الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العار

نضال الصالح

2009 / 9 / 15
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


سحب خنجره الحاد والمعكوف، مسكها من شعرها وشده إلى الوراء كما تشد الذبيحة ونظر إلى عينيها الباكيتين وقال: " لازم أذبحك يا خيتي، لازم أمحي عاري". نظرت إليه والدموع تتدفق من عينيها وتسيل على خديها وقالت:" أنا طنيبة عليك يا خيي، أنا أختك حبيبتك ولو يا خوي إرحمني. هو رايح يجي يخطبني منك ويتجوزني على سنة الله ورسول. أنا دخيلك يا خيي."
نظر إليها ولقد بدأت الدموع تتجمع في مقلتيه وقال: " بعد إيش، بعد إيش، بعد الفضيحة والعار؟ أنا لازم أذبحك حتى أمحي عاري" وشد رأسها إلى الوراء حتى بانت رقبتها. نظرت إليه بتوسل وقالت وقد تحجرشت الكلمات في حنجرتها:" يا خوي أعطيني الخنجر أنا بقتل حالي، إنت وراك زوجة وأولاد معتازينلك لا تعملها، أنا بقتل حالي، والله العظيم أنا بقتل حالي وقدامك، بس أعطيني الخنجر!" نظر إليها وقال: " تقتلي حالك مابفيد وما بمحي العار، لازم أذبحك بإيدي حتى أمحي عاري."
وضع الخنجر على رقبتها وذبحها كما تذبح الشاه، من الوريد للوريد واختلطت دموعها بدموعه وبدماءها التي سالت على ملابسه وعلى أرض الغرفة. ضمها إلى صدره وهو يصيح:" آخ يا أختي يا حبيبتي، شو اللي عملتي فينا؟". ظل يحضنها إلى صدره حتى لفثت أنفاسها الأخيرة. وضعها على السرير، قبل وجنتيها وخرج والخنجر بيده ودماء أخته تنقط منه على الأرض وتختفي في ترابها.صاح بأعلى صوته:" أنا قتلت أختي، أنا محيت عاري."
جلست مع والدي والمحامي في غرفة صديقهما المدعي العام لمدينتنا. كان الوجوم يخيم على الغرفة ودخان السجاير يضيق علي أنفاسي ويجعل هواء الغرفة سميكا لا يكاد ينظر من خلاله. قال والدي للمدعي العام : يجب علينا أن نساعده، فليس لزوجته وأولاده غيره، إبحثوا لكم عن طريقة." نظر المدعي العام إلى والدي وقال: الطريقة موجودة، إقنعه بأن يصرح بأنه قتل أخته "فورة دم" بدون سبق عزم وإصرار، وسأطلب تخفيف الحكم عنه إلى أقصى درجة، وبعد مدة قصيرة سيشمله العفو وسيخرج من السجن." نظرت إليه بتعحب وقلت له وما المشكلة؟ نظر المحامي إلي وقال: "المشكلة هي أنه يرفض ذلك. حاولوا أنت ووالدك أن تقنعوه!"
أحضروه إلى الغرفة، عانقني وعانق والدي وسأل عن صحته ثم جلس صامتا بعد أن طلب سيجارة،أشعلها و أخذ منها نفسا عميقا وتنهد. أخذ والدي يقرأ عليه آيات قرآنية وأحاديث نبوية ويذكره بأن له زوجة وأولاد هم في أمس الحاجة إليه. " ولك يا إبني، بس قول إنك قتلتها في فورة دم ولحظة غضب وأنك لم تكن تعزم على قتلها وأنك نادم على فعلتك! وإلا فستحكم مؤبد أو إعدام." نظر إلى والدي وقال له:" إنت سيدي وتاج راسي بس اللي بتطلبوا مني مش مسح عار. أنا قتلتها عن سبق عزم وإصرار حتى أمحي عاري." طفى السيجارة وقام ثم قال: " خلليهم ياخدوني على السجن." خرج من الغرفة واختفى عن أعيني ولم أره بعد ذالك أبدا. آه أيها العار كم سالت دماء بسببك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحفية ماجدة عمارة


.. الصحفية ألفة خصخوصي




.. نساء الفرات مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل للأزمة ال


.. الصحفية منال بالطايع




.. أول نقيبة فلاحين تدافع عن حقوق العاملات وتعمل من أجل نصرتهن