الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغلبية صامتة - آلام في أصقاع المنافي.. عراقيو الخارج وسبل مغادرة ثقافة العنف

وليد الحيالي

2004 / 5 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل سقوط النظام الغاشم في العراق كان نضال الغالبية العظمي من قوي المعارضة العراقية من خارج الوطن له مايبرره، باعتبار ان ذلك النظام لم يتح المجال لاي شكل من اشكال المعارضة والا كان مصير من يعارض الموت الحتمي من دون نقاش. وكنا جميعا ننوح ونبكي علي الوطن وربوعه واهله وأنهاره وسهوله وجباله. حتي سقط الصنم، وشد الرحال الي الوطن عدد قليل من مناضلي الخارج، عاد منهم اكثر من الذين ذهبوا.
وزادت قنوات الاعلام المكتوبة والمسموعة بعامة والالكترونية بخاصة. وظهرت اقلام عدة حدتها بحدة السيف السقيم. وجميعها تدعي السبق النضالي حيال النظام المقبور لم نسمع عن الكثير منها. البعض يدعي بانه ناضل باسم مستعار والاخر معار فالكل محق بما ادعي فالنظام المخلوع لم يكن يرحم احداً وسوطه ومطرقته تلاحق الاخضر وتحرق اليابس. فاذا يحق لهولاء نضال النعامة. لكن الفرق كبير بين من جاهر باسمه الصريح معلنا معارضته للنظام او من دون اعلان. المهم سقط النظام الغاشم. ولم يبق ما نناضل ضده في الداخل. لكن بقينا بالخارج ولابد ان نناضل لاننا محترفو نضال، ولا نستطيع دونه فهو زادنا وزوادنا في الغربة. فاخترعنا شكلا جديدا منه. يسمي نضال القدح والردح البعض للاخر. فاختلط الحابل بالنابل، فهذا يشتم ذاك، وذاك يشتم هذا. وهذا يتهم ذاك، وذاك يتهم هذا. ولكل باقي في محله لايبارح، نوزع صكوك الوطنية ببخل شديد يقابله صكوك سخية للعمالة. .نحلل كما يحلو لنا ونرفع ونكبس وكلنا ندعي السبق العلمي في تحليلاتنا، والويل لمن يختلف مع الاخر فنحن قوم كلنا محللون سياسيون لايخطئون، حتي ولو كان ما نذهب اليه في واد والواقع في وادي اخر بعيد. وهو في اغلب0 الاحيان بعيد.
تاسيساً علي ماتقدم دعونا نفسر ماذهبنا اليه فيما سبق. شريطة ان نربط بين حقيقة مؤثرات عملنا قبل سقوط النظام وبعده. فانا متيقن ان مناضلي الخارج كان لهم اعمق الاثر في فضح ممارسات النظام المخلوع وحزبه امام المحافل الدولية بكل تجلياتها الكونية. رغم الصعوبات التي واجهت اطياف المعارضة العراقية من الوصول الي صانع القرار الدولي حيال النظام. لما كان يملكه الاخير من ماكنة اعلامية دولية هائلة تسانده في ذلك امكانات مالية كبيرة وظفت لصالح تبييض صفحة النظام، وتصويره عربيا بالمدافع عن حقوق الامة العربية المصيرية. وقضايا تحرر الشعوب دوليا، دافعا في خدمة هذه المهمة شخصيات واحزاب ودول اقليمية ودولية. كما ان جل ابناء الخارج الذين اقتلعوا معظمهم من العراق وبخاصة من كان يحمل قضية الوطن وهمومه الحقيقيه سواء كان حزبيا او مستقلا ساهموا جلهم في حل المشاكل الاقتصادية العسيرة لابناء الوطن من خلال المساعدات الشهرية التي كانت ترسل لذويهم ومقربيهم واصدقائهم، ناهيك علي التبرعات السخية للحركة الوطنية العراقية للمساهمة بهذا القدر او ذاك من اجل إسقاط النظام، رغم قله وشحة مصادر الرزق وصعوبته لمعظم من قذفته الظروف خارج حياض الوطن وربوعه.عمق الفجوة كل ماتقدم يدعونا ان نري الواقع لاسيما عمق الفجوة ونكران الجميل والجحود الذي يتعرض له من عاني الغربة وقسوتها وقدم الغالي والنفيس من اجل وطنه وشعبه. وهو ينتظر ان يفتح الوطن واهله ذراعيه لكي يحتضنه. لكن لا هذا حدث ولا ذاك. اي جحود قاسي تعرضوا له مما تجسدت في سلوكيات اغلبهم ثقافه عنف يعبر عنها في حسرات خطابهم السياسي والثقافي، وان كان يعكس في جلة موروثا حضاريا قائما علي الطحن والنحر. اذا ما هو السبيل للخروج من المأزق وتقليص الفجوة بين ما نحن فيه من تناحر وتصادم ممزوجة برغبة حقيقية للعودة الي الماضي القائم علي التكافل والتضامن الاجتماعي الذي مضي ولا يعود، هو برأي شد الرحال مجددا الي الداخل فرادي وجماعات. لكن هل نظن ان الرحيل المرتجل السبيل لحل ازمتنا؟ لا يمكن ان يتحقق المرجو من دون ان تتبني مشاريعنا في العودة جهات رسمية ومهنية ممزوجة بقبول شعبي واعترافا جماهيريا بان من في الخارج اهلنا ولهم ما لنا. كما كان ما علينا عليهم. انذاك تلتحم الاجزاء وتتقارب الابعاد وتتقلص الفجوة. لكن هل يحدث هذا دون تضحيات؟ انا لا اظن ذلك، اذ اعتقد ان تضحياتنا ستكون جساماً لاسيما نحن نتحدث عن وطن اصبح يحتوي شعوبا واعراقاً، بفعل الغربة والاغتراب.. هذه الحالة واقعية تحتاج منا الفعل العاجل قبل فوات الاوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة