الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة الحراك السياسي الفلسطيني

جورج حزبون

2009 / 9 / 11
القضية الفلسطينية


جاء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني يوم26/8/2009 في مقر الرئاسة ليصوب وضع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكانت جلسة استثنائية لا يعتد فيها بالنصاب، ورغم ذلك وصل العدد إلى فوق الأربعمائة، البعض حضر وخاصم على انه عضو والآخرون مراقبين،مما دعا إلى تسمية الأعضاء بالمناداة مرتين والثالثة عند التصويت للانتخابات.
قد يفهم الأمر على انه تقاطر للدفاع عن شرعية م ت ف ، ولكنه للأسف لم يكن سوى إحدى مظاهر الشخصنة التي غلبت على حياة الشعب الفلسطيني، حيث كان أهم المتزاحمون حصولهم على العضوية، وكان واضحا من خلال النقاش الذي لم يقدم جديد، باستثناء الانتخابات، وأيضا لم يشارك أكثر من عشرون شخصا واغلبهم ممثلي تنظيمات دفاعا عن عملية التوافق كما سميت على قائمة المرشحين.
وبلا شك فان هذا المظهر الذي نشئ بعد عملية مدريد وإقامة السلطة الوطنية، إنما يعبر عن تنامي الجانب الذاتي في العملية الوطنية وتراجع البعد النضالي، فقد كانت غائبة وجوه كثيرة عن عملية النضال إبان الاحتلال، وبفعل نهج الاستزلام والمظاهر الكاذبة نشأت حاضنة للمنتفعين ودحر المناضلين وهيمنة المحسوبية، وقد ظهر ذلك في مؤتمر حركة فتح السادس حيث تخاصم كثيرون على دخول المؤتمر بعضهم لم يكن أصلا عضو في(فتح) ولا علاقة لهم بالتاريخ الكفاحي للشعب الفلسطيني.
لقد قال أبو مازن في جلسة المجلس الوطني حول المرحلة الراهنة بأنها "مرحلة حراك سياسي جدي" وطالب بتفعيل المنظمات الشعبية مع انطلاق عملية تفعيل م ت ف وكان واضحا انه بعد مؤتمر (فتح) وانعقاد المجلس الوطني وتثبت اللجنة التنفيذية سيتم استكمال الاجرآت المستوجبة لإنهاء حالة الفوضى وإجراء الانتخابات الرئاسة والتشريعية والبلدية التي لا ادري سبب تأخر إجراءها مع أنها مستوجبة ومدتها منتهية قانونيا وانعقادها لا يترك أثرا خلافيا في الساحة الفلسطينية، ولعل هذا النهج ينتج حالة تربوية صحيحة يتقدم فيها الأكثر كفاءة وحضورا وتنتهي حالات المحسوبية والواسطة حتى في المناصب أو المواقع الوطنية والنضالية والتي تعكس سلبا،و تبعث على الإحباط.
ومع ذلك فقد أظهرت جلسة المجلس الوطني أن الفذلكة مستمرة وان على حياء، وان التكتلات قائمة والمحسوبية مشهرة، رغم كل الوعود والإعلان عن وأدها، وان كانت المرحلة جدية فان الاستعداد لهل يجب أن يكون جديا، ولقد أظهرت الفعاليات الأخيرة لفتح وللوطني أننا لا نزال نراوح، وان النقلة لم تحدث بعد، فلا زالت /فتح/ تتصارع مع حركة حماس بنفس المنهج السابق وبنفس بضاعتها من خلال الخطاب الديني الذي كان واضحا في كلمة رئيس المجلس الوطني"سليم الزعنون".
إن مفهوم الوحدة الوطنية ليس بالتوافق على توزيع المناصب في التنفيذية، وليس بعزل حماس ومزاحمتها الدينية بل على برنامج الوحدة الوطنية المرتكزة على قاعدة النضال لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة وليكن واضحا وصريحا انه حسب إعلان الاستقلال ودولتين لشعبين، هذا نهج يتطلب التعبئة على أساسه وليس باستحياء على الطريقة الدبلوماسية فالحالة الراهنة لا تحتمل اللغة الغير محددة، والتقاط (اللحظة) هي معيار النضال المدرك الواعي المنتصر والقادر على تحقيق طموحات شعبنا، وإضاعتها ستجر مصائب إلى جاني المصائب التي تعاني منها.
وأخيرا أعلن رئيس المجلس الوطني عن (مبادرة) تتمثل في ضم عدد اكبر لحركة حماس بالمجلس الوطني وحسبما لحركة فتح، ماذا يعني هذا؟؟؟ ولماذا لم تطرح على المجلس ولو للعلم!! وهل لرئيس المجلس صلاحية هذا!!؟؟ وإذا هذا يتقاطع مع اتفاقيات إجراء الانتخابات فلماذا يعلن؟ الحقيقة إن نهج الاسترضاء والإغراء بالمشاركة مظهر خطر على مستقبل النضال الوطني وعلى أبجديات الديمقراطية الفلسطينية، وهي إشارة واضحة للإصرار على التقاسم والإرضاء، دون قناعة بالوحدة الوطنية والجبهة الموحدة، وهي طريق لن تصل إلى أي هدف صحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 9 / 12 - 13:19 )
اخي جورج المحترم ، رغم موافقتي على ما جاء في مضمون مقالك الدقيق في تشخيص الوضع الفلسطيني ، يبدو أن نهاية المقال هي التي يفترض أن تكون عنوان المقال . هل تعتقد أن هناك حراكاً سياسياً ..؟ شخصياً لا ارى في الأفق اي ملمح لحراك سياسي قائم على أساس وطني ديمقراطي ، بل تقاسم وظيفي مصلحي . وحرص البعض الظاهر على الوحدة الوطنية ، هو من موقع السعي لفك العزلة السياسية فقط . مع التحية لك .

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله