الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم زبل

ليلي عادل

2004 / 5 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بغداد ….المدينة التي تغنى بها الشعراء عبر العصور , والتي يحلم من زارها بالعودة إليها , حتى أبنائها الذين غادروها و اختاروا الاغتراب ما زالت صورتها الجميلة و الحميمة في ذاكرتهم , لكن كيف هي صورتها اليوم ؟ بغداد اليوم لا يخلو شارع فيها من أحد أنواع النفايات و البعض يكون حضّه أوفر فيحوي عدة أنواع منها , فبعد ان كانت مليئة بسكراب الدبابات وأنواع الأسلحة الخفيفة و الثقيلة , بعد انتهاء الحرب و بقيت تلك مهملة على الأرصفة و بين المنازل , يعبث بها الأطفال و الكبار و التجار …..فرفع ما رفع و بيع منها ما يباع و هرّب ما يهّرب ولم يبق سوى القليل …و لله الحمد , بدأ غزو النفايات بأنواعها ابتداء" بأزبال المنازل و ثم لحقتها أنقاض الأبنية التي قام أصحاب الجرارات و اللوريات و جميع آليات الحمل بمناقلتها من منطقة الى أخرى حتى لم يخلو شارع اليوم منها , و هكذا يضمن هؤلاء استمرارية في الحاجة إليهم , طبعا" هذا غير الحواجز الكونكريتية التي تغلق نصف شوارع بغداد المهمة , والتي وضعت من قبل التحالف , والحواجز (الشجرية) المتكونة من جذوع الأشجار , التي يضعها الأهالي ضنا" منهم انها تسهم في حمايتهم , أما المسؤولون الجدد فنراهم يستخدمون طرق متنوعة لحماية منازلهم او مقراتهم , أما بقطع الشارع نهائيا" او بعرقلة المرور منه وذلك باستخدام البراميل , او القطع الكونكريتيه او أكوام الأنقاض , او أكوام الأزبال , والعراقي اشتهر دوما" بإيجاد البدائل .
و هناك ظاهرة أخرى ساهمت في تشويه شوارع بغداد , وهي ظاهرة البناء , ففي كل شارع و بدون مبالغة نرى أكوام الرمل و الحصى و الطابوق تحتل نصف الى ثلاثة أرباع الشارع , بيوت تبنى داخل بيوت , او فوق بيوت أو تحت بيوت ….
كلما أخرج من بيتي و انظر الى هذه الأكوام , يصيبني يأس كبير و يختفي كليا" الأمل في أن أرى بغداد يوما"نظيفة جميلة , بشوارعها و بناسها ,بل يصيبني الهلع من ان ينجر بنا الحال الى الأسوأ ….أين البغداديون مما يجري لبغدادهم وكيف يتصورون مستقبل منازلهم وسط هذا الكم من الأزبال , وسط هذا الكم الخطير من اللامبلاة و العدوانية و الأنانية , فالجار يرمي أزباله أمام بيت جاره والجارة تنظف أمام منزلها و تدفع الأوساخ داخل فتحات تصريف المياه و تسدها ..متى يحس العراقي بالانتماء لشارعه و لمدينته و لوطنه , يحميها بإخلاص و يدافع عنها بصدق , لا بحمل السلاح و زرع العبوات الناسفة , بل بتنظيف شارع و زراعة نخلة , من هنا نبدأ ببناء العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة