعصبه لقبولها العلمانيه ، مع آلتقدير لجميع الآراء الأخرى


6 - تحياتي مجدداً
صلاح يوسف ( 2009 / 9 / 10 - 16:34 )
إنه من الصعوبة بمكان أن نقتنع بأن الإسلام لا ضرر ولا ضرار بينما النص القرآني ينص على ضرورة معاقبة الكفار بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف. كيف يكون الإسلام لا ضرر ولا ضرار بينما ينص القرآن على ضرب النساء عند الضرورة ؟ كيف يمكن تمرير أن الإسلام لا ضرر ولا ضرار بينما ينص على اعتبار المرأة نصف إنسان ؟ كيف نتفهم أن الدين يمنع التفكير في مسلمات عفى عليها الزمن ؟ كيف نقبل المحافظة على الموروث الفكري الفاسد والمنحط بينما نحن نشاهد تفوق جميع الأمم علينا ؟
إن كتابة المفكرين والمثقفين يجب أن تسلط الضوء على ما يحدث في المدارس والجامعات، ذلك بأن تشكيل العقل الذي يحكم سلوك وأخلاق الإنسان يتم تربوياً وليس فطرياً، وإذا أردنا تبرئة المناهج الدينية من كل هذا الانحطاط فمن المسؤول إذن عن انحطاط الفكر والثقافة والموسيقى والإنتاج والإبداع ؟
لقد أكد د. نبيل علي في كتاب الثقافة العربية وعصر المعلومات على ان قضية التربية باتت أخطر من أن تترك للتربويين وحدهم. كيف لنا ألا نتهم الدين بصناعة النفاق ونحن نشاهد جلد صحافية لأجل بنطال وحكومة تمنح إسرائيل هدنة خمسين سنة ثم تستغل ما بيدها من سلطة لأجل تحجيب المحاميات في غزة أو جلد الصحافيين باليمن وأفغانستان، فيما عصابات الشرطة في مصر تطارد مفطري رمضان رغم أن الإسل


7 - تحية وتأييد للأستاذ صلاح يوسف
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 10 - 18:17 )
تحية صادقة منطقية علمانية للسيد صلاح يوسف على تعليقيه الصحيحين. آملا أن يتحرك الكتاب العلمانيين من داخل الإسلام, حتى يــتــم هذا الانفجار النووي الفكري داخل الإسلام, كـي نبدأ مسيرة الإصلاح الحقيقية التي تقودنا إلى النور والمساواة وحقوق المرأة والإنسان التي تتمتع بها البشرية المتحضرة من زمن بعيد.. ما عدانا نحن!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


8 - تصحيح لغوي ضروري.. مع الاعتذار
أحـمـد بـسـمـار ( 2009 / 9 / 10 - 21:57 )
تحية صادقة منطقية علمانية للسيد صلاح يوسف على تعليقيه الصحيحين. آملا أن يتحرك الكتاب الـعـلـمـانـيـون من داخل الإسلام, حتى يــتــم هذا الانفجار النووي الفكري داخل الإسلام, كـي نبدأ مسيرة الإصلاح الحقيقية التي تقودنا إلى النور والمساواة وحقوق المرأة والإنسان التي تتمتع بها البشرية المتحضرة من زمن بعيد.. ما عدانا نحن!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة



9 - صحيح ما قلته يا أخ بسمار ولكن
عـــــايــــد ( 2009 / 9 / 11 - 00:15 )
و لكن أقصد بها لا أظن و لا أعتقد أن الدكتور مصطفى لا يعي خطورة هؤلاء الذين خربوا فكرنا و ذاكرتنا و احلامنا و ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا على مر عشرات الاجيال نعم لا أظن أن الدكتور مصطفى لا يعي هذه الحقيقة و لا أظنه من جماعة الوسطية ـ استغفر الله ـ و بمجرد العودة لمراجعة مقالاته الرائعة أجزم بأنه يعي ما يقول و يحسن توظيف الكلمة و معناها و مدلولها و أبعادها .و من جهة أخرى معك حق يا صديقي بسمـــار فعندما نرى موروثنا المنقوش بالذهب و بماء الورد على امتداد قرون بحالها يصيبنا الدوار و اني لأسخر من كل من يعتقد وجود أمل في تحويل الليل الى نهار أو استأناس الحيوانات المفترسة .و اذا كان لا بد من حل وسط كوقاية و ليس علاج فلا بد من فصل الدين عن الدولة و لا بد من فصل الدولة عن الدين

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال