الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الديمورهابية - فيلم سينمائي عراقي يبحث عن شركة للإنتاج

سعد صالح

2009 / 9 / 11
الادب والفن


بدايةُ وقبل كل شي لا نستطيع التكلم عن السينما العربية من إنتاجها الكبير ولا نستطيع المقارنة بينها وبين السينما العراقية لما تفتقر إليه السينما العراقية من إنتاج فقير جدا قياسا بباقي الإنتاج السينمائي العالمي عموما والعربي خصوصا .
في ذاكرة السينما العراقية ثمة نقاط مضيئة ، مهما تراكضت الأزمان يبقى تذكرها ضرورة من ضرورات الشغف السينمائي ، لاسيما إن السينما العراقية لن تأخذ مكانتها ولم تفتح لنفسها الأفاق الفسيحة لتحلق فيها وتواكب حركة التطور العالمي فتعثرت لمرات عديدة وظلت طوال سنينها تحاول إن تكسر حاجز الخوف في داخلها ، فبقيت تأن من وجع الإنتاج غير المجدي ومن تراكم الأخطاء ، وان كانت تحفل بتاريخ طويل وجرأة وإمكانات ليست سهلة .
ومن بين ركام السنوات وغبارها ومن بين الأشرطة التالفة ومختبرات التحميض ومشاكل موادها ،أتذكر الخطوة الأولى التي بدأت قبل (61) عاما وذلك من خلال دراستي وقراءتي المكثفة للسينما العراقية وتاريخها الطويل ، ففي العشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1964 تم عرض أول فيلم سينمائي عراقي وهو فيلم (ابن الشرق) ، الذي كان إنتاجه مشتركا ما بين العراق ومصر ، بين شركة أفلام الرشيد العراقية وأستوديو الأهرام ، وقد اخرج الفيلم المخرج المصري إبراهيم حلمي وأدى أدواره الرئيسية كل من : الممثل العراقي عادل عبد الوهاب والممثلة المصرية مديحه يسري ، وشارك فيه المطرب العراقي عزيز علي والممثل المصري بشارة واكيم وظهر في الفيلم أيضا المطرب الريفي العراقي حضيري أبو عزيز ، وقد عرض هذا الفيلم الذي بدأ العمل فيه عام 1945على شاشة سينما الملك غازي ببغداد ، فصار هذا التاريخ عيدا للسينما العراقية قبل إن يتم العمل في اقتراح إن يكون عيد السينما العراقية هو يوم عرض فيلم ( فتنة وحسن ) قبل أربع سنوات لكونه فيلما عراقيا خالصا إنتاجا وإخراجا وفنانين وفنيين عام 1954 .
والحديث عن هذا اليوم يدفعنا إلى الحديث عن السينما العراقية والمراحل التي مرت بها ، السينما العراقية بدأت من الصفر ، من اللاشيء ، من حيث الندرة ، وتوسل بعض مالكي دور العرض السينمائي بالآخرين لصنع الأفلام ، وتم الاتصال بالمخرج المخرج المصري لصنع شريطين احدهما (ابن الشرق) والأخر (القاهرة بغداد) الذي أخرجه احمد بدرخان ، واستعانوا كذلك بالمخرج الفرنسي (اندريه شاتان) لإخراج فيلم (علية وعصام) عام 1948 ، ومن ثم المخرج المصري احمد كامل مرسي لإخراج فيلم (ليلى في العراق) ، وقد أدى فشل هذه الأفلام تجاريا إلى انسحاب مستثمري رؤوس الأموال من ميدان الإنتاج السينمائي وإزاء ذلك الفشل كان الحماس قد ألهب نفوس بعض الشباب العراقي من خلال المشاركة السابقة بالأفلام المشتركة ، فبدأ حيدر العمر أولى الخطوات وقام بوضع اللبنة الأولى في صرح السينما العراقية ، فأخرج فيلم )فتنة وحسن ) عام 1954 ، وهو الفيلم العراقي الأول الخالص الذي لم تشترك فيه أية يد خارجية ، فقد كان عراقيا بكل ما فيه من روحية وتفاصيل ، بهده تتابع المخرجون العراقيون في بناء السينما العراقية .
الكثير من الشباب المخرجين العراقيين انتهوا مؤخرا من كتابة العديد من الأفلام السينمائية العراقية الضخمة والجميلة ولكن أين الإنتاج ..؟؟
سؤال يوجه إلى وزارة الثقافة العراقية أولا ، ودائرة السينما والمسرح ثانيا ، وشركات الإنتاج السينمائية الموجودة اليوم في العراق ثالثا ، كونها شركات فقط بالاسم يعني مظهر وليس جوهر .
لم اسمع منذ سقوط النظام السابق والى اليوم عن شركة إنتاج عراقية تتبنى إنتاج فيلم سينمائي عراقي ، ولا حتى وزارة الثقافة ولا دائرة السينما والمسرح .
إنا شخصيا بعد ما انتهيت من كتابة فيلمي "الديمورهابية" طرقت الكثير من الابوب للإنتاج ولكن بدون جدوى لأنني طرقت باب وزارة الثقافة العراقية وباب دائرة السينما والمسرح وكنت أفاجئ بالجواب ( لا يوجد لدينا تمويل لفيلم سينمائي شوف أي شركة عامة تتبنى موضوع إنتاج فيلمك ) هل هذا الجواب منطقي وشافي من مسؤول عراقي رفيع المستوى لا أريد ذكره اسمه .
بعد سقوط النظام مباشرتا بدأت بكتابة هذا الفيلم وانتهيت من كتابته سنة 2008 ومن هذا الوقت والى اليوم وانأ ابحث عن شركة إنتاج أو أي جهة إنتاج حكومية أو خاصة ( أهلية ) ولكن للأسف الشديد لا وجود لإنتاج سينمائي في العراق .
علما إن قصة الفيلم تحاكي جميع طوائف الشعب العراقي لتقول للجميع لا فرق بين سني وشيعي وكردي ومسيحي وتركماني الكل إخوان تحت سقف واحد اسمه العراق ، وموضوع يقف ضد الإرهاب في العراق ومحاربة كل الفاسدين . علما إنني تعرضت لتهديد ومحاولة قتل من قبل جهات مختلفة لا اعرفها على منعي من عدم تصوير عملي هذا ولكن إنا انوي تصوير هذا العمل حتى لو كلفني حياتي .
الفيلم الذي يستغرق عرضه سبعين دقيقة ليحكي المتغيرات التي طالت المجتمع العراقي والحياة البغدادية بعد اجتياح العراق في 9 آذار 2003 ، والذي انوي تصويره في قلب العاصمة العراقية بغداد وشمال العراق وبيروت والقاهرة بالاشتراك مع فنانين عراقيين وعرب وأجانب ، وسوف يواجه الفيلم جدل كبير من قبل النقاد والسينمائيين والمثقفين العراقيين مما يحتويه من مادة تحتوي على شرح كل المتغيرات التي حدثت في العراق خلال الأعوام الستة الماضية التي مرت على البلاد في ظل الاحتلال الأميركي ، واكبر مشكلة يواجهه الفيلم هي مشكلة الإنتاج لان يحتاج إلى إنتاج ضخم جدا .
الديمورهابية فيلم سينمائي عراقي وخطوة جميلة جدا سوف تساعد على إعادة حركة عجلة السينما العراقية للدوران مجددا بعد توقف استمر قرابة العشرين عاماَ.

كتبها المخرج العراقي
سعــــد صــالــح
بغـــــداد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية جديدة حول مكان السنوار


.. عوام في بحر الكلام -ليه نظلم شفيقة.. الشاعر جمال بخيت يحكي ق




.. عوام في بحر الكلام - صاحب أشهر سيرة شعبية في القرن العشرين..


.. عوام في بحر الكلام - الصعايدة هما أساس الجناس.. الشاعر جمال




.. قبل الامتحانات.. خلاصة مادة اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية