الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لابسو الأكفان يزحفون من لبنان!

عزيز الحاج

2004 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أعلن السيدان نصر الله وفضل الله النفير، فخرج أتباع حزب الله بالأكفان، في شوارع لبنان باسم الدفاع عن النجف وكربلاء وجيش المهدي ضد "العدوان" الأمريكي على المراقد الشيعية المقدسة. ونعرف أن قادة حزب الله، المرتبطين بإيران وسوريا، والذين لا يتخذون قرارا بدون أمرهما أو موافقتهما، كانوا قد أصدروا الفتاوى والنداءات عشية الحرب داعين المعارضة العراقية للمصالحة مع نظام صدام؛ ثم نداءات "للجهاد" معه ضد القوات المتحالفة. ولا يزال حزب الله اللبناني من بين الآسفين بل والغاضبين على سقوط نظام صدام لأسباب تخص مصالح سوريا وإيران قبل مصالح الشيعة في العراق ولبنان.

لا يمكن لقادة حزب الله وسوريا ورفنسجاني أن يجهلوا حقيقة كون الصدر هو الذي انتهك حرمة الحرم الحيدري بعد يوم واحد فقط من سقوط صدام، وذلك حين أمر صنائعه باغتيال الخوئي وزميليه داخل الصحن الشريف ثم سحلهما لخارج الصحن بطريقة بشعة، نجد مثلها في تمثيل الإرهابيين في الفلوجة بالجثث المحترقة [ لا عجب فالجهتان صارتا حليفتين اليوم!]. وكما فعل صدام عشية الحرب وخلالها، فإن مقتدى هو الذي انتهك حرمة المساجد باستخدامها أوكارا للسلاح والقتال، وهو ما فعله أيضا المتطرفون الإرهابيون في الفلوجة وبغداد.

لقد جاء الرد المبين على نداء حسن نصر الله من المصدر الشيعي العراقي الذي لا يرقى شك لشهادته وهي شهادة عيانية.

لقد أكدت المرجعية الشيعية في النجف في رسالتها ردا على نصر الله [ انظر إيلاف بتاريخ 21 مايس الجاري] على ما يلي:

1 ـ إن جماعة الصدر يقومون بترويع عام للمواطنين وبحملة اعتقالات للناس حتى من بين طلاب العلوم الدينية؛

2 ـ إن رمي قبة الإمام،علي حسب المتخصصين، صادر من أسلحة أتباع الصدر، وإن ضرب منزل ومكتب المرجع الأعلى آية الله السيستاني كان ضمن محيط دائرة أمنية كبيرة يسيطر على كل شبر منها جماعة الصدر؛

3 ـ يردد هؤلاء شعارات تكفر أعضاء مجلس الحكم؛

4 ـ إن جماعة الصدر أول من انتهكوا حرمة الحرم الحيدري بقتل السيد الياسري والخوئي والكليدار؛

5 ـ "هم أنفسهم أشعلوا فتيل معركة دامية راح ضحيتها جمع من المؤمنين من أجل السيطرة على حرم الإمام الحسين بكربلاء."

وفي الوقت نفسه أكد حجة الإسلام علي الشيرازي من قم لمراسل الشرق الأوسط [ عدد 20 الجاري ] بعد عودته من النجف، أن المئات من "فدائيي صدام" والمجرمين الذين أطلق صدام سراحهم عشية هزيمته الشنيعة، انضموا إلى ما يسمى ب "جيش المهدي"، وهم الذين ضربوا قبة الإمام علي بقذائف "آر. بي. جي "، كما أطلقوا النار على مكتب وبيت آية الله العظمى علي السيستاني ومقري كل من آية الله فياض والسيد سعيد الحكيم. وقال الشيرازي في تصريحه:

" إن مقتدى الصدر ليس إلا واجهة يختفي وراءها عدد من عناصر مخابرات النظام السابق

وفدائيي صدام، وبعض المجرمين الهاربين من العدالة، ومنهم من أطلقوا على أنفسهم ألقابا مثل [أبو بزّون] و[ أبو البندقية ] [أبو البطن] وغيرها من الألقاب المتداولة بين أزلام صدام حسين." [ المصدر السابق ]

ولابد من التذكير أيضا بالمعلومات التي كشفها قبل فترة مسؤول كبير سابق في المخابرات الإيرانية كان ذا علاقة مباشرة بالعمل المخابراتي الإيراني في العراق. فقد نشر معلومات خطيرة عن النشاط المخابراتي الإيراني الواسع في أنحاء العراق، ولا سيما المدن المقدسة والجنوب عموما. وكشف عن حجم الأموال التي تصرف على جيش الصدر ولشراء الأتباع والمساكن والبيوت للمتسللين المخابراتيين من إيران. وللعلم فإن الحدود مع إيران لا تزال مكشوفة تماما من جهة الوسط [ زرباطية ـ مهران]، ولا يزال المخربون والقتلة والمفخخفون يتسللون كل يوم من حدود سوريا والسعودية وإيران والأردن. وثمة وقائع عن أموال خليجية تتدفق على مقتدى الصدر. كما نرى مدى تحيز إعلام الخليج المتمثل في "الجزيرة " و"العربية" لكل من الصدر وحلفائه في الفلوجة. وتشاء "الصدف؟؟ " أن يكون مراسلو الفضائيتين في موقع كل حدث دموي وتفخيخي حيثما وقع، و قبل وقوعه. فاضطرار الإيطاليين في الناصرية للرد على نيران مقاتلي الصدر المحتلين من معهد المعلمات الذي كانوا قد احتلوه واستباحوه، اعتبرته الفضائيتان عدوانا مقصودا من قوات التحالف، وتبين أن مراسل الفضائية على صلة وثيقة جدا برئيس "المجاهدين" الصدريين في المدينة! كما كان حضور المراسلين "بالصدفة طبعا" ملفتا للنظر عند قصف الطائرات الأمريكية لمنزل إرهابيين قرب الحدود السورية، وحيث ذهب في القصف ضحايا أبرياء في منزل مجاور بينهم أطفال. فكيف تفسرون هذه "الصدف" يا عربية ويا جزيرة!!؟ وكما قال عبد الله عبد الحق أمس الأول: منذ متى كانت حفلات الزواج تقام فجرا عندما يكون الأطفال نياما، وفي غير ليلة الجمعة؟!

إن الضجة المفتعلة حول اتهام القوات الأمريكية بضرب القبة العلوية هي من مناورات الصدر ومن يحمونه ويدافعون عنه في لبنان وإيران لإثارة الشارع الشيعي. ومن حسن الحظ أن المرجعية الشرعية هي التي كذبت الصدر ونصر الله وكشفت حقيقة مسؤولية الصدر نفسه. ولا شك أن التحقيق في حادث قصف ما سمي ب"حفلة عرس في الفجر!" قد يكشف هو الآخر عن مناورة شيطانية قوامها استفزاز الطائرات عمدا لترد بالقصف [ ربما كان مكثفا مع الأسف ] ليذهب بسبب تجاور المنازل ضحايا أبرياء، فيهرج الإعلام العربي ونجومه من أمثال أحمد منصور ويلطمون ويثيرون المشاعر لدى الغوغاء والجهلة من العراقيين والعرب، وحتى بعض البلبلة في الغرب نفسه، لتضاف لواقعة فضيحة أبي غريب.

وإذا كانت مسؤولية جماعات الصدر وعصاباته المسلحة هي كما يؤكد كبار علماء الشيعة الشرعيون، فما غرض نصر الله وفضل الله ليدعوا أتباعهم للبس الأكفان للجهاد ضد أمريكا بدلا من إدانة الصدر نفسه؟! وأيضا هل يستطيع أي رجل دين أو رجل سياسي مسؤول، بين العرب والعراقيين، تبرير أي صيغة من صيغ الدفاع عن مقتدى الصدر و"شرعنة" عدوانه المتكرر على المواطنين والمراقد المقدسة، واستفزازاته المسلحة للتحالف، وتكفيره لأعضاء مجلس الحكم؟! وهل يمكن لأي سياسي عراقي مسؤول أن يكون موضوعيا حين يتقدم للصدر بنصيحة أن لا يسلم نفسه للعدالة عن جريمة قتل مثبتة عليه؟ خصوصا حين السياسي من أشد أعداء صدام والبعثيين، وهو يعرف أن عددا كبيرا من جيش المهدي هم صداميون مجرمون؟!!

بدلا من مواصلة العرب وإيران التدخل الفظ والمستمر في شؤون العراق ومحاولة فرض الوصاية على شعبنا فإن عليهم الانصراف لشؤونهم الداخلية، وترك أمر العراق للعراقيين. وإذا كان حزب الله اللبناني معارضا للاحتلال كمبدأ، فلماذا لا ينبس بحرف واحد ضد الاحتلال السوري للبنان، ولا يدعو للزحف بالأكفان لتحرير الجولان؟!

دمتم يا سادة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في بريطانيا.. هل باتت أيام ريشي سوناك م


.. نحو ذكاء اصطناعي من نوع جديد؟ باحثون صينيون يبتكرون روبوت بج




.. رياضيو تونس.. تركيز وتدريب وتوتر استعدادا لألعاب باريس الأول


.. حزب الله: حرب الجنوب تنتهي مع إعلان وقف تام لإطلاق النار في




.. كيف جرت عملية اغتيال القائد في حزب الله اللبناني؟