الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ في زحمة الخطوب 1

محمد علي الشبيبي

2009 / 9 / 16
الادب والفن


في زحمة الخطوب

قصائد هذه المجموعة (في زحمة الخطوب) لا يمكن فصلها عن المجموعة السابقة (رنين على الأجداث) فهي مكملة لها وتتحدث عن معاناة الشاعر وعائلته. وتغطي هذه القصائد فترة أربعة عقود، تسلطت فيها أنظمة استبدادية على رقاب أبناء الشعب ولكنها اختلفت بشدة وقسوة وأساليب استبدادها فمن المشانق في ظل الحكم الملكي إلى المقابر الجماعية في ظل النظام الصدامي المقبور.
دشن النظام الملكي قدرته على الطغيان والترهيب من خلال أقدامه على جريمة لم يسبق لنظام عربي أو أي نظام استبدادي في المنطقة أن أقدم عليها، وذلك بإعدام قادة الحزب الشيوعي لا لجريمة سوى لأنهم يحملون فكرا وطنياً يهدد مصالح عملاء الاستعمار. فرد الشعب يوم 14 تموز 1958 بثورة جماهيرية منتفضا على استهتار وبطش أذناب الاستعمار البريطاني وعملائه. ثورة لقنت من يستهتر بمقدرات وكرامة الشعوب درسا قاسيا. لكن لم تدم فرحة الشعب طويلا بسقوط النظام الملكي، حتى انحرفت ثورة تموز عن مسارها وعادت أجهزة الأمن الجمهورية المستورثة من النظام الملكي البائد لممارسة أسلوبها في محاربة القوى الوطنية المخلصة، وبعلم وموافقة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم.
فجاء انقلاب البعث الدموي في 8 شباط 1963 وتحول العراق إلى سجن كبير. وهتكت الأعراض، وتم تصفية قادة الحزب الشيوعي والكثير من المناضلين الشجعان في أقبية التعذيب. حتى ضاقت مراكز التعذيب، فأكتشف الفاشيون أماكن جديدة لتصبح مراكز للتعذيب. وتحولت الملاعب الرياضية والمكتبات العامة وغيرها من مؤسسات ثقافية إلى مراكز يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب الهمجي. وتمت في هذه المراكز تصفية مئات المناضلين وفي مقدمتهم الشهيد الخالد سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي ورفاقه. وعاش والدي أحداث الانقلاب الدموي أثناء اعتقاله في مركز التعذيب في كربلاء وراقب عن كثب ما يعانيه المناضلون من تعذيب وأساليب همجية في التحقيق من قبل أوباش الحرس القومي . حيث تم تحويل المكتبة المركزية في كربلاء إلى مقر للتحقيق وتصفية المناضلين بالتعذيب، كما حدث للشهيد عبد ألآله الرماحي حيث تمت تصفيته في نفس يوم اعتقاله وغيب جسده الطاهر . ومن المكتبة في آذار 1963 كتب والدي أحدى قصائده (قولي لأمك) التي تصف تعذيب المناضلين وكيف تحولت المكتبة من رمز للعلم إلى رمز للقتل والحقد والتعذيب الوحشي. للأسف لم أجد هذه القصيدة بين مخطوطات الوالد الشعرية فقد بعث بها لوالدتي من المكتبة العامة عندما أستدعي للتحقيق عدة مرات وقضى فيها أسابيع وهو يراقب ويتألم للمشاهد القاسية. وسبب ضياعها كما أعتقد إن الوالدة لم تحتفظ بها خوفا من وقوعها في أيدي الأجهزة الأمنية كما أن الوالد نسيها أو تجنب تدوينها في مخطوطاته أو أنها اختفت مثلما أختف بعض كتبه من المكتبة. وأدناه أسجل بعض ما أسعفتني به الذاكرة من أبيات متفرقة لهذه القصيدة.

قـــولي لأمك
قـولي لأمــك أنـني . . . . . . أقضي الليالي في عذاب
ويحوطني حـرس غلاظ . . . . . . في بنـادقهـم حـراب
وإذا سـجى الليل الثقيل . . . . . . كأنه يـوم الحســـاب
هوت العصي على جلود . . . . . . الأبـرياء من الشـباب
فيعلقــون ويعـذبون . . . . . . مجـردين من الثيــاب
. . . . .
أسـفاً لـدار العلم بعـد . . . . . . العـلم تغـدو للعـذاب
غرفاتها تحوي السلاسل . . . . . . لا المطــالع والكتـاب
. . . . .
نيرون عاد بك الـزمان . . . . . . لكي تشـيع بنا الخراب
. . . . .
والحـق أكبر أن يداس . . . . . . وأن يمـرغ بالتــراب


واستمرت معاناة الوالد والعائلة في العهود التالية، وسجن في أيام العهد العارفي الأول، وبقي مفصولا طوال حكم الأخوين العارفين رغم محاولاته للعودة للوظيفة. بل أن أجهزة ألأمن العارفي أتهمته اتهامات باطلة، وكانت تراقبه وتستدعيه للتحقيق وتهدده وتعتقله من حين لآخر.
وعاد النظام البعثي مجددا عام 1968 لابسا جلبابا وطنيا وتقدميا لخداع السذج من أبناء الشعب ليبدأ مرحلة جديدة.ولكن سرعان ما يكشف عن حقيقته، فالقتل والتصفيات الجسدية والتفنن بالتعذيب هي خلايا دمه التي تروي شرايين البعث العراقي وتمده بالحياة. وعاني والدي من اضطرار أبنائه وأصهاره للهرب من الإرهاب الصدامي بعد الهجمة الشرسة على الحزب الشيوعي وأنصاره عام 1979 بينما هو وبناته تعرض للاستجواب والتهديد لعدم الكشف عن بقية أبنائه الهاربين. وكتب خاطرته الشعرية (أطياف بغداد) يوم الجمعة المصادف 06/08/1982:

أطياف بغـــداد

بغــداد. أيـن أحبتي . . . . . . أشْـمَّتِ فيي عُـواذلي
شـطَّ المزارُ فليتَ لي . . . . . . بغـداد جنحَيْ أجـدَلِ
أطوي بها تلك المسافا . . . . . . تِ البعيـدةَ ليـتَ لي
لا تعذلوني وافهمـوا . . . . . . أينَ الشجيَّ من الخلي
* * *
أينَ الليـالي الزاهراتُ . . . . . . وأين زهـو المحفـل
نتناوب السمـرَ اللذيذَ . . . . . . مع الحديث المرسَـلِ
ما بين (فاروق) الوفي . . . . . . وبينَ لطف (أبي علي) (1)
قلب الزمــانُ مِجنهُ . . . . . . وعدا عليَّ بمعــولِ
وآهارَ آمالي العـذابَ . . . . . . وصفـو عيشي الأولِ
والليـل طــال مقامه . . . . . . فمتى بصبـحٍ ينجلـي



وعاني من الوحدة بسبب شراسة النظام الصدامي، وقضى أيام حياته الأخيرة محتجبا في داره احتجاجا على شراسة النظام وأساليبه المخابراتية. فيكتب خاطرة شعرية في 01/05/1986 لأبنته الكبرى يبثها ألم الفراق والوحدة ويوصيها فيكتب:

إليك يا أم علي(2)

تجاوزتهـا سـبعين كل سهــامها . . . نفذن الى صـدري فادمين لي قلبي
ولم أجـد الآسي ولم أجـد الــذي . . . يواسي إذا اصبحت في مأزق صعب
عديني يا أحـلام إن حان موعـدي . . . بأن تجلسي يا لـُب قلبي إلى جنبي
ولا تتـركيني بـين أيـدٍ غــريبة . . . فقـد عافني من قـد حببت بلا ذنبي
وقــد أنكـروا حبي وكل متاعبي . . . . فصرت غريب الدار والأهل والصحب
أنا الوالـد المحـروم من كل متعةٍ . . . . بابنائه في حـالة الجـدب والخصب
بنية اني عـشت العمــر معـذبا . . . . وصبري أراني المـر كالمنهل العذب

ورغم كل هذه المعاناة نجد أن والدي يتحدى وسائل النظام الصدامي وإرهابه فيرفض الخنوع والأسلوب الصدامي في أخذ صك الإذلال والطاعة من الشرفاء ويؤكد إصراره على الحفاظ على كرامته مهما كان الثمن، ويتحمل كل هذه الضغوط بالرغم من شيخوخته وما جلبته له من أمراض. ويدون في مخطوطاته مجموعة رباعيات عبارة عن خواطر شعرية تلخص تجربته ومواقفه ومعاناته أختار منها ما يناسب لهذه المقدمة. فيكتب في 09/05/1987:
ما كنت بالخـانع يـوما إلى ...... من يُقسِرُ الناس على طاعته
كرامتي أفضل من عيشـتي ...... لـذاك لم ارجُ نـدى راحَتهِ

أو يتحدى الدهر وهو يرمز بذلك إلى سطوة النظام الصدامي، فيكتب في يوم الثلاثاء 19/11/1988:
أنا أقوى يا دهـر منك لأني ...... لست أخش ما قد لقيت وألقى
قد تجرعت مُرّ صبري مرارا ...... حين هـاجمتني بعنف لأشقى

ويعود مجددا ليؤكد إصراره وقناعاته بالمثل والأفكار التي آمن بها، فينشد مخاطبا الدهر الذي سلط طاغية على رقاب الشعب، فيدون في يوم الأربعاء 18/12/1988:

حاربتني يا دهر حتى لقد ...... أبعـدت عني كل أحبابي
فلم أقل رفقا وما هالني ...... إن استبدتْ بي أوصابي


الناشر
محمد علي الشبيبي
السويد 2009-09-15
[email protected]

الهوامش
1- فاروق هو فاروق العزاوي زوج شقيقتي نوال، أضطر إلى مغادرة العراق بعد أن نقل من التدريس في ثنويات بغداد إلى أحد معامل الطابوق في نواحي العمارة لرفضه التعهد خلال حملة تبعيث التعليم السيئة الصيت.
أبو علي هو المهندس حسين عبود زوج شقيقتي الكبرى أحلام، وقد أضطر لترك عمله وأشغاله في الوطن بسبب مضايقات أجهزة السلطة الصدامية.
2- أم علي هي شقيقتي الكبرى أحلام وكانت مقيمة مع زوجها في الكويت وتتردد من حين لآخر لزيارة والديها وشقيقاتها، وتميزت بحنانها وعطفها منذ الصغر.
* * * * * * * * * *
أحـــلام
أحلام أول ابنة لي ولدت عام 1943 بعد ابني همام كانت في سنتها بعد الرابعة حين اخذت مخفورا عام 1948 من الناصرية إلى مديرية التحقيقات الجنائية في بغداد، ثم موقف الكرادة الشرقية، ثم إلى الموقف العام. هنا –في الموقف العام- فقط بدأت أكتب إلى الأهل عن مكاني. ولكن أبياتاً من الشعر سبقت كل كلمة –وعن أحلام فقط-.
أحلام كانت تستيقظ مبكرة صباحا معي حين استيقظ أنا لأهيئ الفطور وحين نقلت من موقف الكرادة إلى الموقف العام في بغداد فكرت أن أكتب إلى أهلي رسالة واطلب أن يكتبوا لي عن وضعهم، لكن اسمها وشخصها مثلا أمام خيالي قبل أن أبدأ بكتابة كلمة واحدة فجاءت هذه الأبيات. وجاء الجواب وعنها تذكر أمها :
إنها مازالت تستيقظ بذات الوقت وتجلس بنفس المكان وتردد بلهجة أسف وألم (بابا أنت وين، أنا أريد أشوفك؟ منو يسوي الشاي بعدك؟...) إنها القلوب المفعمة بالحب والتربية الزكية.

أواه أحلامي أبوكِ المشــفق . . . . . . نفـس معذبة وقلب يخفــق
بين الضلوع يهيم منه فـؤاده . . . . . . وبنار أشـواقي غـدا يتحرق
آبُنيتي إن الحيــاة مريـرة . . . . . . وكفاحنا فيهـا عنيف مرهق
لستم لوحدكم الضحـايا إنمـا . . . . . . في هذه الدنيـا ملايين شقوا

** * * * * * * * * * **



اُحـب الحـياة


تعـال إليّ أبي وأســتمع . . . . . . حديثي فأن حديثي عجــبْ
أردت الحياة إذا بالصعـاب . . . . . . تجمعن في أفقي كالسـحبْ
وثارت زوابع هذا الزمـان . . . . . . فأذرت عليّ الحصا والتربْ
وسُدّت أمامي دروب النجاة . . . . . . وعـزّ الدليـل وقلّ المحب
فكيف وفي أي يمنى أصول . . . . . . وهذي الرزايا علينا تصب(1)
* * *
نهاري يمـر وليـلي يكـر . . . . . . وما يشـملاني بغير الكُرَب
كأني عـش لبـوم الزمـان . . . . . . فأفراخه بي وجدن الـسبب
تصاحبني في حياتي الهموم . . . . . . وتمطرني بالأسى والنَـوب
لأني حـــــر لأني أبي . . . . . . اُلاقي العنا والشقا والوصب
* * *
أحب الحياة وأهـوى الكفاح . . . . . . لأرجع حـقي ممن ســلب
وأرغم دهري على الاعتراف . . . . . . باني خدنُ الــنُهى والأدب
وأني نجل الــهداة الأبـاة . . . . . . ولي في المكارم جــدّ وأب
وأني أخ للذي قـد عــلا . . . . . . مشــانقها وعليها خطـب
وأملى على الظالمين الطغاة . . . . . . بما قـد أبان وما قـد كتب
بأن الحيـاة لعمـالـــها . . . . . . وليست لعابـد عجل الذهب
* * *
فيا نفس صبرا ولا تجزعـي . . . . . . فلسـت بأول شـخص نكب
فان جزت من سنك الأربعين . . . . . . وقاسيت شتى صنوف الكرب
(فلا بد لليـل أن ينقضي)(2) . . . . . . وننعـم في فجـرنا المرتقب
وتنقلـب الأرض بالظـالمين . . . . . . فيـوم الحسـاب دنا وأقترب
وتسترجع الأرض للمرهقين . . . . . . ويلقى الظلوم جزا ما ارتكب
06/12/1949

الهوامش
1- فجر 15/02/1949 أعدمت حكومة نوري السعيد شقيقي حسين وبعد أسبوع حكمت على أخي محمد علي بالسجن والأشغال الشاقة عشر سنوات قضاها في نقرة السلمان ثم أقامة جبرية في بدرة. وفي 17/04/ 1949 اُحلت الى المجلس العرفي ثم قامت مديرية معارف الناصرية بمضايقتي ورفض ترقيتي. وفي النجف شددوا على أبي وضايقوا من يلتزمه وأحيل إلى المحاكم بتهمة لا أساس لها.
2- شطر من بيت للشاعر أبي القاسم الشابي

** * * * * * * * * * **



شـتـاءَ نـا*

شــتاؤنا قـــاس وأيامنا . . . . . . أشــدّ منه أصبحت قاسـيه
زادت بهـذا الظــرف آلامنا . . . . . . وقـلت الـصحة والعــافيه
وأمتلأت صـدورنا بالهمـوم . . . . . . مذ أصبحـت جيـوبنا خـاليه
وأضطـربت أفكارنا مذ غدت . . . . . . بطــوننا يا ويلهـا خـاويه
وعزت النفـس فـلا نشتكي . . . . . . ولم نكـن في عيشـة راضيه
كم ضربة أنزلها الدهــر بي . . . . . . كادت تكون الضـربة القاضيه
لكن صبري وهو صبر الشجاع . . . . . . قد ردّهـــا خـاسـئة نابية
تحملي يـا نفـــس أثقـالا
فدهـرك الفــــاجر مازالا
يصبهـا عليكِ أهـــــوالا
قبـلك كم أبــاد أمثـــالا
* * *
شـتاءنا يـا محنة النــاس . . . . . . ضيّـقت بالهمـوم أنفـاسي
غيـومك الممطـرة الهـاميه . . . . . . وبردك المهــاجم القـاسي
كلاهمــا يزيـد في محـنتي . . . . . . ما دامتُ في فقـر وإفلاسـي
فجــرح قلبي ما له مـرهم . . . . . . وداء جيبـــي مـا له آسِ
اُولاء أطفـالي بـلا ملبـس . . . . . . وها أنا منحسـر الـرأس(1)
وذاك بيـتي كل حاجـــاته . . . . . . بانت كمن طبــر بالفــاس
إن لم أجـد فلسا ولا درهمـا . . . . . . كيف أكون الطـاعم الكاسـي
أو لم تكن كاسـي مـــلآنة . . . . . . كيف أكون الثمل الحاسـي(2)
آليت في دنيـاي لا أجــزع
فان أيامي غـدا ترجــــع
والشمس لابـد لهـا مطلـع
فليفهم الطـاغون وليسـمعوا
* * *
شـتاءنا أطبق على المعدمين . . . . . . فلم تخفْ ببـردك النـاعمين
وزدهموا بؤسـا على بؤسهم . . . . . . وهكذا قـلْ قسـمة القـانعين
فلينضووا يقصف أضلاعـهم . . . . . . برد وأفــلاس وظلـم مهين
لا يرحــم الله امـرأ قانعـا . . . . . . لا يعلن الحرب على الطامعين
ولا أنـار الــدرب في وجهه . . . . . . إن لم يقف بأوجه الظـالمين
ماذا يخاف ذو طـوى معـدم . . . . . . إن قاوم الطغـاة والمجـرمين
أيختشي المـوت ومن جوعه . . . . . . لابـد أن يمسي من الهـالكين
ويرتجي من ظـالم رحمــة . . . . . . لـولاه ما كنا من المـرهقين
ولم نـــذق ذلا وحــرمانا
ولم نعان البـؤس ألــوانـا
اسـتأثـروا بخيــر دنيـانا
وحملـونا الدهــر أشـجانا
* * *
شــــتاءنا معــذرة أنني . . . . . . ألقيت باللـوم على عاتقيـك
وذاك مني خطـأ فاحـــش . . . . . . فخيـر دنيانا ندى من يـديك
ربيعنـا والصيـف كلاهمــا . . . . . . لم يولـدا إلا على سـاعديك
فلعنتي أصبّهــا حاقـــدا . . . . . . على الذي أســتغلنا لا عليك
يحصـد ما نـزرع من نعمةٍ . . . . . . سـقيتهـا أنت بمـا مقلتيـك
وينثني يبكي تعـاســـاتنا . . . . . . ينسـب ما صُبَ علينا اليـك
لو لم يكن يسـرق أتعــابنا . . . . . . لطاب صفو العيش في جانبيك
ولذ في كانـون كانوننـــا . . . . . . لو أنه أبقى لنا الخيـر فيـك
والسـحب ما أجمـل هتانـها
إن هي تهمي فوق غدرانهـا
تخـال إن تسـمع هطلانـها
قصيـــدة وقعن أوزانهــا
* * *
شتـاءنا لا فرق بين الفصول . . . . . . على الفقيـر التاعس المجدبِ
سـيان تطـويه على ذلــةٍ . . . . . . تاتيه بالمدهـش والأغــرب
وسـادُه أخشـن من عيشـه . . . . . . وحاله أقـسى من الأصـعب
أتعــــابه كثـر وأيـراده . . . . . . نـزر إذا أصبـح ذا مكسـب
نهــاره أتعـــس من ليله . . . . . . يقضيه بالمجهــد والمتعـب
من شاء أن ينعم في عيشـه . . . . . . فليطـرد الخـائن والأجنبـي
لــولاه كانت أرضنــا جنةً . . . . . . وليسـت الآن سـوى سبسب
فثـر على الظـالم لا تخشـه . . . . . . وأقتحم الحـــرب ولا ترهب
فسـوف لن تفقد إلا القيـود
وأن تمت تحيى بذكر ســعيد
فليـس أزكى من حياة الشهيد
حي على الألسن طول العهود

27/12/1949
الهوامش
*جاءت هذه القصيدة وما فيها شرحا للحال الذي أشرت اليه في قصيدة -أحب الحياة-
1- كنت أصاب بصداع شديد إذا لم أغط رأسي عند البرد في حين لم أملك ما يمكنني من شراء ذلك.
2- كناية عن المرح والانطلاق لو ان عيشي رافه

** * * * * * * * * * **








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد خير الجراح ضيف صباح العربية


.. أفلام مهرجان سينما-فلسطين في باريس، تتناول قضايا الذاكرة وال




.. الفنان محمد الجراح: هدفي من أغنية الأكلات الحلبية هو توثيق ه


.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو




.. بأغنية -بلوك-.. دخول مفرح للفنان محمد الجراح في فقرة صباح ال