الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعدادات مبكرة للأنتخابات

تقي الوزان

2009 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



الانتخابات البرلمانية الاولى كانت سريعة بعد ازاحة نظام صدام . وطرحت آراء في وقتها من قبل الكثير من المتنورين تدعو بضرورة التريث , واعطاء فترة انتقالية , يتنفس فيها الشعب حريته , ويستعيد طاقته بعد تجاوز موجات التفجر الطائفي والقومي . وليتمكن من ان يحدد الاتجاهات التي يمكن ان تنهض بأعادة وجوده الانساني بعد هذا الخراب الذي اتى على كل شئ . الا ان هذه الدعوات لم يلتفت اليها احد , ولو قيض لهذه الفترة الانتقالية ان يؤخذ بها , لتجاوزنا الكثير من المآسي . وتسارعت الاحداث , وكأن قوى غير منظورة كانت تدفع بها . وتساوقت أرادة آية الله العظمى السيد علي السيستاني في ضرورة اجراء الانتخابات مع الاستجابة السريعة لقبولها من قبل سلطات الاحتلال الامريكي . واسفرت عن صياغة الصورة المشوهة في جعل المحاصصة الطائفية والقومية اداة حكم لأول مرّة في تاريخ العراق , وكادت ان تلتهم العراق , وتمزق وحدته البشرية والجغرافية .

ومثلما هو معروف , فأن الاربع سنوات الماضية ( الدورة البرلمانية ) لم تتمكن من تثبيت قيم الاحتكام الى نتائج صناديق الاقتراع , بأختيار حر ونزيه . بقدر ما ثبتت , وعمقت , البحث عن وسائل غير مشروعة ( لكسب )الاصوات , وهو السبب ذاته الذي منع البرلمان من استصدار قانون الاحزاب , الذي يستوجب الكشف عن مصادر التمويل والانفاق , وكشف آلية عمل هذه الاحزاب ومدى اقترابها وابتعادها من الديمقراطية في الوسط الحزبي وخارجه , ويجبرها بالابتعاد عن اساليب الصراع المسلح والقبول بالتداول السلمي للسلطة . وكذلك منع من ايجاد قانون انتخابي منصف للاحزاب الصغيرة , واوقف اقرار عملية اجراء الاحصاء السكاني العام . ولعل تدهور الوضع الامني كلما كان هناك استعصاء سياسي ما يوضح ديمقراطية البلطجة التي ترسخت لدى البعض من هذه الاحزاب والكتل السياسية , ودع عنك الوعيد والتهديد .

وفي ذات السياق يقول الشيخ حميد معّلة القيادي في " المجلس الاعلى الاسلامي " حول الانتخابات القادمة في مقابلة مع مجلة " الاسبوعية " العدد ماقبل الاخير( 86 ) : " لدينا معلومات عن وجود جهد دولي واقليمي لافشالها . وبالتالي افشال العملية السياسية من خلال التأثير في نتائجها , وهذه القوى الخارجية تسعى لتدمير العملية السياسية من خلال محاربة القوى السياسية الفاعلة في العراق الجديد , وفي رأسها " كتلة الائتلاف الموحد " ".

في البداية , نؤكد للشيخ معّلة ان لاتوجد دولة نزيهة واحدة من دول الجوار والأقليم ليس لديها اطماع في العراق . والشيخ معّلة يضع سلامة العملية السياسية برمتها , من سلامة فوز كتلة " الائتلاف الموحد " الشيعية , وخسارتها يعني تدمير العملية السياسية , وهذا ما لاتسمح به كتلة " الائتلاف الموحد " . ويؤكد بأن " لديهم معلومات عن وجود جهد دولي واقليمي لافشالها ". ومن من العراقيين لايعرف ان السبب الحقيقي لتدمير العراق , هو الصراع الدولي المستميت بين المشروعين الامريكي والايراني . ومن من العراقيين لايعرف ان اغلب احزاب قائمة " الائتلاف الموحد " الشيعية هي الاداة الفاعلة للنفوذ الايراني في العملية السياسية . والا كيف امكن اعادة تشكيل القائمة مجدداً ؟ وقد خرج منها حزب " الفضيلة " , والتيار الصدري , وآخرين . لا بل كيف امكن اعادة اللحمة بين التيار الصدري و" المجلس الاعلى " بعد كل تلك المعارك الطاحنة ؟؟ لولا اموال وارادة النظام الايراني ؟ ولماذا يحارب حالياً المالكي وحزبه " الدعوة " , وهو الاعرق والأكثر عقائدية شيعية ؟ لأنه خرج على الارادة الايرانية بأعادة تشكيل كتلة شيعية طائفية , ورفع شعارات وطنية لقائمة جديدة أمنت له تأييد العراقيين .

ان التصريحات العدائية التي ادلت بها قيادات " الائتلاف " ضد المالكي وحكومته , لكونه طلب من الامم المتحدة المساعدة في حماية العراقيين من التدخلات الاقليمية المجرمة , ما يؤكد حجم الاختلاف بين قائمة " الائتلاف" الموالية لايران حليفة سوريا , وبين الخط الوطني الذي ينتهجه المالكي في حفظ الدماء العراقية . والامل كبير ان لايتراجع المالكي وحزبه " الدعوة" من انتهاجهم لهذا الخط الوطني امام تصاعد ضغوط النظام الايراني الكبيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين