الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات المنطقية وتنازعات الانتماء

رحاب حسين الصائغ

2009 / 9 / 16
الادب والفن


مروان ياسين الدليمي و( جناج الثور المدمى)
لكل تقمص هوية وهوية الانتماء لا تكتب بدون زلزلة واستبصار بعيد له مؤهلاته، ومواجهة المواقف الصعبة تخلق حب منتصر لقيم ثابتة وعرك مفاهيم تزيد من العطاء، كطاحونة لا تكف عن الدوران ، وللشاعر جزء من هذا العطاء المستمر عند الانسان، يسقط كشمس دافئة في نفس الشاعر واشعة تعمل على حرق الحزن واضفاء روح الالفة والاحساس بالقوة، الشاعر مروان ياسين الدليمي وقصيدته ( جناح الثور المدمى) اخرجتني من مأزق العلة والمعلول، حيث وجدت فيها ثورة من الغضب تفجرت عباراتها بطاقة جامحة في خانات فكره المتوقد ولما يحدث ويُرى ويسمع، بمهارة وتركيز مشبع بالحزن كتب قصيدته بتشابك منفتح، جسد المعنى بالانتماء الابيض في قلبه المحشو بالالم، الشاعر موصلي ويحب كل ما يتعلق بمدينته من ارث ثقافي وعرق اجتماعي وتاريخ مطرز بخيوط لها سحر القمر والنجوم، حين اوسم القصيدة بعنوان ( جناح الثور المدمى) يدرك ابعاد هذه التسمية والعنونة، بذكاء مبدع يحمل نظرة ثاقبة لواقع مؤلم وماضي منير وحاضر مازال يكن له النظارة في نفسه، كتب تلك القصيدة وادخلها مفاصل الزمكانية وصباحات الالق، حيث يقول:
على رؤوس اصابعي
ساعلق اشرعة الربية
واعبث بكل الخرائط المختلة
اضرمها ببراءتي
وامسح بها جناح الثور المدمى
تحت احذية الافاقين
كلما اراد النسيان.. بعرباته المترفة بالTNT
ان يطوي مقام الصبا
في الموال المتكسر بين اضلاعي
الشاعر مروان في محراب الحب الذي يكنه لمدينته يتسامى بعشق لها وهو يحدق فيما تعيش من الم واسى، جاءت قصيدته من صميم احساسه ومعاناة المدينة اليومية التي كان لها اشكالها الجميلة، وكيف هي الان بعد الذ حصل وما تمر به، حيث يقول:
الى متى ارتق الهموم.. بالضفاف
رغم وقاحة المنشدين
وهم يرسمون اوهامنا.. بدمنا؟
يضيء الشموع في قلب الليل حين نام كل المتعبون، ويتسلق اللحظات الخاطفة وتنوع الصراع، مؤكداً همه الذي اعتمد التجربة بعمق متناسق ونضج يؤطره الوعي الجمالي المتعلق بعمق الحياة والتحام حسه بشفافية فاستجابت لرؤياه القصيدة مطاعة بكل الجمال المتناسق في منارة الحدباء، وسيل عذابات المدينة، ولما يحمل من غصة كئيبة تسري في عروق نفسه ومشاعره، منح مضمونه صفة الابداع والخلق الجمالي، اذ يقول:
ما زالت الاسلحة تدور
ويندفع التبغ.. الى اوجاعنا
مقترحا عليها.. تعاويذ الالخدر
في الحادي عشر من نيسان من السنة الثالثة بعد الالفين هكذا اظن:
........ ولما.. اوصدت..باب غرفتي.. خلفي
ترنحت المخاوف
على جفني... وانا اقطع الزقاق.. بالادعية
بتصالب مؤتلف لملم اطراف همومه التي تجاوزت حدود المدينة، يرتق من دائرة التعسف ناعتا تلك التبعية وكابوسها المقلوب نحو الاسفل، الشاعر مروان حين اعتمد مفردة جناح الثور حمل رمزه للثور المجنخ الذي يؤكد فيه اصالة الموصل، ولمح لنينوى وما كان لها من حضار ةسبق زمن غيرها في التقدم والابداع وما تركته من ارث تاريخي،لا يمكن لآيا ًكان ان يمحي آثاره، بسطوره مهد لشيء آخر تلك الهجمة الغاشمة من قبل المحتل، وهي من ادخل الحيرة والتهلكة في الى زمننا ومدننا، حيث يقول:
ها انا ذا :-
.... اجهز على ما تبقى من السكائر.
بعد ان شكلني الفزع.. على هواه
ومضى بي.. الى ساعات
كفنت بها سير تمردي
اقلب الصفحات
اتجول في العناوين... وانا لا اصدق! ....
. . .
بعد عام صحوت
قالت زوجتي:
لا تغويك عتبة الدار
فالمكائد.. ما زالت تجر المدينة.. من بكارتها
وتدفع.. من بساط الى آخر.
كشاعر يعرف لماذا يهمش كل شيء في بلده المحاصر والمحتل، حتى تكاد ازمنة الاخرون تسحق كل ما هو معنيّ بالحياة، هم الغزاة والقتلة وغربان الفاجعة، صعاليك هذا الزمان بحرابهم السوداء يتقاطرون دون خجل باسماء خشنة وواهية يرمزون لوجودهم الميت وعالمهم المفقود، بانهم حملة شعلة الخيار الداخن، يقحمون سقمهم في عالمنا واثاث حياتنا الوادعة، حيث يقول:
ها هي اصابع الصحراء
علقت فينا ظلالها الناقصة
وجاءت بجوقة الرعاة
ليخصوا محنتنا
ثم وشحوا الناطحات... بتراب مهرب
من جرح الرافدين
الشاعر مروان ياسين الدليمي الموصلي، كالفجر المشرق تثاءب، لأنه شاهد على افكاره التي لم يستط اسكات حرائقها المنطقية في حوافي ذاكرته، حين غمرته ملابسات مغايرة لواقع اصبحت علاقاته تتنازع الانتماء، والضوء يسطع برأس الشمس، بينما نباتات المدينة المنتشرة تنتظر لمسة دافئة، حينما خيمت التعاسة والصمت على الاماكن في مدينته، واصداء ملعونة تتدحرج من ثعالب ودعاة كذابين، بينما افكاره وخيالاته تلف الاتي من الغضب وباصرار تحاول دفع غبار الاسئلة المبعثرة هنا وهناك حول الدوافع التي وشحت غسق المدينة، فغلف حروفه وكلماته ما راوده من الاحلام الموحشة والآملة بفجر جديد، وذلك واضح في كل حرف وكلمة ومعنى في القصيدة التي يسبح عنوانها في مددلولات ليس بالخافية على الجميع.
الكاتبة/ ناقدة من العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألامنتمي
جيفارا ( 2009 / 9 / 16 - 22:51 )
صديقي مروان منذ سنينن خلت ولم أراك ....كأنا لم نكن ولم تكن لنا كلمات كلمات كلماتتتتتتتتتتتت ألمقتطف من قصائدك الجميلة ذكرني وأعاد ذكرياتي ألى أيام ألشاعر أليوناني كفافيس هل لازلت لامنتمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟مأساتي أن مكتبتي لم تزهو و ولو بقصيدة تحمل بصماتك ألمغتربة حتي معا الذات فا ألاغتراب كان ديدنك يا صديقي ألقديم ؟؟؟؟أم مواهبك المتعددة هي التي أوصلتك ألي فناء ألفناء في ألذات ألضائعة لقد كنت مسرحيآ يشار أليك في ألبنان وواعيآ و قارئ نهم قد تكون السبب مواهبك المتعددة.................... نشكرك يا ست رحاب لقدطرقتي علينا ألباب وفتحناها لكننا أحسسنا مرارة لمأساة لأننا عدنا معك لزمن ألجميل

اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??