الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هوامش ذاكرة لا تحفظ الأسباب

مها عبد الكريم

2009 / 9 / 11
الادب والفن


شقشقة
يعتريك متسلقا ..ذاك العرق العصي
غرورك المنسوغ بقسوة
فتشيح ..
عن طائر الجنوب الذي اعتناك ..
مذ كنت ..
كلمات مبهمة في فم الريح ..
و حلما عسيرا .. ضيع البحر وطنا ..
الا يرضيك اقتلاع أجنحة الخيال .. فدوى لأرض اليباب ..
لعلك ؟ .. او أن يتحقق الحلم
ليأتيك بعد لأي ...سادرا في أساطير اليقين والعبث
هل من سبيل الى مشرقك البعيد !
غير ان للاحلام عبثها الطفولي المستهين بعناء الرحلة القدرية
فتسلب المهاجر خلفها دليله الاخير حتى مرساك
بينما وقبل اللقاء ..تمنحك كلمات اخرى مبهمة ..واجنحة طائر
فتشيح ....
* * * *
وتبقى أنت.. برغم كل التحولات ..
وكل المشاهد التي تلبس ثوب التناقض الحاد الفاقع اللون
مشيرة بأصابعها إلى تلك النقطة الغائرة في قلب الترقب والانتظار
تسألك فقط أن تصغي
دون تهكمك او قلبك الموجوع بالظن
او أن تحمل على كاهلك ثقل "وماذا بعد ؟" ..
ان تصغي ..
لعلك تستمع إلى لحن اثيري.. لطائر استوطنته الغربات
لا يدري هل ضيعته الصدف ام هدته؟!
أرضك فكاد أن يختطها وطنا يشدوه كل الحان حنينه المختوم
لكنك تأبى..
غافيا مع لحنك الذي تشدوه لنفسك..
غير قانع أو متمرد ألا عليه....
فتشيح !
***********

لغة سرية

اتوق الى جناحين
الى معجزة ..
لا ليس خيالا ..
ان يكون لرائحة ازهار البرتقال صوت
وان تتكلم لغة سرية ما كنت اعيها قبلك
حين أملأ بها أحضاني كل ربيع ..
وليس حلما ان الشذى الندي يلهج باسمك ..
سادرا مثلي ..
في يقيني الذي يرتجي حلم ..
لتمضي الحقيقة في غزلها الغريب الواهم ..
لكني لم اعد اريد ..
أريدك حقيقة .. معجزة
فقد مللت الحلم ...
* * * *
سأتوه هذا المساء بين عطفات حروف حلم
على خط الزمن السميك
الحائر دون كلل
ان يظل ينهمر فوق الأيام مثل شلال
آملا أن يلتقي خطا آخر
التقاه .. حلما ..فوق ارض بعيدة غافلة
سأمد له هذا المساء يدا أخرى..
مليئة بأزهار الياسمين ..رغم الملل والغصة
سأغمض عيني عن وجهه الضبابي حتى موعد لن يحين
او لعله أتى دوني ؟!
وسأصغي الى كلمات عطر إزهار البرتقال
التي تملأ رئتي مستلّة حزني ..وأنفاسي
سأدعها تبتدع زمان لنا ومكان ..
***********

لست هنا .. لست انا

السماء .. مثل باقي الايام بلا لون
ولا شيء واضح ..في الافق المشبع بتراب الصحراء
العالم يبدو رتيبا كأنه يتثاءب
وحده النهر لن يمل إزاحة اللون الشاحب عن ثوبه المتلألئ ..
الرجل البائس المتسمر مثل كل يوم على حافة الطريق ..
ستنمو له جذور تغوص في التراب الذي تذروه الريح
شوارع .. صور .. أبراج .. الناس وحدهم لا يمتلكون قدرة التسلق إلى ذاكرتي
نساء بوجوه شاحبة ..
عيون غريبة في كل مكان
كل شيء غريب
وكأني لا انتمي له
لأني اليوم .. لست هنا
لست أنا
سيتكلمون كثيرا ..
كنت اعرف ..وهكذا كان
لم أكن أصغي ..لم يكن بالإمكان ابدآ
ألا أن أقوم بكل الأشياء بذاكرة اليوم الماضي ..
آو الشهر الفائت
لأني اليوم ..لست هنا
لست أنا
تغادرني كل الرغبات
وكأني بلا حياة
لدرجة تمنيت لو أني لم اعرفك ابدأ
امسك يدي التي لا تجيد سوى حرث حقل الحزن من جديد !
لكني لم اعد أنا ..لست هنا
يملأني الحزن..او يمر بي مثل غيومنا الشحيحة بالدموع
كيف استطعت أن تمنحني كل هذا التجلد
وكأني رجل الرصيف المغروس في تراب الطريق ..بصمت
كيف لي ان اشترك في حديث النسوة وكأني لا اسمع ما أقول ويقال
او اتلبّس عيونهن الغريبة..فأجول في الوجوه لا أرى غيري
لم اعد اختلف عن السماء التي سقطت ألوانها
فريسة تحت براثن التراب الزاحف
لم اعد هنا .. لست أنا
لكن ..
لماذا لم يستطع هذا الصمت ورتابة الشوارع المعفرة ..
لماذا لم تستطع كل تلك الثرثرة
أن تطغى على ضجيجه.. وجيبه ..
او.. أن تسكت قلبي الذي يبكيك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال