الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبن بيئته

رشيد كرمه

2009 / 9 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لـــــم أهتدي الــى مصدر مقولة ( إن الذين لايتعلمون مــن التأريخ محكومٌُ عليهم بتكرار مآسيه ) ذلك أن الإستنتاج كما يقول الفقهاء منتجا ًوجاء عاما ً وشاملا ً بل أخذ أو إستوعب الظرف الزمـــكاني ,والحقيقة الأخرى فـــــي المقولة ديمومــتها وقـــــــد حملت برهانها معها لتؤكـد أن وقائع التأريخ هنا وهناك مهما صغرت وعظمت , إن لم يتعلم منها بني البشر ويصحح ما فـَسُدَ منها فسيحكم عليه وعلى من معه بذات الفساد والذي ماإنفك يلازمنا نتيجة التربية الغليظة والإستعلائية علــــــى الآخر , ولعل قاموس الحياة ملئ بالمفردات والتي تشكل سلسلة من المعارف مــــا أن تضيع واحدة منها حتى يتبين الخلل وعندما نُخضِع مجتمعانا العربية ــ الإسلامية لمجهر الحداثة والتحضر فإننا سنفزع بلا شك مـــــــــــن رداءة القيم التي نشأ عليها الإنسان ومنها جانب " التجسس " على الآخر والظن السئ به , بل سيتطوران الــى قمة الفعل العنفي ـــ الإرهاب ـــ والذي يمارسه الأب ضد العائلة , وتمارسه العشيرة ضد الأب, وتمارسه القبيلة ضد العشيرة والدولة ضد القبيلة وهلــم جرا , وما يحيط بنا فــي الوقت الراهن سواء في العراق أو منطقتنا العربية ــ الإسلامية تراكم مهول مـن الممارسات الخاطئة والمرضية ودعــونا نفكك حالة مــــن بين ملايين الحالات التي يزخر بها مجتمعنا الأسلامي ( لرجل يعتد ُبنفسه كثيرا ً) وعلى أنه خير من أخرجت عائلته للناس , يقول فــــــــي سردياته : [ أنه و بعد أن إستغرقته وتملكته الطقوس الدينية ( الإسلامية ), وبعد أن ملأ َ كل خلايا دماغه بما أوتي مـــن حديث ٍوإعجاز,وقف يتأمل ُالسلطة الأبوية الصارمة , وكيف أستطاعت السيطرة علـــــــى خمسة أشقاء أشقياء وشقيقتين شبقتين مُخادعتين ....إنتهزَفرصة تواجده في البيت وحيدا و بَحث َفـــــــــي لصوصية ٍوإحتراف ٍ شديدين أرشيف شقيقهُ الأكبر فوجدهُ يعمل فــــــي جهاز مخابرات الحكومة , وشقيقه الثاني ضابطا فــــــي جهاز أمـــن الدولة والثالث الذي يصغره بعام واحد يحمل رتبة ضابط فـــي جهاز الأستخبارا ت العسكرية أما الرابع فقد خوله ( حزب السلطة ) مسؤولية الأشراف المباشر علـــى شعبة التقاريرالخاصة والسرية للغاية كما أن الشقيقة الكبرى قـــــــد مُنحت درجة حزبية أعلى لنشاطها فـــــــي إستدراج من يعتقد بأنهم مناوئون , فــي حين تسلمت شقيقته الثانية مسؤولية مخابراتية فـــــي أعلى جهاز هرم السلطة , إرتعدت فرائصه وبدء يستعوذ ويستغفر, بسملَ و أدى صلاة ً بركعتين وآلا على نفسه أن (لا ) يسلك سلوكهم وقررأن يهجر الجميع بحكمة , لئلا يقع ضحية لأحد منهم ,وإختار الزواج من أحدى بنات الجيران ومـن ثم إنتقل للعيش معها بمباركة الجميع ,,فــــي عامهم الأول لم تدقق الزوجة كثيرا ًفيما تجد أن ماتحويه حقيبتها قد طالها العبث ولكن قليلا من التركيز منها فيما بعد أعوام من الشك والريبة لاحظت أن العبث قد طال خزانة ملابسها ,وشيئا فشيئا ً طال العبث ُ بما تستحقه مــــــــــن أجر ٍعلى عملها وبمرور الأيــــــــــام تطور العبث وطال ماضي العائلة والأقارب والأصدقاء حانت لحظة المواجهة ولجأت في البدء , وهكذا ظنت إلى الصراحة ثم الصرامــة بعد أن تأكد لها بما لا يقبل مجالا ً للشك أن العبث قد طال كل شئ .... ولم يبق لها كأي إمرأة ٍ فـــي أي مكان وتحت أي ظرف سوى اللجوء والإستعانة بذويها ومعارفها من أهل الحكمة والفطنة وكانت النصيحة الفراق وهذا ما تحقق , غير أن العبث لــم ينتهي إذ أن طفلهما الصغير ذو العشرة أعوام والذي إستقر مــــــــــع أمه في إحدى العواصم الأوربية أخبرها بأن زيارته الأخيرة للأب كانت مُسلية وكان كريما ًباذخا ًوإن لــــم يستطع الإجابة على أسئلته وفيما تحمله أمه في سرها وعلنها و ما في حقيبتها وفي خزانة ملابسها وعلاقتها مع صديقاتها والآخرين كما أنه لـــــــــــم يعرف شيئا عن (أحمد.....) سوى أنه ينام النهار ويسهر الليل وإنه يستغل غرفة الضيوف المجاورة و أنه شاب ٌُوسيم ٌُيحظى بدلال وإعتزاز أمه التي تكبره بكثير!!؟؟, ويستطرد الإبن بعفوية بالغة حين يخبر أمه : لقد أقسمتُ له بأنني لا أعرف أي شئ عن حبوب منع الحمل الذي جهد الوالد فـي معرفتها بل لقد وعدته بأشياء كثيرة عند لقائنا في المرة القادمـــة ..............]
فهل هناك شك في أن لا تتكرر المأساة حينما لايرغب المرء أو يتجاهل قراءة التأريخ ؟ وهل هناك أدنـــى شك في أن الأنسان ليس إبن بيئته ؟
السويد 12 أيلول 2009 رشيد كرمة











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف