الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امتحان لمن يرغب فى تمثيل النوبة؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 9 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لا يمكن أن ينسى أهل النوبة المحمدين اللذين سجلا ملحمة الحب الأبدية بين الأهالى وموطنهم. لقد أمطرنا شاعر النوبة محمد عبد الرحيم إدريس فى ديوانه "فى ظلال النخيل" بمشاعر الحب الحقيقية التى تختلج فى النفوس نحو النوبة وما تحملها من طبيعة خلابة وقيم وعادات وتراث. وكذلك فعل محمد خليل قاسم فى رائعته "الشمندورة" التى جعلت النوبة تستيقظ فى نفوس وقلوب أهلها. لا شك أن هذين العملاقين اللذين عاشا فى زمن جميل هاما عشقا بتراب النوبة ولم يسع أحدهما لاستثمار هذا العشق لتحقيق مصالح ومآرب شخصية. ما يثير الدهشة أن بعض عشاق منتديات ومقاهى النميمة يحاولون إقناعنا أنهم من عشاق النوبة ولا أمنية لديهم سوى لعق ترابها والأكل من خيرات نخيلها والشرب من نيلها. نسمع هذا الكلام فى القصائد ونقرأه فى الجرائد خاصة فى موسم الانتخابات ونحن بدورنا نرغب فى التصديق لكننا لا نرى ما نسمعه على أرض الواقع وكثيرا ما نتذكر المثل الشعبى القائل (اسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك استعجب). وهؤلاء يرددون أنهم يرغبون فى خدمة النوبة وأبنائها من خلال قبة البرلمان. إن الحزن ليعتصرنى حين أرى بعض الشخصيات المنتسبة للنوبة وهم يستغلونها أسوأ استغلال لتحقيق الشهرة أملا فى الوثوب على مقاعد فانية أو مناصب زائلة. من الملاحظ أن النوبة أصبحت عبارة عن مطية يعتليها البعض للوصول إلى غايته ثم يلقيها فى النيل. لعلنى لا أبالغ إذا قلت إنه لا مانع لدينا من أن يمثلنا أحدهم تحت القبة أو فوقها شريطة أن يكون صادقا مع نفسه ولا يحاول أن يستعين بأساليب الخديعة التى بتنا نحفظها ونكتشفها بسهولة. فالنوبيون اليوم ليسوا طيبين كإبائهم بل أصبحوا يقظين ولهم القدرة على التمييز بين الخبيث والطيب فى كل شىء. فإذا كنت لا ترغب فى المشاركة فى الانتخابات القادمة ناخبا أو مرشحا فلتطو هذه الصفحة أو تنتقل إلى مقال آخر. أما إذا كنت حقا ترغب فى تمثيل أهل النوبة وعقدت العزم على نيل ثقتهم والتحدث نيابة عنهم أمام المسئولين وفى المحافل الرسمية فعليك أن تبحث عن إجابات صادقة على الأسئلة والتساؤلات التالية.

هل سبق أن حاولت إثارة الفتنة فى قرية من القرى بحيث انقلب الابن على الأب وأصبح الأخ عدوا لأخيه والولد كارها لأخواله ولم تسع لإصلاح ما تسببت فيه من خراب ودمار فى العلاقات الإنسانية؟ وهل لعبت دورا فى تدمير العلاقات بين رئيس ومرؤوس من خلال الوشاية وتسجيل الأقوال والعبارات التى ينطقون بها؟ هل سبق أن قمت بدور جاسوس مزدوج لأطراف متحاربة ولم يكن لديك عمل سوى نقل ما يدور فى العقول؟ وهل سبق أن أشعلت النيران بين صديقين وتسببت فى تدمير العلاقة بينهما من خلال تصوير المقالات التى كتبها أحدهما وأقنعت الآخر بأن هذه المقالات تتضمن انتقاصا وتجريحا لشخصه؟ وهل سبق أن قمت بتقديم معلومة خاطئة بخصوص سعر قطعة أرض ائتمنك عليها صاحبها وكان هدفك الاستيلاء على فرق السعر؟

إذا كنت تدعى أنك من أبناء النوبة ومعظمهم—كما تعلم— من ذوى البشرة السمراء فلماذا استخدمت عبارات عنصرية ضد أحد خصومك السياسيين وأشرت إلى أن لون قلبه أكثر سوادا من وجهه؟ إذا كنت تدعى أنك من محبى النوبة فلماذا وقفت ضد مرشح الحزب الوطنى عن النوبة فى انتخابات سابقة؟ ولماذا عبرت عن فرحتك لفشل مرشح الحزب من خلال اصطحاب بعض الصبية والفتيات إلى منزل الفائز فى الانتخابات حيث أديتم فاصلا من الرقص النوبى؟

إذا كنت فعلا تحب النوبة فعليك أولا أن تكون صادقا مع نفسك وان تحدد أهدافك حسب إمكاناتك. فمن السهل أن يحصل المرء على مقعد مجلس الشعب أو الشورى ولكن الصعوبة تكمن فى الإجابة على الأسئلة التالية: ماذا ستفعل بعد ذلك؟ ما هى القدرات الفكرية والسياسية التى تتمتع بها حتى تتعامل مع آمال الأهالى أم انك ترغب فى حصانة تختبئ وراءها متمنيا أن تحصل على وظيفة لنجلك أو احد أقاربك؟

إذا كنت تسعى لتقديم إجابات خاطئة عن التساؤلات السابقة فعليك أن تتوخى الحذر لأن ناخب اليوم غير ناخب الأمس. فناخب اليوم يعرف الإجابة عن كل سؤال وربما فى جعبته تفاصيل أكثر مما نتصور. أما إذا كنت لا ترغب فى الكشف عن إمكاناتك، فعلى الناخبين أن يفعلوا ذلك بدلا منك. لا أظن أن الناخبين من السذاجة أن يتعرضوا مرة أخرى للنصب والاحتيال من دون أن يكتشف أحدهم ذلك. لقد أصبح مستقبل النوبة بين أيدى الناخبين وتحت أرجل المرشحين سواء فى المجمع الانتخابى أو فى الدائرة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته