الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة المثقف والكاتب المصري(2)

مينا بطرس

2009 / 9 / 17
حقوق الانسان


ذكرنا في مقالنا القصير السابق أن مشكلة المثقف المصري هو التبعيه وتحكم السلطه في منابر الرأي ووسائل الأعلام الأمر الذي يحد من أبداء الراي الصريح والكامل للكاتب أو التحكم في لقمة عيشه الأمر الذي يهدد مستقبله . وانه لكثير من الاصوات العاقله والناضجه نخسر نحن ثمار جهدها الفكري والبحثي نتيجة التهميش ,ولعل من أشهر الذين لم نستطيع أن نستثمر جهدهم العلمي هو د.(زويل) الذي أكتفينا أن نمنحه وسام النيل أي جهدنا معه لم يتعدي ساعات فالرجل الذي حلم أن يبني قاعده علميه في مصر لم يستطيع لأصطدامة بالبيروقراطيه ولدواعي أخري ليس هنا مجال ذكرها.(زويل) هو أبن للحضارة الأمريكية الحديثة وكما خسرنا كثير من العلماء الذين هربوا في شبابهم نخسر الان خبرتهم وأبحاثهم وأكتفينابثرثرة الكلام أنهم أبناء لهذ ا الوطن.نعم هم ابناء لهذا الوطن وليسوا ثمار هذا الوطن لانهم ثار الوطن الذي أستطاع أن يعطيهم الحريه والتشجيع والتعضيد لأبحاثهم.
والوجه الأخر لهذا التهميش هو عدم الأحترام والتقدير لعلمائنا وكتابنا ومفكريناوتساعد بعض الجرائد القوميه في انها تختزل العلماء والكتاب والمفكرين في علماء الدين وكتاب الثقافه الدينيةوهنا يسبق الكاتب الديني في تكوين وعي القراء الكاتب المفكر وبالتالي تنحصر الثقافه والفكر في الدين فقط. فمقال زغلول النجار في (الأهرام) مساحته اكبر من كتاب متميزين مثل الكاتب والشاعر الكبير (أحمد عبد المعطي حجازي) و(محمد سلماوي)وزياده في تهميش الرواد والقمم الفكريه أن أبطال البرامج الحواريه في قنوات التلفزيون الرسمي هم كتاب الصحف القوميه فبالتالي فهو يصب كل مايكتبه علي الورق من تاييد للنظام في هذه البرامج ذات الصبغة الأعلاميه لتأييد النظام ولكن لاتري الكثير من الكتاب الليبراليين أو الذين ليس لهم أنتماء حزبي في البرامج الحواريه أو الأعلام المرئي.
وعندما يكون شرع الله ودستوره هو السياسه التي تحكمها الللاعيب الأرضيه أو الزمنيه الناقصه هنا تكمن المصيبه الكبري فعندما أخضع الشرائع اللازمنيه والدائمه الأبديه الي شرائع وقتيه هنا تكون الصدمه من النتائج.إن التاريخ الذي يحدثنا كثيراعن تسيس الدين نري ان هذا التسيس كان عامل أنهيار أكثر مايكون أداة بناء ورقي. إننا عندما نلعب بورقة الدين كمن يتاجرلأجل أن يربح برغم مدي شرف ونقاوة يده,المشكله ليست بالطبع في الدين لان الانسان المقيد تحت قيود الأرض الزمنيه من تبعيتها للشمس يشتاق أن يكون حرا طليقا بلامحدوديه وبلازمن وهذا مايجده البشر في الاديان المشكله إأذن في المتأجرة باسم الدين.فبدلا من أن يكون (دين) يصبح (دينا)
علينا ان نعرف أن هولاء عندما يسيسوا الدين ويتلاعبوا بعقول البسطاء ومشاعرهم فأنهم يزيلوا القدسيه علي الدين أو يقدسوا أشياء أرضيه زمنيه لأتتوافق مع قيمة الدين وروحانيته.أنه لامر عجيب أن يكون رجال الفكر هم الذين يخلطون الاوراق لكسب تاييد غير صادق أومصالح ذاتيه أنانيه.إن أستخدام الدين في كثير من الأمور غيراللأهوتيه في بعض الأحيان يولدثقافة الكراهية فانا لااعلم ماهي الحكمه ان تتصدر الجرائد في مصر أن المكسب الكروي الذي يحققه المنتخب كان ببركة شهر الصوم (مع احترامنا لجميع العقائد) هل إذا أنتصرت مصر علي السعوديه اصبح المصريون مومنين والسعوديين كفرة؟!بالرغم مما للسعوديه من أراضي مقدسه اسلاميه.
فهل أنتصر الدين علي الكفارإي شيء هذا يزرع في العقول ياسادة.فهل الله يحابي فهل عندما تتسيس الأديان تعطينا الحق الالهي المقدس علي اختيار حاكم البلاد المرسل من قبل الله لينقذ الامه المنكسرة وينتشلها من الوحل وبراثن الهزيمه بامر الهي مقدس فاصبحنا نعيش روح القرون الوسطي.
ولان بعض أنصاف الكتاب والمثقفين يعيشون في خندق الدين كنظام اجتماعي سياسي بعيدا عن روحانيته فهم ولدوا من ارحام الماضي الذين مازالوا يحيوا فيه.فهم يعيشون في سراديب التاريخ ويعيشون في أوهام الماضي وبالرغم أنهم يتكلمون عن الماضي وهذا جيد ان نحلل ماضينا لكي ندرك مستقبلناالأاننا لانري اي أشراقه أو طرح
فكري للمستقبل. فنحن نطلب من مفكرينا ومثقفينا كما انهم يحللوا الماضي والتاريخ بمشراط النقد بين مؤيد ومعارض لاحداث التاريخ ان نبدا بطرح رؤي وفكر مستقبلي للبلاد.فإذا كان الكتاب وعقول الراي العام يعيشون في الماضي ولايتعدوه فماذا يكون مصير الشعب.كما ان معايشتهم في الماضي يعطي بعض التاييد للافكارالراديكاليه وثقافة السواك والجلباب .....الخ
كثير من الدول تحررت بعدينا ولكنها سابقتنا في معدلات التنميه والنمو الأقتصادي وكثير من الدول بدأت بعدنا في مشروعاتها النهضويه ولكنها سبقتنا الالاف الاميال في ركب الحضاره .ولان الحضاره تراكم إنساني شاركت فيه شعوب العالم. إلا أننا فقراء في أسهامتنا لا نستطيع أن ننكر انه كان لنا أدوارفي الملحمه ولكننا لسنا أبطال هذه الملحمه الأنسانيه الخالده.من الجميل أن نتمسك بهويتنا وثقافتنا وحضارتنا ولكن لايجب ان نعيش في ظل الماضي فالأفضل دائما ان نجدد في حاضرنا لانه سيلد لنا المستقبل.فكفي النظر الي الماضي والي الحجاره وجدرانها المنقوشه كفي التمسك با لاساطير والالسنته العنتريه كفي صياح عن مجد زائل كثير منه مشكوك في مصدقيته وكثير منها جرائم وأبطال ماهم الاقتلي أيديهم ممتلئ بالدماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار


.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف




.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين