الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتان بين الذئب والحمل الوديع

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 9 / 16
الصحافة والاعلام


من خلوته في ألمانيا يطلع علينا بين حين وحين البروف عدنان الظاهر في تجليات عن المتنبي يطوف عوالمه ويستجلي غوامضة، يستنطقه عن أزقة الكوفة وعادات شعب بوان،يسأله عن الحمى التي تزوره ،وكافور ووعوده،والحمداني وبروده وابن خالويه ومحبرته،وابي فراس وغيرته،يستنطقه كيف يكون مقتل المرء بين فكيه وحقيقة الليل والبيداء ،ثم يطوف عوالم عشتار ،وحمورابي ليبحث في مسلته عن قانون لمحاربة الفساد،ليسيح في أزقة الحلة يبحث في أسواقها ودرابينها عن حلاقيها وحماليها ومواكبها ومكتباتها في رحلة تراثية غطت مشاهداته لعدة عقود،يستذكر أيام النضال الأسطوري لبناء الوطن الحر والشعب السعيد فلا يجد السعادة في وطن تناهشته الذئاب وتعفرت أرضه بدماء أبنائه الذين تناهبتهم أسنة الأجانب والأغراب،ليعود في أويقات يستذكر هذا يعاتب ذاك يناجي أحبته ولداته وأترابه أيام الفتوة والشباب،لينثر هنا وهناك باقات الورد بين كورنيش الحلة الذي تحول الى أكشاك لبيع السكراب بعد أن كان ملتقى العشاق وأصحاب الفن الرفيع ليطوف العوالم باحثا منقبا متسائلا يبحث في الزوايا ليجد عبق التاريخ،فيفاجئه الحاضر بما يحمل في طياته من أوهام وأضغاث،ويخلط بين الماضي والحاضر ليمزج منهما بدايات مستقبل ليس الى تحقيقه من سبيل.ويسترسل في تأملاته ليطوف بين إخوان الصفا وخلان ألوفا فيجد فيما يجد ذئبا ليس كالذئاب وأن كان أسمر عسال له صولاته وجولاته ،انه ذئب بشري تعشم فيه أهله جسارة الذئاب فأسموه ذيابا وكنوه بابي خميّس،،يمتلك من الذئاب صولتها ومن الإنسانية مروءتها،تراه آنا مكشرا عن أنيابه يتلمظ لالتهام هذا أو ذاك يذود عن وطنه دون خوف أو وجل،يلقم هذا حجرا وذاك حذاء ،ليحيلهم الى مسخ مشوه بما يبتكر من صور لمسوخ قيض لها أن تعيش بين البشر،يمسك بصنارته ليصطاد حيتان الأرض التي أوغلت بفسادها وأضرت ما حولها ليحيلها الى حطام،وما أكثر الحطام المترامي من ضرباته الموجعة التي لا تعرف الهوادة واللين ،وأنا يرسل أنغامه الشجية في حداء عز نضيره يناجي أطلال الوطن ،ويغني أحلام الناس ،يناغي أطياف دجله وأحلام الفرات،يمخر في عبابها يلتقط دررها باحثا عن الحقيقة بين هدير أمواجها الصاخبة،ليزرع في ربوع وطنه أزاهير يملأ أريجها من لم يصبه الزكام و تهاجمه أنفلونزا الخنازير،ينشد ويغني ويستلهم من أجواء عبقر بكائيات هازئة بالمستحيل،يرسم لوحات زاخرة بالمروءة والمحبة والسلام،فيعجب الظاهر الطاهر كيف لهذا الذئب اللاهي بين كؤوس المحبة وأباريق السلام كيف له أن يتأسى بالقول الخالد إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب فيتحول الى ذئب أمعط يفري البطون ويبكي العيون.
أنه الذئب الشامي وأكرم به من ذئب له من صفات الإنسان أجملها وأحسنها ولكن لن يكون في يوم ما ذئبا بشريا يأكل أبناء جلدته كما هو عليه ذئابنا المستكلبة هذه الأيام ،نعم سيبقى ذئبا ولكنه في داخله حمامة سلام ،ذئب لمن اعتدى وحمامة لمن اهتدى .
فإلى الذئب الشامي ذياب مهدي آل غلام والإنسان الإنسان أبا قرطبة محبتي وتقديري واحترامي فقد أشركاني بينهما وما أنا إلا قطرة في بحر معارفهما وما يكتنزان من صفات ليس لي إليها سبيل،لكما محبتي وإكباري وعسى أن يجمع العش الوطني هذه الطيور المحلقة في المنافي تبحث عن وطن حر وشعب سعيد.
يمسافر بديرة غرب وأهنانه أسمع صيحته
من صيحتك عشتار نسنسه غضبها وشالته
حتى حمورابي طفح بيه الغضب والغيظ فطر جبدته
شاله عزم ثوار طك طوك المذله بركبته
طال الوكت واحنه ننادي يا صبح
طال الوكت واحنه نحشم بالجرح
طال الوكت واحنه نحارب من جذب خوف الشماته نحارب بخنجر كبح
تاليه لنك طولعت بيرغ يرفرف عالسلف
تاليه بيدك كحلت عين الذي بسمك هتف
والناصريه غنتك
والحلة شالت رايتك
والقاسم الماغمضتله عيون ينطر جيتك
غنه بفرح بيه الشبيبه الحبتك
يا طير غني للصبح
وانشر على روس الفلح
راياتك وضمد الجرح
لو من دمانه على الثرى يجري بحب
أسمك وشم بكلوبنه خطه الدهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
تانيا جعفر الشريف ( 2009 / 9 / 16 - 06:52 )
شكرا أخي محمد علي فقد أتحفتنا .. بإعادتنا قليلا إلى إرشيف كان يوما من الأيام هاجسنا .. تحياتي لك ولمن ذكرت من العراقيين الأقحاح الأحبة

تانيا


2 - حمائم وذئاب الزاهد التقي النقي أبي زاهد
دكتور عدنان الظاهر ( 2009 / 9 / 16 - 08:21 )
دمتَ عزيزنا وأخانا الأستاذ محمد علي محيي الدين ودام قلمك المسافر بين الحقب التأريخية والجائل الذي لا يقرُّ له قرار في بطون الأحداث المعاصرة وما يُحاك ضد العراق وما قد حلَّ به من كوارث أنتَ أعلم من سواك بأسبابها فدم لنا ، أصدقائك ، وللوطن العراق وأهل العراق وواصل رسالة أنوار الزاهدين يا أميرهم وطليعتهم وابقَ حيثُ أنت مناضلاً صلباً شديد الوضوح في مواقفك وإيمانك ... إبقَ في وسط الجماهير البسيطة كما أنتَ وكما عهدتك رمزاً ومثالاً وعلماً تستهدي بك وبعلمك وأخلاقك ومثالياتك .
أما أخونا [[ الذئب ]] فهو [[ ذيبٌ ]] إذا شئتَ وإنه [[ ذياب أو ذئابٌ ]] إذا أحببتَ حيث يتحدد الإسم والصفات بإحداثيات الجغرافيا ... أعني بمكان تواجد هذا الصديق : في الشامية أم في الحلة او في استراليا ؟ قلْ يا ذياب مهدي غلام ، قلْ : أين أنتَ اليوم ولمن إنتماؤك ولأيّما تربة ولأيما مكان ؟
كيف ضحيتَ بحياتك من أجل سلامة الطفلة ليلى فتعففتَ ولم تقاتل في الغابة خالها الذي عجز عن تفهّم دواعي عفّتك فأهوى بساطوره على رأسك وأرداك قتيلاً والقتيلُ بحب ليلى هو لا ريبَ شهيد [[ قد ماتَ شهيداً مَنْ مات على دربِ المحبوب ]] ... لبعض الشعراء .
عدنان الظاهر
16.09.2009


3 - للعراق ولكم الأجلال
ذياب آل غلآم ( 2009 / 9 / 16 - 10:20 )
ياصوت الشجن صوت المحن(حنه آليّ وحنه آلك وليعجبه خل يحن؟)ياصوت العشق الفراتي (هزك جنوبي الغنه؟)ياكلمة الحق قاموسه...ياذاكرة الوطن كجباله والشمم ابا زاهد انت صوت الحرية الذي يدوي كآتون في ارض العراق ولشعبنا عشقا وحبا....لقد أغرقتني بفيض عشقك العراقي ومن آين اجيب الصبر للبروف عدنان وهو يلاحقني بالعشق (والطبر) في يديه ياسيدي عدنان انا العاشق وليلى احملها كنوال وموال مع في دمي كما العراق يا أبن الظاهر لن اموت وهناك من يدون للعشق آمالهم وأحلامهم عدنان الظاهر.... لكما أنت ايها المتآلق دائما الظاهر واليك يا أبن الأماجد من آل محيي الدين(هزه الدم الجاين بيه؟)اليكما بكل خطوط الطول حبا وهل هذا يكفي!!؟ أقدسكم لكونكم العراق نحبكم والحمزه أنحبكم؟..والقاسم وسيد ابو هوسه أحبكم


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 9 / 16 - 10:42 )
الأخت تانيا جعفر الشريف
مرورك الكريم وفيض مشاعرك الجياشة جعلني أؤمن أن العراق بخير وسيعود له الخير الآفل في القريب العاجل بفضل أبنائه النجباء ممن رضعوا من نمير دجله وعبوا من عذب الفرات فعراق هؤلاء أبنائه لن يناله الضيم ولابد له من النهوض ليأخذ مكانه بين الأمم .
أستاذي الظاهر الطاهر:
بكم نبتدي واليكم نعود
ومن سيب أفضالكم نستزيد
فانتم من أوقد الشموع الأولى لإنارة الدرب درب الوطنية الحق والنضال من أجل حرية الوطن وسعادة شعبه ولا زال الوطن هاجسكم الوحيد رغم سنوات الغربة ومحطات الضياع دمت للعراق أبناء بررة أسهموا ولا زالوا يسهمون ببنائه وأعادته الى الدرب القويم بعد أن بعدت به المسالك في دروب الضياع والتدمير وبلد أنتم أبنائه سيبقى غرة في جبين التاريخ رغم أنف الدخلاء والمأجورين


5 - ونبقى نحن الرابحون
ابوسعود ( 2009 / 9 / 16 - 21:14 )
تحيه عراقيه الى العزيز ابو زاهد . يقال ان احد الاشخاص سأل عمر بن الخطاب عن اي تجاره احب الى نفسه فقال ان تجاره العطور افضلها عندي لاني حتى ان خسرت بتجارتها فأنا رابح من رائحه العطور الزكيه . فمهما خسر الشوعيين فأنهم كسبوا التعاليم النبيله وحب الناس وعشق الوطن .والشهامه بكل معانيها .


6 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 9 / 17 - 07:21 )
الأخ ذياب ال غلام
أشجيتني وأبكيتني يا ابن الفراتين فالهم العراقي جمعنا قبل أن تجمعنا صلات النسب والعلاقة ولا زال الوطن والشعب هاجسنا وسيبقى لأننا تعلمنا أن حب الوطن من الأيمان وإننا وطنيين قبل أن نكون شيوعيين كما يقول الخالد فهد لذلك سيبقى العراقي عراقيا مدافعا عن وطنه وشعبه لن تغيره المنافي أو تبليه الأيام وحبنا للعراق هو فخرنا ووسام نفخر ونفتخر به وسيبقى العراق في أحداقنا حتى نوارى بالثرى،دمت عراقيا باسلا ورفيقا سائرا في درب الشعب .
عزيزي ابو سعود ،نعم لا خسارة في المسيرة الدائبة ولو لم نتعلم الا الخلق النبيل في المدرسة الشيوعية الخالدة لكفانا ذلك في ان نكون أناس أسوياء لك تحيتي وإكباري واليمشي بدربنه شيشوف...

اخر الافلام

.. كا?س العالم للرياضات الا?لكترونية مع تركي وعلاء ???? | 1v1 ب


.. فـرنـسـا: أي اسـتـراتـيـجـيـة أمـام الـتـجـمـع الـوطـنـي؟ •




.. إصابة عشرات الركاب بطائرة تعرضت لمطبات هوائية شديدة


.. حزب الله يحرّم الشمال على إسرائيل.. وتوقيت الحرب تحدّد! | #ا




.. أنقرة ودمشق .. أحداث -قيصري- تخلط أوراق التقارب.|#غرفة_الأخب