الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الساسة العراقيين والعرب من الخلاف السوري العراقي

أمير جبار الساعدي

2009 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أبدي عجبي من أن يتحول حامي الامس وصديق اليوم من الذين كانوا يحتمون "بالجارة" سوريا كيف تصورا بمنظورهم السياسي والدبلوماسي والعرفي أن يحولوا روابط الدم والدين والتأريخ وكل الأواصر بين العراق وسوريا وبمفهوم مجلس الرئاسة الموقر الى "جارة" وليست شقيقة أفليس الاجدر على من يدافع عن هذه العلاقات أن يكون حريصا على أختيار مفردات رسالته الموجهة للعالم بدقة أكثر فلما تحولت الشقيقة سوريا الى "جارة" هل هو نوع من ألقاء اللوم أو مساواة بأيران وتركيا أم أبتعاد عن القومية والعروبة، وهذا نص مقطع رسالة الرئاسة الموقر (واصدر المجلس البيان التالي:اجتمع مجلس رئاسة الجمهورية وناقش سلسلة من القضايا العاجلة وفي مقدمتها اهمية تطويق الموقف مع الجارة سوريا والتعاون بين البلدين لحل المشاكل العالقة). ثم نرى من كل حدب وصوب في هذه الرسالة التي أرادت أن تحاكي العلاقات السورية القديمة البطيئة التجديد والتلويح برايات الموقف القوي لحماية الحقوق الدستورية لمؤسسات دولة القانون الجديدة في العراق وهم أي مجلس الرئاسة الذي يلجم نفسه بنفسه فهو من باب التلويح الأنتخابي والمزايدات على حكومة المالكي يوجه الأنتقاد لموقف المالكي بتدويل قضية الخلاف بين العراق وسوريا وفي الجانب الأخر يعطيه كل الصلاحية بأستخدام كافة الوسائل المتاحة لحماية أرض العراق وشعبه فأين حقيقة موقف مجلس الرئاسة الموقر في هذه المسألة وأرجو التصحيح إذا كنت على خطأ وهذ نص مقطع من الرسالة (كذلك قرر مجلس الرئاسة متابعة الرسالة التي كتبها لدولة رئيس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب الموقرين في 23/8/2009 لمتابعة الملف الامني وايقاف استباحة الدم العراقي بكل الوسائل السياسية والامنية المطلوبة).
ثم ألا ترون معي تأخر الموقف العربي دائما فيما يتعلق الامر بقضايا العراق والتردد بأتخاذ مواقف صلبة وأكثر أيجابية من هضم الحقوق العراقية على الساحة العربية فنحن نطالع موقف أجتماع مندوبين الجامعة العربية ورفع الراية العصماء والعلامة التجارية المميزة لكل المواقف العربية وهي الشجب والاستنكار والادانة ولكن من غير موقف حقيقي يدعم هذه القضايا إلا بعد المطالبة بتصحيح الادوار لهذه المواقف فهل هو أمرٌ يصعب فيه أتخاذ رأي وموقف مباشر أم هي ممطالة ولعب بالاوراق السياسية كما في قضية فلسطين المحتلة "دائما" ولكن ليس الى الأبد، وأقرأوا معي نص بيان مندوبي الجامعة (وكشفت مصادر عن تمكن مندوب العراق السفير رعد الالوسي واعضاء الوفد من تعديل الفقرة الخاصة بالاحداث الاخيرة في بغداد، اذ كان ينص البند قبل التعديل على "ان مجلس الجامعة العربية يدين ويستنكر التفجيرات الدامية التي حدثت في بغداد يوم 19 من الشهر الماضي". وذكرت المصادر ان البند الجديد بعد التعديل ينص على "ان مجلس الجامعة يدين هذه التفجيرات الارهابية ويصفها بأنها تهدد الامن والسلم في العراق وادانة الاعمال الارهابية باعتبارها تهدد الامن والسلم وفقا لقرار مجلس الامن الدولي بهذا الشأن".).
فأين الموقف العربي في تصفية الاجواء وأحقاق الحق ألم يكن جديرا بالاخوة العرب وهم من يسعون لترطيب الاجواء بين الاشقاء أن يسرعو مثل دول الجوار الى رآب الصدع بين العراق وسوريا كلٌ حسب أمكانياته وقدرته وثقله الدبلوماسي على الساحة الأقليمية والدولية (فنرى دول الجوار وهي صاحبة الرايدة في كل مسعى نحو التوافق بين الاشقاء لاتتحرك الأ بعد حين، لماذا قطر الشقيقة سباقة لكل عمل مصالحة إلا في فيما يخص ارواح العراقيين لا تحرك ساكن ومثلها السعودية، نحن لا نريد أن نقلب الاوراق القديمة، عندما تهددهم صدام توحدوا مع القريب والغريب لدرء الخطر عنهم فأين هم الان وقد أُبعد صدام وأصبحت الدولة العراقية اليوم تحالف نفس الحلفاء وتعمل على تأسيس دولة جديدة وفق معايير أحترام الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية والنهوض من تبعات الماضي وما تبعه من مخلفات الاحتلال، وأذكر الشقيقة السعودية عندما شب خلاف بينها وبين أحدى دول مجلس التعاون حول الحدود ماذا فعل صدام في ذلك الوقت ليلجم الخلاف ألم يرسل أفراد أجهزته الامنية ملوحا بأشعال المنطقة إن صعدت السعودية النزاع قد لا تجد هذا في ظاهر الامر ولكن من خبر الخفايا عرف بأنه الحق، فهل نحتاج اليوم للتعامل مع أشقاءنا وأخوتنا من العرب بهذا الاسلوب الرخيص. قد تكون السياسة أوراق لعب بالمصالح وأوراق ضغط هنا وهناك لتحقيق بعض المأرب ولكن ألا يصح أن نتجاوز عن مصالحنا عندما يتعلق الامر بأرواح الابرياء من العراقيين الذين يقتلون من غير واعز لشرع أو قانون فماذا يقول الاشقاء العرب لرب هذه الأسرة وأسمه (علاء) وهو عامل كادح بأجر يومي والذي عاد يوم الأربعاء الدامي الى بيته بالصالحية فوجده مهجوما على من فيه ليفقد زوجته وأبناءه الثلاثة، وغيرهم الكثير الكثير، فلماذا نحتمي وراء القانون الدولي ومحاكمه ونحن نحمل وننادي بأسمى وأرفع وأعدل الشرائع على الأرض لأهلنا في أرض الحرم المكي المطهر والمدينة المنورة حرسهما الله التي ما فتأ بعض علمائها من تصدير فتاوى القتل بحق العراقيين وأن الكثير من الانتحاريين هم من أولاد عمومتنا. فهل هي سياسة الأقوى والغاية تبرر الوسيلة هي الاصلح، فإذا كان هذا الجواب فعلى الباغي تدور الدوائر وهذا يشمل جميع دول الجوار من غير تلاعب بالاوراق فما يشمل سوريا يجب أن نلوح به لأيران وغيرها، وعندها سنكون مضطرين الى اللجوء للمجتمع الدولي والامم المتحدة للتحقيق في قضية الجرائم الارهابية في العراق ودور دول الجوار فيها وهو ما استدعى تعاطفا دوليا تجسد في رفع هذه المطالبة من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى مجلس الامن الدولي، ولكن نرجو من جميع الاطراف أن تراعي براءة العراقيين من دم يوسف وأن لا تخلط الاوراق الخاصة بمصالحها مقابل التضحية بأرواح الشعب العراقي.
*الباحث والاعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق