الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شافيز يا عرب شافيز ... احتفاء بالرئيس الفنزويلي

عادل اسماعيل

2009 / 9 / 11
كتابات ساخرة


من كل قلبي أرحب بك أيها الأسمر القادم من نصف الكرة الغربي. حللت أهلا ... فربما نستعيد مع طيب الذكر كارم محمود بعضا من أمجادنا الغابرة، الغاربة، المستغربة؟ ووطئت سهلا ... فلعلك تذكرنا بالناصر صلاح الدين، أو الناصر جمال على أقل تقدير؟؟ أهلا بك ... كيف لا، ولم يبق لنا من يشد أزرنا سواك في وقت عزت فيه الرجال وخلت دنيا العروبة من الفرسان الغر الميامين أمثالك؟.. خلاصتو : أحييك "وبهنيك ، وبهني نفسي فيك".
ولكن قل لي بربك ماذا تريد منا، ولماذا جئت إلينا؟ ألنقف معك في مقارعة الامبريالية، أم لكي تتضامن معنا ضد الصهيونية؟ هل تصدق يا هوغو أننا ضد الامبريالية؟ وهل تصدق أننا جادون في دحر الصهيونية؟ لو كنا كذلك يا هوغو لكنا جعلناهما في "خبر كانَ" قبل أن تصبح رئيسا لفنزويلا، وقبل أن يكون صديقك نجاد رئيسا في طهران. وباعتبارك عربي الأصل، ولو رمزيا، فلا شك أنك تتذكر معركة الكرامة، وحرب الاستنزاف وعبد المنعم رياض وحرب رمضان... !! ما رأيك .. نحن قدها ولاَّ لاء؟
ماذا أقول لك في سياق ترحيبي بك على الأرض اللي "بتتكلم عربي"؟ صدقني أنا يساري مثلك، وأكره الامبريالية جدا، وأبغض الإدارات الأمريكية كلها "قشة لفة" ... لافرق عندي إن كانت ديمقراطية أم جمهورية ... صدقني أنا أحد الفقراء المتطلعين إلى لقمة شريفة نظيفة ... ومن الحالمين بعالم آمن تسوده الحرية والعدالة والحق... وأنا من المعجبين بك وبوقفتك الشجاعة في وجه وحوش العولمة الطامعين بثروات عباد الله في دنياه الواسعة. وأنا من الفرحين بانتصاراتك وانتصارات رفاقك في أمريكا اللاتينية ... وسأكون في غاية السرور لو صارت بلادك قبلة لكل مظلومي العالم... فأنا مؤمن حتى العظم بالتضامن الأممي ناهيك عن التضامن الوطني والقومي والطبقي والأهلي والمهني ... إلخ. سأفرح كثيرا عندما أسمع أن فنزويلا تمكنت تحت قيادتك من تحقيق معدلات تنموية عالية، وتحصين مكتسباتها الاقتصادية والسياسية بجيش قوي قادر على رد كيد العدا. ولكن!!! ولكنني خائف عليك ... لقد وسَّعْتَ الفرجار كثيرا يا صديقي ... أخاف عليك من الرمال المتحركة في الشرق الأوسط، ومن متاهات الصحراء، وشطط الخيال العربي. أخاف عليك من الطموحات النووية في طهران. ومن الذين يقذفون الإمبريالية بحمم الكلام ثم يتصالحون ويدفعون الدية. هذه الأخطار التي أتخوف منها قد تودي بك (لا سمح الله) قبل أن ينعم فقراء أمريكا اللاتينية بما يأملونه منك.
وطالما حللت ضيفا معززا مكرما في ديارنا، عليَّ أن أخاطبك باسم عربي ... أنا – بلا ظغرة – لا أعرف اسم ابنك البكر ... ولكن دعني أناديك باللقب المحبب عند فئاتنا الشعبية في المشرق ... لا شك بأنك سمعت بابن ديرتي "بوعلي" ياسين؟؟ آخ يا بو علي هوغو ... انتبه قبل أن يطيحوا بك ... إذا فشلوا في المرة الأولى فقد ينجحون في الثانية .. خلي بالك من زوزو .... وزوزو هذا ليس بطل فيلم عربي قديم، بل هو – كما أخبرني مصدر يساري موثوق – عسكريٌ فنزويللي تجري في عروقه دماء شرقية ... وباعتباره ابن أصل فقد يعملها معك، وحجته أنك بالذات جربت الانقلابات. وأنا خايف عليك من الورطة المتعلقة بعقوق الإنسان ودول " المرقة المارقة"، فقد تأخذك الأمم المتحدة بجريرة مناصرة المنبوذين وأبناء السبيل!! وقد تثور عليك منظمة العفو الدولية لأنك تتغاضى عن انتهاك حقوق الأقليات العرقية والمجموعات المثلية ... وقد تهب في وجهك عواصف العوالم الخفية متهمة إياك بمعاداة السامية ... أنا خايف عليك يا بو علي هوغو ... خايف لأنك إذا سقطت فسوف نروح فيها جميعا مرة أخرى. يرحم والديك يا بو علي لا تضيِّعها علينا ...! أنا خايف عليك من جماعتنا في بيلوروسيا الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في اكتوبر ... دير بالك خيّي بوعلي ... إياك أن تصدق أن الإمبريالية نمر من ورق ... الله وكيلك ليست كذلك ... أنا خايف عليك لأنني أحبك... وسوف أحبك أكثر إذا تفاديت الوقوع في حبائل الغرور، وإذا لم تتحول إلى عادلٍ مستبد، يعني إلى ديكتاتور كما يقول بعض حسادك ( عين الحسود فيها عود). أنا سوف أموت في حبك إذا لم تقض على المعارضة الفنزويلية جسديا .... خليها تهوبر ... شو بيطلع منها؟؟ ولكن إذا قمعتَها ومنعتَها من المشاركة في انتخابات حرة نزيهة فستقوم عليك الهيومن رايتس ووتش .. ما أدراك ما الووتش ؟؟ عندئذ نخسر ، نحن يساريي العالم، حصن الثورة العالمية الجديد، وحضنها الدافئ، ونعود القهقرى ؟؟؟ وأنا شخصيا سأتخذ قرارا بالكف عن حبك حتى إشعار آخر إذا ضربتَ المعارضة بالجزمة أو الطبنجة الساداتية.
ومن ناحية أخرى لا أخفيك يا حبيبي هوغو أنني أفضل مقارعة الامبريالية ماركسيا وقوميا ، لا دينيا ... وما بخبي عليك يا ضو عيوني أن جيرانك اللاتين أقرب إلى قلبي من حلفائك القساة الذين يرفعون شعارات الدين ... انا صريح جدا معك ؟؟؟ دير بالك من العسكر ... ولكن لا تكثر من التعديلات الدستورية... لقد عدلت الدستور ذات يوم ؟؟ يكفي ... ما كل مرة بتسلم الجرة. دعنا نهنأ بك ونرفع رؤوسنا عاليا ونتباهى ونفتخر بأننا يساريون نفوز ونحكم الأمة عبر صندوق الاقتراع... خلينا نشوف حالنا على الأمريكان بأننا نحصل على 60 بالمئة من الأصوات بينما هم لا يحصلون إلا على 50 بالمئة زائد كم صوت... أما لعبة المئة بالمئة ... فإياك ثم إياك .. !! لا تقربها ... لأنها السم الزعاف بعينه. ولا داعي أن نتجرعه مرة أخرى. دخيلك خيّي بوعلي هوغو...!!
وأخيرا لك التحية والسلام من عبد الودود وحميدان وفليِّح وفطوم وبدرية .. وعموم أولاد الديرة الشرقية، والأهل والأقارب والجيران أجمعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا


.. فيلم -ولاد رزق 3- يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المص




.. رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى.. السوبرانو الأردنية زينة بر


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص




.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء