الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يجوز لقوى اليسار والديمقراطية الانتظار والنقد فقط

جورج حزبون

2009 / 9 / 16
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بالتاريخ والواقع ظل اليسار في الذهن الشعبي الأكثر نشاطا ووعيا، والحازم أمرا،والنافذ قولا، ولكنه يبدو تأثر بالزمن، وتهالك بالجهد، (مع الاختلاف بالجغرافيا) وناء بالمسؤولية، فأصبح المثقف والمشخص والقادر على إعطاء الرؤية، يحظى بالاحترام، ولا يأخذ بالمبادرة، وهي حالة فلسطينية ومن الممكن أن تكون عربية، البعض يعزيها إلى القمع السلطوي والمد الديني وآخرين إلى البترودولار والطفرة النفطية، ورغم كل ذلك فان الحقيقة هي إن اليسار لم يعد مؤثر ويعيش حالة كساح إن طالت ستعود المنطقة إلى حالة (سفر بلك).
بالتأكيد فان الوضع العربي العام يؤثر على بعضه وخاصة القضية الفلسطينية، فما يجري في السودان واليمن ولبنان والجزائر والعراق ليس معزولا بالمكان والزمان، ومع التحرك الأمريكي لزيادة التأثير لإنجاح مشروع اوباما (التغيير) ومنها حل الصراع في فلسطين، فإنها حراك ضمن مفهوم شرق أوسط جديد يصل حسب الرؤية الأمريكية إلى أفغانستان وباكستان وتركيا، ولا يغيب إلا بالشكل عن المضمون الاستراتيجي الأمريكي منذ ايزن هاور، لكن الحال العربي بمعطياته متلقي فقط،وهي حالة تسهل دور الوسيط للضغط على الطرف المتهافت، وضمن هذه اللوحة يمكن رؤية تصرفات إسرائيل، استمرار الاستيطان والعربدة بالقدس والشروط المستعصية، فقد وجد ميتشل نفسه يطلب من العرب (التطبيع) لإغراء إسرائيل بالقبول بوقف تماديها الكولنيالي ألاحتلالي الاستيطاني وليس إدانتها ومقاطعتها والضغط إذ استطاع عليها رقم انه ينهي حتى ألان جولته الخامسة.
في هذا المناخ تقسم الحركة الاسلاموية الوطن وتتحصن بقطاع غزة ساعية إلى إقامة إمارة إسلامية شرعية تستند إلى القران والسنة وكأن كان بسبب الخلاف مع الله وليس بسبب التزامها الالهي...؟! وبالمقابل تقف حركة فتح وهي من ذات المدرسة الفكرية لتواجه الأمر بإغراءات التقاسم والمحاصصة والبعد الديني.... وتتشظى مدارس اليسار في فلسطين بائسة في منابرها ناقدة شاتمة، والشعب تزاحم أمامه الرؤى، وتصعب سبل العيش والسلطة تعيش على العطايا وتبرعات دول العالم.....
هذا المشهد الفلسطيني الراهن، وهذه هي الحال عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والانتظار العام للمشرع الأمريكي الذي سيقدمه أوباما! فهل من الممكن للأمم أن يجيء الموقف الأمريكي على قياسنا؟ ولماذا؟ نحن نستخدم أمريكا (وإذ جاز التعبير) لتؤثر على إسرائيل، وإسرائيل ماضية في الاستيطان والتهويد، وفي أحسن الأحوال تطرح التجميد المحدد المدة، فهي تدرك أنها مركز قوة، وهي تقرأ وتستوعب الحال العربي والواقع الفلسطيني، وليست مضطرة للتنازل عن شيء دون مقابل جديّ، وبعد أن تثبت أن لأمريكا حدود تأثر بها عليها ولربما هي تؤثر أكثر على أمريكا، هنا نجد كثيرون يتجهون للصراخ وللفوران العاطفي، وهي حالة اختبرت طويلا بلا ناتج، والمعركة لا زالت في بدايتها، وحتى تكون أقدر على التأثير، يجب أن تكون لنا (إذا أمكن) جبهة وطنية موحدة بالبرنامج والمنهج والخيار.
ليس صحيحا القول بالتفاؤل والتشاؤم، ولكن المعركة الراهنة هي جزء من معركة كفاحية طويلة بالزمن والأسلوب لإنهاء الاحتلال، وإن كانت المضامين الراهنة ليست مؤهلة، فإن الآمال منعقدة على شعبنا ليواصل حتى نهاية الشوط، إلا أن الخسران المستمر وفقدان البوصلة تمثل حالة خذلان قد ينساب خلالها حل سلبي، يظهر له بالأفق وميض، ومن هنا يصبح محتما القول إن إعادة صياغة المجتمع ليكون قادرا على مواصلة دربه هي مهمة اليسار، ودون ذلك عبث، وعلى هذا اليسار أن يكون موحد الإدارة،ذا عمق عربي، وبعد عالمي، وهي محددات قائمة تحتاج إلى من بأخذ الموقف كما هو عهد الثوار العلميين بعيدا عن صراعات المناصب والألقاب والبيروقراطية التي ذهبت بالاتحاد السوفيتي قبلهم،وحتى يكون ذلك يجب اللقاء فورا على برنامج، إما أن تتفاوض فتح وحماس على تقاسم، واليسار يتصارع على مواقع، والجماهير للإحصاء، فهي نذر ضياع للوطن والملامة لليسار، فاليمين لم يعد يحتاج إلى نقد وتحفيز فقد غادر إلى مواقع ومراتب ويهتم بالمكان والرتبة والأبهة والسلطة....
ولن يكون عذرا لأحد بعد ألان، فاليمين أنهى خطواته وأعلن ذاته، ولكافة اليسار والعلمانيين مطلوب الترجل والأخذ بأسباب النضال والتوعية لأنها مهمته التاريخية ولن تعود الفرصة ثانية.
جورج حزبون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2009 / 9 / 17 - 02:31 )
الاخ المحترم السيد جورج ، تصورك للموضوع سليم ونتمنى لو أن قوى اليسار الفلسطيني فعلا تمتلك وتأخذ زمام المبادرة . أصبحنا نخشى ان ما يفرق قوى اليسار أكثر مما يوحدهم .وفي صراع المحاصصة وتقاسم ما تبقى من وطن ضائع بين حماس وفتح ، يلوح في الافق ليس فقط تراجع المشروع الوطني ، بل تفتيته وتكريس ثنائية مميته . المشكلة الاخرى أن معظمنا أمام حالة الصراع الثنائية فقد الأمل في إصلاح ما يمكن إصلاحه . والفلسطيني خارج ما تبقى من وطن ، اصبح بلا هوية وخارج الموضوع شئنا ام أبينا ، هذا هو واقع الحال بدون رتوش . مع الشكر لك

اخر الافلام

.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م


.. Mohammed Nabil Benabdallah, l invité de medi1.




.. أعضاء في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي من اليمين المتطرف يعلنو