الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأساس في المقاومة هو إتاحة الفرصة للإمكانيات الكامنة عند الشعب السوري..

قاسيون

2004 / 5 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مداخلة م. غانم الأتاسي

عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الجلاء المجيد، وبدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، عُقدت صبيحة يوم 16/4/2004 بدمشق في فندق «البلازا» الندوة الوطنية حول: «المخاطر التي تواجه سورية، ومهام القوى الوطنية».. حضرها طيف واسع من الباحثين والشخصيات الوطنية. وفيما يلي مداخلة م. غانم الأتاسي:





إن عيد الجلاء لم يأت صدفة فهو موروث وطني وهذا الموروث لابد من تفعيله، لكن قبل أن أخوض في هذه المسألة دعونا نبحث بأزمة الرأسمالية التي بدأت في أواسط الثمانينات من القرن الماضي. عندما بدأت بإصدار أفكار مثل (قوس التوتر لـ«برجينسكي») مروراً بـ «اربع مليارات الذهبي» و«صراع الحضارات»..إلخ.

فالقضية ليست موقف سورية الآن وإنما هي أزمة أمريكية تحاول الولايات المتحدة تصديرها عن طريق الحرب إلى الخارج، وليست لإعادة اقتسام العالم وإنما لفرض الهيمنة على العالم بأسره.

من هنا نرى أن الشعوب الأوروبية بشكل خاص تتفهم هذه القضية بدقة أكبر، وبالتالي، إن المظاهرات التي تقوم في أوروبا هي أكبر بما لايقاس من مثيلاتها في بلادنا العربية.

فمنظمة كمنظمة «أتاك» في إيطاليا أصبح تعدادها حوالي (300 ـ 400) ألف شخص وبسرعة هائلة، ولذلك وببساطة يرفعون شعار أن المقاومة في فلسطين أي الانتفاضة هي الخندق الأول في مواجهة العولمة الأمريكية.

فدعونا نتفق إذاً، بأننا مهما قدمنا من تنازلات فالقضية ليست قضية تنازلات وإنما في الوضع الداخلي الأمريكي فلا خيار لنا إلا المقاومة.

ولكي نقاوم لابد من بعض الشروط:

وأريد القول إن الكل سوريون في هذا البلد ماعدا الطفيليين والمرتشين الكبار، وللجميع الحق في التعبير عن وطنيته السورية بالشكل الذي يريده، ولا يجب أن يعتبر أحدنا أنه أكثر وطنية من الباقين وهذه قضية أساسية لابد منها.

سأتحدث عن بعض القضايا التي لابد منها في هذا الزمن المتناقص في سورية وأتساءل عنها: فعلى سبيل المثال الحكومة الحالية: فقد تحدثوا عن (العرض و الطلب) وأنه أساس التعاملات في السوق، والآن العرض كبير والطلب خفيف جداً وزيادة الأسعار 30% فمن المستفيد من معادلة كهذه.

وهناك قسم من الذين يفتعلون أموراً كهذه أرادوا مؤخراً إزعاج التجار الكبار فيزيدون سعر الجملة ويبقون سعر المفرق على ماهو عليه، وأذكر مشكلة اللحوم التي أتت مؤخراً، فكما نعرف في موسم ممطر يمتنع مربو المواشي عن البيع، ومع ذلك يتم فتح باب التصدير أمامهم دون استيراد. وأذكر ايضاً (الجزيرة) فبالإضافة إلى مفرزات إحصاء 1962 الذي قام به مانسميه بحكم الانفصال، فقد خفضت زراعة القطن من 31% إلى 17% من الأراضي المروية مع العلم أن الآلاف من عائلات الجزيرة تعتمد على زراعة القطن والقمح وبدون أي زراعة بديلة.

وأذكر ايضاً قضية العطلة يومي الجمعة والسبت، فبدلاً من أن توفر المزيد من الراحة للمواطنين سببت الاستياء لديهم.

والقانون رقم (9) الخاص بالمهندسين..

إذاً فإن العديد من الممارسات تزيد من الاحتقان الداخلي، فإذا كنا نريد التكلم عن الشفافية فلماذا لم تطرح هذه القضية للنقاش قبل تنفيذها مع أننا نقول أن لاأحد يملك أكثر من الآخر في وطننا.

إن الأساس في المقاومة هو إتاحة الفرصة للإمكانيات الكامنة عند الشعب السوري بالتحرك.

فكيف يمكن أن نتيح هذه الفرصة أمام الإمكانيات النائمة الآن؟ لابد لنا من الإصلاح السياسي. وبدونه لايمكن أن نفعِّل هذه الإمكانيات الداخلية.

ونرى مايحدث في جنوب لبنان وفي الضفة وفي القطاع وفي العراق الآن أن المقاومة الشعبية هي الأساس.

فقد حققت المقاومة في جنوب لبنان انتصاراً لم نحققه بالجيوش العربية.

إذاً، في هذا الزمن المتناقص، لابد من تفعيل الوضع الداخلي السوري، حيث 70% تحت خط الفقر، لايمكن أن نفعلهم إن لم نعطهم أملاً في المستقبل وهذا الأمل يتطلب إصلاحاً سياسياً ـ قانون أحزاب ـ إطلاق سراح المعتقلين ـ قانون الطوارئ الذي يستخدم حتى على المهندسين والأطباء ـ قانون الصحافة، فكيف نتحدث عن الشفافية والمحاسبة ولا يوجد لدينا أحزاب وقوى وهيئات اجتماعية وصحافة تتحدث كما تريد.

فإذا أردنا أن نغلب الداخل على الخارج الذي يستقوي بالدبابة الخارجية، علينا أن نفعل الداخل وعندها سيفكر الأمريكي جورج دبليو بوش ألف مرة قبل أن يفعل أي شيء. فعندما يكون الوضع متيناً والشعب متفقاً على المقاومة وأن هذا الوطن لنا ستكون المقاومة أشرس بكثير مما يتصوره أحد كما كان في الخمسينات.

وبالتالي إن مهمة هذه الندوة هي الاتفاق على نقاط أساسية لتفعيل الوضع الداخلي، وهذا لايعني الاتفاق على كل شيء، فقط النقاط الأساسية ولنبقى مختلفين على القضايا الأخرى، لأنها قضية ديمقراطية.

ومن هنا، لتصبح التحالفات مبنية على هذا السبب وليست كما نقول: زواج كاثوليكي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل