الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وفي دور اليسار..

رجا زعاترة

2004 / 5 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


*لقد جمع اليسار الصهيوني 150 ألف متظاهر السبت الماضي، ولكن ماذا كان بلاغ هذه المظاهرة، ولماذا غيّبت القوى الفاعلة بين الجماهير العربية* "الاتحاد" استجوبت عددا من الشخصيات*
بعد ثلاث سنوات ونصف من الصمت المدوي، خرجت قوى اليسار الصهيوني الى التظاهر في "ساحة رابين" في تل أبيب، السبت الماضي، وبلغ تعداد المتظاهرين حوالي 150 ألفًا. حتى هنا الأمور تسير بشكل جيد، ولكن ثمة أسئلة لا بد من طرحها: ماذا كان الموقف السياسي في هذه المظاهرة؟ لماذا غابت أو غُيّبت عنها القوى السياسية الناشطة بين الجماهير العربية؟ هل يمكننا ضمان عدم هرولة حزب "العمل" الى الائتلاف الحكومي إذا خرجت منه أحزاب اليمين المتطرف في حال طرح شارون خطة "فك الإرتباط" على الحكومة؟

*أين يتطلّع بيرس؟*
الشخص الذي حرك خيوط هذه المظاهرة، بما في ذلك رسالتها السياسية وهوية الأحزاب والحركات والهيئات المشاركة وهوية الخطباء، هو شمعون بيرس. ولن نبالغ إذا قدّرنا إن تطلعات هذا الثعلب السياسي المحنّك تتجه نحو الإرتماء في أحضان شارون وموفاز وسياستهما الإجرامية، أكثر منها نحو قيادة تغيير سياسي يسقط حكومة شارون ويحرِّر شعبي هذه البلاد من نير الإحتلال والفاشية والفقر ويخرجهما من حلقة الدم المفرغة.
وعلمت "الإتحاد" من مصادر موثوقة ان صراعًا مريرًا دار بين بيرس يوسي بيلين خلال مرحلة التحضير للمظاهرة، حيث أراد بيلين أن يكون ضمن المتحدثين مواطنًا عربيًا وكذلك وزيرًا فلسطينيًا، لكن بيرس هدد بفض المظاهرة وقام بما يشبه استخدام حق النقض (الفيتو).
لم تكن صدفةً، إذن، أن تبدو المظاهرة وكأنها مؤيدة لخطة شارون، على الأقل في شطرها الأول "فلنخرج من غزة"، الذي لا يمكن التغاضي عن تداعياته الشارونية، اما الشطر الثاني "فلنبدأ بالتحدث" (لمعنى الحوار أو التفاوض)، فكان خجولاً، ناهيك عن عدم فاعليته طالما لم تُدن مقولة رئيس الحكومة السابق براك "لا يوجد شريك للسلام" والذي لولاه ولولا شراكة حزب "العمل" في حكومة شارون الأولى، لما كان شارون وصل إلى سدة الحكم وتربّع عليها. وعلى ذات المنوال، لم تكن صدفةً، ان يعتبر المتظاهرون أنفسهم ندًا ليس لشارون وسياسته ونهجه الدموي، وإنما – كما أكدوا بأنفسهم - ندًا للمستوطنين الذي رجحوا الكفة في استفتاء "الليكود". كما لم تكن صدفةً أن تفتح المظاهرة بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح جنود جيش الإحتلال الذين قتلوا في عمليات المقاومة في غزة، أما عن الجدار الذي ستسجل حقوق ملكيته الفكرية باسم اليسار الصهيوني في أرشيف مزبلة التاريخ، فحدث ولا حرج. ولعل هذا وحده يشير إلى عجز اليسار الصهيوني عن صياغة أي موقف دون الإنطلاق من صميم الإجماع الصهيوني والعسكرة.

*"خطيئة" رابين تتواصل*
الموقف السياسي لم يكن الشأن الوحيد الذي يدعو الى التشكيك في حقيقة نوايا القيمين على المظاهرة. فرئيس الحكومة الأسبق، اسحاق رابين، اغتيل في هذه الساحة من قبل لأنه استعان بالوزن السياسي للجماهير العربية لتمرير إتفاقيات أوسلو، ولكن بيرس وأربابه لم يفقهوا الدرس، وواصلوا تجاهل قوة السلام الأكثر إصرارًا على الساحة السياسية في إسرائيل: الجماهير العربية.

*غلئون: تحول ما *
بدت النائبة زهافا غلئون (ميرتس-ياحد) متفائلة، حيث قالت لـ"الإتحاد": أعتقد ان الرسالة الأقوى التي بثها المتظاهرون كانت اننا سئمنا من هذه الحكومة. وهنا تقع أهمية المظاهرة، لأنها قد تشكل تحولاً ما بالنسبة لليسار، فمنذ يوم السبت لم يمر يوم واحد دون أن يتظاهر اسرائيليون ضد حكومة شارون". وعن تأرجح حزب "العمل" ومواقفه المتلعثمة تقول غلئون: "للأسف لم يعد حزب العمل يفاجئني، نحن لن نجلس في حكومة شارون في أي حال من الأحوال وأعتقد ان حزب العمل سبّب لنا الضرر الأكبر بمجرد مشاركته في حكومة شارون الأولى، حيث كان ورقة التوت". وردًا على سؤال "الإتحاد" حول مدى توافق مواقفها مع مواقف رئيس حزبها، يوسي سريد ردت غلئون: "كيف يمكنني أن أجيبك على هذا السؤال؟..".

*بيلين:كرة ثلج*
في حديث معه قال الناطق الرسمي بلسان حركة "ياحد"، روعي يلين: "المظاهرة بضخامتها قد تتحول الى كرة ثلج، أنا أرى ان اليسار بدأ يتململ بعد السنوات الأخيرة التي رأينا فيها اليمين واليمين المتطرف فقط فيما رأينا اليسار يتذيل للحكومة. ولكن يجب ترجمة الرأي العام المؤيد لنا الى قوة سياسية، المشكلة الأساسية اليوم هي ان حزب العمل لم يدرك بعد انه في النظام الدمقراطي يجب تغيير الحكومة وليس الإنضمام إليها"، وأضاف بيلين: "كل من كان في ساحة رابين لاحظ وجود مظاهرتين، الأولى بروح مواقف حزب العمل التي هي عمليًا نسخة رديئة من خطة شارون لفك الإرتباط، والثانية كانت بمواقف أكثر وضوحًا مثل وجود شريك ووجوب إنهاء الإحتلال وتفكيك جميع المستوطنات، وهذه هي المواقف التي طرحتها ومندوب حركة سلام الآن وكان واضحًا ان المتظاهرين تجاوبوا معها أكثر".

*برونفمان: لا سبيل لائتلاف مع شارون*
النائب رومان برونفمان (الخيار الدمقراطي – ميرتس) يقول ان موقفه بالنسبة لهوية الأطراف المشاركة والمتحدثين المركزيين في المظاهرة "كان مغايرًا، لم يتم تغييب العرب فقط وإنما جمهور القادمين (المهاجرين) الروس أيضًا، من المؤسف أن يظل حزب العمل أسيرًا لعقليته القديمة التي أوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم"، أما بالنسبة للموقف السياسي فيقول: "نحن مع الإنسحاب من غزة، ولكننا لا نرى أي سبيل للدخول في ائتلاف شارون. مواقفنا واضحة جدًا، ولعل المثال الأبرز على ذلك هو ما قلناه بخصوص الرافضين قبل سنتين، وهو ما قاله المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز مؤخرًا".

*بيرتس- في اللحظة الأخيرة*
عمير بيرتس (عام احاد) منهمك الآن في انضمامه الى حزب "العمل"، لكن مصادر مقربة منه قالت لـ"الإتحاد" إن مشاركته في المظاهرة "تقررت في اللحظة الأخيرة، وعليه لم يكن لدينا أي تأثير على إتخاذ القرارت بالنسبة للمشاركين والمتحدثين"، وعن انعكاسات انضمام بيرتس لـ"العمل" اكدت هذه المصادر انه بموجب الاتفاق المبرم يتمتع بيرتس "باستقلالية تامة" بخصوص الإنضمام الى حكومة شارون، ولكن موضوع الوحدة القومية ليس على بساط البحث الآن".

*تمير: لن نوفر شبكة أمان*
تحتسب النائبة يولي تمير على المعسكر الأكثر يساريةً داخل "العمل"، وقد قالت لـ"الإتحاد" ان مقولة المظاهرة الأساسية كانت "ان علينا الإنسحاب من غزة لأن تواجدنا هناك عديم الفائدة لا بل انه سبب السوء بعينه"، وأضافت: "أرفض فكرة توفير شبكة أمان لحكومة شارون، واجبنا الحقيقي هو إسقاط الحكومة وليس إنقاذها". وعن تجاهل الجماهير العربية تقول تمير: "إنه خطأ كبير لم يبدأ اليوم ولكنه متجذر في نهج حزب العمل، انا أرى انه اذا أردنا النجاح لا بد من مخاطبة جميع القطاعات في المجتمع الإسرائيلي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة