الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جذور القضية الفلسطينية - د . أميل توما، عرض وتقديم: د . محمد أيوب
محمد أيوب
2009 / 9 / 10القضية الفلسطينية
2
الفصل السادس
الحركة القومية العربية ووعد بلفور
ظهرت بوادر الوعي القومي العربي بالخطر الصهيوني عندما أثار النائبان شكري العسلي نائب دمشق، وروحي الخالدي نائب القدس قضية النشاط الصهيوني في فلسطين في مجلس النواب العثماني( مجلس المبعوثان)، وقد استشهد روحي الخالي بتصريح أحد زعماء الصهاينة مناحيم أوسيشكين الذي قال إن أماني الصهيونية هي نيل الميزة والأفضلية في فلسطين، وإنفاق الأموال لتأليف أمة يهودية في فلسطين واستيطان أرض الميعاد، وحذر الخالدي من أن عدد اليهود في متصرفية القدس بلغ مائة ألف وأن أغنياء اليهود ابتاعوا مائة ألف دونم، وأسسوا بنكا باسم: ( بنك الاستعمار اليهودي) لاستيطان البلاد، وقد حظيت القوى الصهيونية برعاية الإمبريالية والقوى الرجعية، وقد اتصل بعض القوميين العرب بقائدي الصهيونية ( يقوبسون) و (سوكولوف ) قبل الثورة التركية سنة 1908م للاطلاع على مدى استعداد الصهاينة لمساعدة الحركة القومية في ثورتها على الظلم العثماني، وقد قطع هذان الصهيونيان علاقتهما بهؤلاء القوميين حفاظا على علاقتهم مع الحكم العثماني.
مباحثات وايزمن فيصل
المعاهدة العربية اليهودية
تعرضت الحركة القومية لضربتين قويتين، تمثلت أولاهما بإجراءات القمع التي طبقها السفاح جمال باشا الذي أعدم واعتقل ونفي مئات من كبار القوميين العرب، وتمثلت الضربة الثانية في سيطرة العائلة الهاشمية على قيادة الحركة القومية العربية النامية، وقد اقتنع الهاشميون "الشريف حسين والأمير فيصل" بصدق نوايا بريطانيا الذين وعدوا الشريف حسين بإقامة دولة عربية واحدة تشمل شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب ( العراق وسوريا الطبيعية،) وقبل بيان الحلفاء الذي صدر في 8 نوفمبر سنة 1918م لتبديد الشكوك المتعاظمة في نوايا بريطانيا وفرنسا وأكد البيان على رغبة هاتين الدولتين في إقامة حكومات وطنية حرة في سوريا والعراق وجميع البلاد التي حررها الحلفاء، وكان حاييم وايزمن قد اجتمع قبل ذلك بحوالي نصف سنة ( أول حزيران سنة 1918م) بالأمير فيصل في العقبة، وطرح له أغراض الصهيونية ورغبتها في التعاون مع العرب، وقد وقع الأمير فيصل والدكتور وايزمن على معاهدة تنسيق بين الدولة العربية الموعودة وبين الدولة اليهودية، وكانت بريطانيا ترى أن هذا التقارب يخدم مصالحها بحيث تستخدم الصهيونية والحركة القومية العربية وحركة الأرمن لتوطيد مواقعها في المنطقة، وقد وجدت الصهيونية الدعم والتأييد من الإقطاعيين العرب ومن العناصر المتعاونة مع الإمبريالية البريطانية، بينما قاومتها الجماهير العربية منذ أن عرفت حقيقتها وأدركت أبعاد وعد بلفور، وقد أوصت لجنة كرين في تقريرها سنة 1924م بصيانة وحدة أراضي سوريا تلبية لرغبة الغالبية العظمى من الشعب السوري، ولكن الحركة القومية العربية بدأت تنقسم حسب تعدد الأخطار في المناطق المختلفة، فالفلسطيني يرى الخطر في الصهيوني، بينما يرى السوري أن فرنسا هي الخطر، في حين يرى العراقي ضرورة قيام الثورة ضد الإنجليز كما يرى ساطع الحصرى في كتابه ( يوم ميسلون)، وتبلور هذا التطور حين عقد الفلسطينيون في المؤتمر السوري العام مؤتمرا لهم في دمشق في 27 شباط 1920.
تعليق: (ما أشبه الليلة بالبارحة ، فقد ارتكب الفلسطينيون الخطأ نفسه حين انفصلوا عن عمقهم العربي سنة 1974، وبذلك تم إعفاء العرب من مسئولياتهم تجاه فلسطين بعد إقرارهم بوحدانية تمثيل المنظمة للفلسطينيين )
الفصل السابع
المواجهة الأولى
وقعت الدول الأوربية المستقلة باستثناء روسيا ميثاق عصبة الأمم في 28 حزيران سنة 1919م ، وقد أوكل مجلس مؤتمر السلام العالمي أمر الانتداب على فلسطين لبريطانيا أثناء اجتماعه في سان ريمو في 25 نيسان سنة 1920م، وقد أقر مجلس عصبة الأمم نظام الانتداب على فلسطين قي 24 تموز سنة 1922م.
المعركة مع الإمبريالية والصدامات بين العرب واليهود
بدأت موجة الاحتجاجات في 27 شباط 1920 حين خرج أكثر من أربعين مواطن في مظاهرة طافت شوارع القدس، وقد تألفت قبل المظاهرة جمعيات إسلامية مسيحية في مدن فلسطين واتفقت على مذكرة أعلنت فيها إصرارها على المطالبة باستقلال سوريا من طوروس إلى رفح ورفض هجرة اليهود إلى فلسطين، وهكذا كانت المظاهرة احتجاجا على التجزئة الإمبريالية والاحتلال الذي جرد الشعب من استقلاله، وعلى وعد بلفور ثالثا، وقد توالت الثورات ، فوقعت ثورة 1919 في مصر ، وثورة العراق الشاملة سنة 1920، والنضال المسلح في سوريا قبل الاحتلال الفرنسي لسوريا في شهر يوليو سنة 1920م واستمرت بعد ذلك، وفي تظاهرة القدس الكبرى وقعت صدامات بين العرب واليهود لا تمت إلى العنصرية بصلة كما يدعي الإمبرياليون، كما تحول موسم النبي موسى إلى مظاهرة قومية نادت بالوحدة العربية والاستقلال ورفض الهجرة الصهيونية، وقد بذل السياسيون البريطانيون جهودهم لتأجيج نار الاحتراب بين العرب واليهود طبقا لقاعدة "فرق تسد".
وقد قتل في هذه الاصطدامات بين العرب من وجهة وبين اليهود وبريطانيا من جهة أخرى خمسة من اليهود وأربعة من العرب وجرح عشرات من الطرفين مما أدى إلى اتساع الهوة بين العرب وبين الحركة الصهيونية لأن هناك فئات من اليهود كانت ترفض المشروع الصهيوني.
مؤتمر القاهرة والاصطدام الثاني
كان هربرت صموئيل يهوديا متعاطفا مع الصهيونية، لكنه كان يضع مصالح بريطانيا في المكانة الأولى، وقد أصدر بعد شهر من توليه إدارة فلسطين تشربعا يقضي بدخول 16500 يهودي في السنة الأولى.
وقد عقد مؤتمر القاهرة في الأسبوع الثاني من مارس سنة 1921م بحضور وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل، والمندوب السامي في فلسطين، وشخصيات موالية لبريطانية مثل جعفر العسكري وساسون أفندي من العراق، وقد قرر المؤتمر:
1 – تنصيب الأمير فيصل ملكا على العراق، وبذلك هدأت الثورة في العراق مما أثر سلبا على الحركة القومية في فلسطين.
2 – تنصيب الأمير عبد الله أميرا على شرق الأردن.
3 – محاولة إقامة مجلس تشريعي في فلسطين ليحل محل المجلس الاستشاري الذي أقامه المندوب السامي، وقد فشلت هذه المحاولة ، وهكذا انفجرت اضطرابات يافا يوم أول أيار سنة 1921م، فقد وقع صدام بين العمال الهستدروتيون الصهيونيون بالعمال التابعين لحزب العمال الاشتراكي ( موبس) الخارجين على الصهيونية، والذين دعوا العمال إلى الإضراب في يوم عيد العمال العالمي، وقد تصدى عرب يافا للطرفين المتصارعين اعتقادا منهم أنهما يريدان بهم شرا، وقعت الاشتباكات قرب منشية يافا وامتدت كالنار في الهشيم، وقد تدخلت القوات البريطانية ضد العرب، وقد قتل 47 يهوديا و 48 عربيا وأصيب العشرات بجراح، وقد كتبت جريدة (جويش كرونيكال)مطالبة بإعطاء اليهود امتيازات في فلسطين بما يمكنهم من جعلها يهودية ، كما دعا جابوتنسكي إلى إقامة الدولة اليهودية بحيث يكون الجيش الذي أسسه من الفرقة اليهودية التي شاركت في الحرب العالمية الأولى نواة لجيش هذه الدولة، كما قال وايزمن في مؤتمر الصلح في فرساي عندما سئل عن قصده من تعبير الوطن القومي اليهودي بأنه يريد إقامة إدارة تجعل فلسطين يهودية مثلما بريطانية بريطانية .
أما العرب فقد ألفوا وفدا قوميا من أسياد الأرض والمال لزيارة بريطانية ، وقد تكون الوفد من : موسى كاظم الحسيني ، وتوفيق حماد، وأمين التميمي ، ومعين الماضي ، وشبلي الجمل، وقد طالب الوفد بتحقيق وعد بريطانية باستقلال فلسطين، وبذلك عكس مطالب الجماهير على الرغم من تركيبته الطبقية.
وقد وجدت بريطانيا نفسها أمام حركة قومية عربية تنمو باضطراد ، ومنظمة صهيونية ترتبط بالإمبريالية البريطانية ، وقد أصدرت بريطانيا كتابا أبيض في 22 حزيران 1922م ، وقد عزا هذا الكتاب مخاوف العرب إلى التفاسير المبالغ فيها لمعنى وعد بلفور، وقد فسر الكتاب معنى الوطن القومي اليهودي بأنه لا يعني فرض الجنسية اليهودية على العرب، كما أعلنت الحكومة البريطانية في هذا الكتاب عن نيتها في إقامة حكومة ذاتية واسعة بتأسيس مجلس تشريعي يتألف من المندوب السامي رئيسا وعشرة أعضاء منتخبين وعشرة أعضاء معينين .
أما في أمريكا فقد قرر الكونجرس في 30 حزيران 1922 قرار يؤيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين على ألا يصاب السكان الأصليون بالضرر، وقد أكد ريتشارد كروسمان أنه وقع حادثان بشرا بنهاية عصر السيادة الأوروبية على العالم، وهذان الحادثان هما: ثورة أكتوبر الاشتراكية الكبرى، وشيوع فكرة حق تقرير المصير، وقد صادق مجلس عصبة الأمم على نظام الانتداب في فلسطين.
الفصل الثامن
نظام الانتداب والممارسة الصهيونية
صادق مجلس عصبة الأمم في 24 يوليو " تموز" سنة 1922على نظام الانتداب على فلسطين، وقد سرى مفعول هذا النظام في التاسع والعشرين من أيلول " سبتمبر" سنة 1923م رسميا على فلسطين، وبذلك اكتسبت بريطانيا حقا شرعيا دوليا في فلسطين، وأصبح بإمكانها تنفيذ وعد بلفور باعتباره جزءا من نظام الانتداب، فقد أكد البند "ج" من مقدمة النظام مسئولية يريطانيا عن وضع تصريح بلفور موضع التنفيذ، كما دعا نظام الانتداب في الفقرة 4 إلى الاعتراف بوكالة يهودية تنصح إدارة فلسطين وتتعاون معها في إنشاء وطن قومي لليهود وتحقيق مصالحهم، ودعا في الفقرة 6 إلى تسهيل الهجرة اليهودية ، ونص النظام على ضرورة عدم الإجحاف بالمجتمعات غير اليهودية في فلسطين وصيانة حقوقها المدنية والدينية، وأكد على ضرورة خضوع حقوق غير اليهود لعملية بناء الوطن القومي اليهودي.
وعندما عرض مساعد السكرتير العام ملز سنة 1926م من قابلهم من القوميين العرب( ومنهم رفيق التميمي وعمر الصالح البرغوثي ورشيد الحاج إبراهيم ومعين الماضي) بشأن خلق الظروف لإقامة حكم وطني وإقامة هيئة تمثيلية عربية لتحقيق ذلك، وقد قبل هؤلاء بمبدأ تعيين نصف أعضاء مجلس الأعيان وانتخاب مجلس نواب، كما وافقوا على تعهدات بريطانيا الدولية، واكتفوا بأن ينص الدستور على تحفظ يوضح أن أهالي فلسطين لم يستشاروا فيما اتخذته حكومة بريطانيا من تعهدات بشأن بلادهم .
وجاء جون فيلبي " عبدا الله فيلبي " إلى فلسطين سنة 1929م وتوصل مع وجهاء العرب إلى اتفاق بأن:
1 – تدار فلسطين على أساس نظام جمهوري ديمقراطي.
2 - تكون الهجرة حرة للعرب واليهود مع مراعاة مصالح البلاد.
3 – تكون السلطة التشريعية بيد مجلس ينتخبه المسلمون والمسيحيون واليهود.
4 - تكون السلطة التنفيذية بيد مجلس وزراء فلسطيني من عرب ويهود بموجب نسبتهما ويتم التوظيف حسب النسبة أيضا.
4 – يتحمل المندوب السامي مسئولية الأمن حتى تصبح حكومة فلسطين قادرة على ذلك حسب رأي عصبة الأمم.
5 – يكون للمندوب السامي حق رفض أي قانون يتعارض مع تعهدات بريطانيا الدولية.
وقد مات هذا المشروع قبل أن يصل إلى درجة المباحثات الرسمية، وقد رفض بن جوريون المجلس التشريعي الذي اقترحه الكتاب الأبيض سنة 1930م.
وقد منح نظام الانتداب في الفقرة 25 لبريطانيا حق استثناء الأراضي الواقع شرقي نهر الأردن من تطبيق وعد بلفور عليها.
الصهيونية في الممارسة
يقول هوروفيتس في كتابه" " النضال من أجل فلسطين" إن حدود الوطن القومي لم تتحدد أبدا، وقد وافقه أعضاء الحركة الصهيونية على ما ذهب إليه، وقد تميزت الفترة بين 1929 – 1930 م بما يلي:
1 – يوضح إحصاء 1922 أن عدد العرب 660 ألفا وعدد اليهود 83 ألفا، بينما أصبح العدد سنة 1929م 757 ألف عربي و 164 ألف يهودي.
2 - كان اليهود يحلمون ببلد يفور بالإمكانيات الاقتصادية، لذلك نشأت هجرة مضادة فقد بلغ عدد اليهود الذين غادروا فلسطين سنة 1925م 34 ألفا.
3 – تحولت الهستدروت التي أنشئت سنة 1920 من أداة للنضال الطبقي إلى أداة لتنفيذ سياسة العمل العبري أو عبرنة العمل.
وقد تمحور هدف الاحتلال حول خلق إمكانية أوسع لاستيعاب المهاجرين الجدد وزيادة انعزالية اليهود عن المحيط العربي.
4 – كان الاستيطان الزراعي الصهيوني انعزاليا عن العرب وعلى حسابهم، فقد بلغ عدد المستوطنات سنة 1922م 71 مستوطنة ومساحة الملكية اليهودية 59 ألف دونم ، وقد أصبح عدد المستوطنات سنة 1927م 960 مستوطنة وأصبحت مساحية الملكية اليهودية 903 آلاف دونم ، وذلك عن طريق شراء الأراضي من أسياد الأرض من غير الفلسطينيين ، ويقرر وايزمن في كتابه " التجربة والخطأ " أن المنظمات الصهيونية اشترت 80 ألف دونم في مرج ابن عامر من عائلة سرسق اللبناية على الرغم من وجود قرى عربية عليها تم طرد سكانها منها، وقد أيدت المؤتمرات الصهيونية مبدأ تأميم الأرض باعتبارها أساس الدولة اليهودية في المستقبل وبذلك تكون الصهيونية قد وقفت في مواجهة المد الشيوعي.
5 – تأسيس القوة الصهيونية العسكرية الضاربة( الهاجاناه) التي لم تكن قوة دفاع كما يزعمون بل كانت قوة هجوم بكل ما في الكلمة من معنى، ويعتقد يغئال آلون أن هذه القوة تأسست سنة 1890، ولكن هناك إجماع على أن هذه القوة ( الهاجاناه ) تأسست سنة 1920م تحت إشراف الهستدروت، وقد انتقل الإشراف على هذه القوة إلى المجلس القومي اليهودي سنة 1930م.
6 – اتسع الهجوم الصهيوني ليشمل جميع الجبهات مثل التصنيع وإنشاء شركة الكهرباء التي تأسست في لندن برأسمال مشترك تحت اسم روتنبرغ.
الفصل التاسع
الحركة القومية العربية ص 143
شارك ممثلون عن فلسطين في المؤتمر العربي السوري الأول الذي عقد في دمشق في 8/6/2/1919م، وقد عقد الفلسطينيون مؤتمرهم الثاني في دمشق في 27/2/1920م انطلاقا من قناعتهم بوحدتهم مع الحركة القومية العربية في سوريا الطبيعية، وقد انحصرت قراراتهم في:
1 - يعتبر عرب سوريا الشمالية أن سوريا الجنوبية ( فلسطين) جزءا من سوريا.
2 – رفض الهجرة اليهودية ورفض جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود.
3 – المطالبة باستقلال سوريا بحدودها الطبيعية والمطالبة بخروج المحتلين من لبنان وفلسطين.
وقد عمق شعور الفلسطينيين بالخطر التناقض الواضح بين الإقليمية والعروبة، وقد قرر المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث الذي عقد في حيفا في 14/12/1920م رفض وعد بلفور والمطالبة بمنع الهجرة وبإنشاء حكومة قومية في فلسطين، وانتخب المؤتمر لجنة تنفيذية يرئاسة موسى كاظم الحسيني لقيادة الحركة القومية في ذلك الوقت، وعقد المؤتمر العربي الفلسطيني الرابع في القدس في 25/6/1921م ، وقرر المؤتمر:
1 – مقاطعة الاشتراك في انتخابات المجلس التشريعي.
2 – رفض القرض الذي تنوي الحكومة عقده لتطوير البلاد .
3 – مقاطعة اليهود.
4 – فرض ضريبة على كل أبناء فلسطين للدفاع عن قضية البلاد.
5 – إرسال بعثة إلى جزيرة العرب.
6 – تأسيس مكتب دعاية في لندن .
كما وضع المؤتمر ميثاقا أصبح دستورا للحركة القومية في مسيرتها، وقد حدد هدفه بتحقيق الاستقلال ورفض الوطن اليهودي والهجرة الصهيونية، وقد تكونت قيادة المؤتمر من أسياد الأرض من أبناء العائلات الإقطاعية( الحسيني والنشاشيبي وعبد الهادي والتميمي والماضي)، ولم تعكس هذه القيادة القوى المتضررة من السياسة البريطانية والصهيونية، وقد لعبت بريطانيا دورا مهما في ترسيخ مواقع أسياد الأرض وكبار التجار في قيادة الحركة القومية، فعينت الحاج أمين الحسيني مفتيا للقدس على الرغم من أنه لم يحصل على المرتبة الأولى عند التصويت، بل عينه المندوب السامي هربرت صموئيل بعد أن عفا عنه وألغى حكما غيابيا عليه بالسجن مدة خمسة عشر عاما باعتباره أحد قادة حوادث عام 1920 الدامية، كما عينه رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى سنة 1922م ، كما عينت سلطات الانتداب راغب النشاشيبي رئيسا لبلدية القدس وذلك لإذكاء الصراع بين العائلتين، فقد كانت عائلة الحسيني أقل مهادنة للاحتلال من عائلة النشاشيبي لأن التجار يميلون إلى مهادنة الاحتلال، وقد أضر الخلاف بين العائلتين بالقضية الوطنية،وقد أدى الخلاف إلى إقحام الدين في المعركة فأقام المجلسيون حكومة إسلامية واستخدموا الدين لإضعاف مواقع خصومهم، ومما قوى هذا الاتجاه الديني اعتماد الحركة الصهيونية على الدين في بناء أيديولوجيتها، فقد وقعت أحداث 1929م بسبب خلاف نشأ حول حائط المبكى الذي يعتبره المسلمون جزءا من باحة مسجد الصخرة، بينما يعتبره اليهود من بقايا هيكل سليمان، وهكذا ظهرت الحركة القومية العربية وكأنها ضد اليهود وليست ضد الإمبريالية البريطانية وأعوانها من الصهاينة.
ومع مرور الزمن اتسعت الطبقة العاملة في فلسطين بسبب اتساع النشاط الاقتصادي وشاركت المرأة الفلسطينية في الحركة القومية العربية، فقد عقدت النساء أول مؤتمر لهن في 26/10/1929م في القدس ودعون إلى تنشيط الصناعة والتجارة الوطنية وتقوية الروابط الاقتصادية مع سوريا.
سياسة الحركة القومية ومواقفها
اتصل الوفد العربي الفلسطيني الأول أثناء وجوده في أوروبا بوفد الاتحاد السوري في 25/8/1922م وتمت صياغة مطالب الحركتين وتقديمها إلى رئيس عصبة الأمم، وتتلخص هذه المطالب في :
1- الاعتراف باستقلال سوريا ولبنان وفلسطين.
2 - الاعتراف بحق هذه البلدان في الوحدة، وأن تتحد مع سائر الأقطار العربية على شكل ولايات اتحادية.
3 – إلغاء الانتداب حالا.
4 – جلاء الفرنسيين والإنجليز عن سوريا ولبنان وفلسطين.
5 – إلغاء وعد بلفور.
وقد اقترح ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني على الوفد الفلسطيني سنة 1922م إقامة مجلس تشريعي يتكون من 11 عضوا تعينهم الحكومة و12 عضوا منتخبين منهم عشرة من العرب واثنان من اليهود، ولكن الفلسطينيين رفضوا الاقتراح بتأييد من العرب.
الفصل العاشر
حوادث 1929 م الدامية
عقدت الحركة القومية العربية مؤتمرها السايع في شهر يونيو حزيران 1928م بحضور 250 مندوبا يمثلون جميع المناطق والأحزاب، وقررت المطالبة بحكومة برلمانية والاحتجاج على كثرة الموظفين الإنجليز في الحكومة والاحتجاج على تفضيل العمال اليهود على العمال العرب في الأشغال الحكومية، والمطالبة بوقف سن القوانين إلى حين تشكيل الحكومة البرلمانية.
بداية التغيير
تضاعف عدد اليهود في فلسطين سنة 1928م ثلاث مرات عما كان عليه في نهاية الحرب العالمية الأولى حيث وصل إلى مائة وخمسين ألفا، كما تضاعفت مساحة الملكيات اليهودية حيث ارتفعت من 420 ألف دونم سنة 1914 – 1918م إلى حوالي مليون دونم، وأصبح احتلال العمل مبدأً من مبادئ الكيبوتسات كما أقرها مجلس توحيدها في بيتح تكفا في 5/8/1927م، وكان ذلك أبرز حدث في الحركة الصهيونية في عام 1929م، وقد دعا المؤتمر الصهيوني العالمي في كارلسباد بين 6 – 8 آب 1923م لجنته التنفيذية إلى العمل على إقامة مؤتمر يهودي عالمي بدلا من الوكالة اليهودية، وقد أيد المؤتمر التالي الذي عقد في فينا في آب 1925 هذه الدعوة، ولعل قيام الوكالة اليهودية وازدياد الفقر بين الفلاحين العرب هو الذي أدى إلى أحداث 1929م الدامية، وقد قام البريطانيون بدور خبيث لتأجيج الصراع بين العرب واليهود استنادا إلى مبدأ فرق تسد، وقد نشب خلاف حول ملكية حائط المبكى الذي يعتبره اليهود جزءا من الحائط الخارجي للهيكل القديم، بينا يعتبره المسلمون ملكا للمسلمين منذ الفتح الإسلامي ويحتفظون بصكوك تؤكد ملكيتهم لهذا الحائط ( حائط البراق)، وقد تظاهر اليهود يوم 9/8/1929م في تل أبيب وهتفوا: " الحائط حائطنا"، وتظاهر هؤلاء مع يهود القدس في اليوم التالي في القدس، وعلى الأثر قام المسلمون بمظاهرة صاخبة وصلت حائط البراق (المبكى عند اليهود) وقلبوا طاولة الشماس وأخرجوا الاسترحامات التي وضعها المصلون اليهود في شقوق الحائط ومزقوا ثياب الشماس وتفرقوا عائدين إلى بيوتهم، وقد انتهت هذه المظاهرات بسلام ، إلى أن قام شاب عربي بطعن شاب يهودي في محلة البخارلية في القدس، حيث وقعت مشاجرة بين العرب واليهود بعدها في اليوم نفسه 17 /8/ 1929م جرح فيها أحد عشر يهوديا وخمسة عشر عربيا، وفي 23 /6/ 1929م سرت إشاعة تقول إن اليهود قتلوا عربيين، فهاجت خواطر العرب وسرى الهياج إلى القرى المجاورة وإلى مدن يافا وحيفا وصفد والخليل حيث تحولت الاضطرابات في الخليل إلى مذبحة ضد اليهود قتل فيها ستين يهوديا، وقد قتل اليهود إمام مسجد أبو كبير في يافا وجمبع أفراد أسرته، وانتهت الاضطرابات في 29/8/1929 في صفد حيث قتل العرب 45 يهوديا وقتل عدد غير محدد من العرب، وقد ادعى اليهود أن الحاكم البريطاني كيث روش بضعفه وتراجعه أمام العرب شجعهم على التمادي في تجاوزهم حقوق اليهود في حائط المبكى، وقد وصفت الدوائر الصهيونية حوادث عام 1929م بالإجرام ووصفوا من اشتركوا فيها بالمجرمين والقتلة، وقد أدان المندوب السامي جون شتانسلور والإدارة البريطانية العرب واستغلت هذه الأحداث لضرب مطالب العرب في فلسطين، علما بأن هذه المظاهرات لم تكن عنصرية بل كانت ضد الإمبريالية البريطانية التي تحاول طمس الهوية العربية لفلسطين لكي تحل محلها قومية يهودية لا وجود لها.، وقد قيم الشيوعيون اليهود والعرب هذه الحوادث بأنها انتفاضة قومية مما أدى إلى إثارة غضب القيادة الصهيونية التي اتهمتهم بالعمالة للأممية الثالثة وموسكو.
يتبع 3
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إيرانية تتجول بملابسها الداخلية داخل الجامعة | الأخبار
.. رولات المسخن الفلسطيني على الأصول من الشيف عمر
.. هاريس تتحدث عن الحرب في غزة ولبنان.. هل يكفي لاستمالة الناخب
.. فرنسا: بدء محاكمة 8 أشخاص يشتبه بتورطهم في قضية مقتل المدرس
.. برشلونة يعزز صدارته في الدوري الإسباني بعد فوزه على إسبانيول